( وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون    ( 5 ) . 
( وإن تعجب فعجب قولهم     ) العجب تغير النفس برؤية المستبعد في العادة ، والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومعناه : إنك إن تعجب من إنكارهم النشأة الآخرة مع إقرارهم بابتداء الخلق [ من الله عز وجل ] فعجب أمرهم . 
وكان المشركون ينكرون البعث ، مع إقرارهم بابتداء الخلق من الله تعالى ، وقد تقرر في القلوب أن الإعادة أهون من الابتداء ، فهذا موضع العجب .   [ ص: 296 ] 
وقيل : معناه : وإن تعجب من تكذيب المشركين واتخاذهم ما لا يضر ولا ينفع آلهة يعبدونها وهم قد رأوا من قدرة الله تعالى ما ضرب لهم به الأمثال فعجب قولهم ، أي : فتعجب أيضا من قولهم : ( أئذا كنا ترابا ) بعد الموت ( أئنا لفي خلق جديد ) أي : نعاد خلقا جديدا كما كنا قبل الموت . 
قرأ نافع ،   والكسائي ،  ويعقوب    " أئذا " مستفهما " إنا " بتركه على الخبر ضده : أبو جعفر  وابن عامر    . وكذلك في " سبحان " في موضعين؛ المؤمنون ، والم السجدة ، وقرأ الباقون بالاستفهام فيهما وفي الصافات في موضعين هكذا إلا أن أبا جعفر  يوافق  نافعا  في أول الصافات فيقدم الاستفهام ويعقوب  لا يستفهم الثانية ( أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون    ) ( الصافات - 53 ) . 
قال الله تعالى : ( أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم    ) يوم القيامة ( وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون    ) . 
				
						
						
