( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم    ( 4 ) ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور    ( 5 ) . 
قوله تعالى : ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم     ) بلغتهم ليفهموا عنه . فإن قيل : كيف هذا وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى كافة الخلق ؟ 
قيل : بعث من العرب  بلسانهم ، والناس تبع لهم ، ثم بث الرسل إلى الأطراف يدعونهم إلى الله عز وجل ويترجمون لهم بألسنتهم . 
( فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم    ) . 
( ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور    ) أي : من الكفر إلى الإيمان بالدعوة ( وذكرهم بأيام الله    ) قال ابن عباس   وأبي بن كعب ،  ومجاهد ،  وقتادة    : بنعم الله   [ ص: 336 ] 
وقال مقاتل    : بوقائع الله في الأمم السالفة . يقال : فلان عالم بأيام العرب  ، أي بوقائعهم ، وإنما أراد بما كان في أيام الله من النعمة والمحنة ، فاجتزأ بذكر الأيام عنها لأنها كانت معلومة عندهم . 
( إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور    ) و " الصبار " : الكثير الصبر ، و " الشكور " : الكثير الشكر ، وأراد : لكل مؤمن ، لأن الصبر والشكر من خصال المؤمنين . 
				
						
						
