( وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين    ( 27 ) فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم    ( 28 ) يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين    ( 29 ) . 
( فلما رأى ) قطفير    ( قميصه قد من دبر ) عرف خيانة امرأته وبراءة يوسف  عليه السلام ( قال ) لها ( إنه ) أي : إن هذا الصنيع ( من كيدكن إن كيدكن عظيم    ) وقيل : إن هذا من قول الشاهد ثم أقبل قطفير  على يوسف  فقال : 
( يوسف ) أي : يا يوسف    ( أعرض عن هذا ) أي : عن هذا الحديث ، فلا تذكره لأحد حتى لا يشيع . 
وقيل : معناه لا تكترث له ، فقد بان عذرك وبراءتك . 
ثم قال لامرأته : ( واستغفري لذنبك    ) أي : توبي إلى الله ( إنك كنت من الخاطئين     )   [ ص: 236 ] 
وقيل : إن هذا من قول الشاهد ليوسف  ولراعيل    . 
وأراد بقوله : ( واستغفري لذنبك    ) ، أي سلي زوجك أن لا يعاقبك ويصفح عنك ( إنك كنت من الخاطئين    ) من المذنبين ، حتى راودت شابا عن نفسه وخنت زوجك ، فلما استعصم كذبت عليه ، وإنما قال : " من الخاطئين    " ولم يقل : من الخاطئات ، لأنه لم يقصد به الخبر عن النساء بل قصد به الخبر عمن يفعل ذلك ، تقديره : من القوم الخاطئين ، كقوله تعالى : ( وكانت من القانتين    ) ( التحريم - 12 ) بيانه قوله تعالى : ( إنها كانت من قوم كافرين    ) ( النمل - 43 ) . 
				
						
						
