[ ص: 257 ]   ( ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير    ( 65 ) قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتنني به إلا أن يحاط بكم فلما آتوه موثقهم قال الله على ما نقول وكيل    ( 66 ) . 
( ولما فتحوا متاعهم     ) الذي حملوه من مصر    ( وجدوا بضاعتهم    ) ثمن الطعام ( ردت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي    ) أي : ماذا نبغي وأي شيء نطلب ؟ وذلك أنهم ذكروا ليعقوب  عليه السلام إحسان الملك إليهم ، وحثوه على إرسال بنيامين  معهم ، فلما فتحوا المتاع ووجدوا البضاعة ( هذه بضاعتنا ردت إلينا    ) أي شيء نطلب بالكلام ، فهذا هو العيان من الإحسان والإكرام ، أوفى لنا الكيل ورد علينا الثمن . أرادوا تطييب نفس أبيهم ( ونمير أهلنا    ) أي : نشتري لهم الطعام فنحمله إليهم . يقال : مار أهله يمير ميرا : إذا حمل إليهم الطعام من بلد [ إلى بلد آخر ] . ومثله : امتار يمتار امتيارا . ( ونحفظ أخانا    ) بنيامين  أي : مما تخاف عليه . ( ونزداد ) على أحمالنا ( كيل بعير    ) أي : حمل بعير يكال لنا من أجله ، لأنه كان يعطي باسم كل رجل حمل بعير ( ذلك كيل يسير    ) [ أي : ما حملناه قليل لا يكفينا وأهلنا . وقيل : معناه نزداد كيل بعير ذلك كيل يسير ] لا مؤنة فيه ولا مشقة . 
وقال مجاهد :  البعير ها هنا هو الحمار . كيل بعير ، أي : حمل حمار ، وهي لغة ، يقال للحمار : بعير . وهم كانوا أصحاب حمر ، والأول أصح أنه البعير المعروف . 
( قال ) لهم يعقوب    ( لن أرسله معكم حتى تؤتون    ) تعطوني ( موثقا ) ميثاقا وعهدا ( من الله ) والعهد الموثق : المؤكد بالقسم . وقيل : هو المؤكد [ بإشهاد الله ] على نفسه ( لتأتنني به    ) وأدخل اللام فيه لأن معنى الكلام اليمين ( إلا أن يحاط بكم    ) قال مجاهد  إلا أن تهلكوا جميعا . 
وقال قتادة :  إلا أن تغلبوا حتى لا تطيقوا ذلك . 
وفي القصة : أن الإخوة ضاق الأمر عليهم وجهدوا أشد الجهد ، فلم يجد يعقوب  بدا من إرسال بنيامين  معهم . 
( فلما آتوه موثقهم    ) أعطوه عهودهم ( قال ) يعني : يعقوب   [ ص: 258 ]   ( الله على ما نقول وكيل    ) شاهد . وقيل : حافظ . قال كعب    : لما قال يعقوب  فالله خير حافظا ، قال الله عز وجل : وعزتي لأردن عليك كليهما بعدما توكلت علي . 
				
						
						
