( ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا  هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون    ( 75 ) وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم    ( 76 ) ) 
ثم ضرب مثلا [ للكافرين والمؤمنين ] فقال جل ذكره :   [ ص: 33 ]   ( ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء    ) هذا مثل الكافر ، رزقه الله مالا فلم يقدم فيه خيرا ، ( ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا    ) هذا مثل المؤمن ، أعطاه الله مالا فعمل فيه بطاعة الله ، وأنفقه في رضاء الله ، سرا وجهرا ، فأثابه الله عليه الجنة . ( هل يستوون    ) ولم يقل يستويان لمكان " من " وهو اسم يصلح للواحد والاثنين والجمع ، وكذلك قوله " لا يستطيعون " بالجمع لأجل ما . 
معناه : هل يستوي هذا الفقير البخيل والغني السخي؟ كذلك لا يستوي الكافر العاصي والمؤمن المطيع . وروى  ابن جريج  عن عطاء  في قوله تعالى : ( عبدا مملوكا    ) أي : أبو جهل بن هشام    ( ومن رزقناه منا رزقا حسنا    ) أبو بكر الصديق  رضي الله عنه   . ثم قال : 
( الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون ) يقول ليس الأمر كما تقولون ، ما للأوثان عندهم من يد ولا معروف فتحمد عليه ، إنما الحمد الكامل لله عز وجل ، لأنه المنعم والخالق والرازق ، ولكن أكثر الكفار لا يعلمون . ثم ضرب مثلا للأصنام فقال : ( وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه    ) كل : ثقل ووبال " على مولاه " ابن عمه ، وأهل ولايته ، ( أينما يوجهه    ) يرسله ، ( لا يأت بخير    ) لأنه لا يفهم ما يقال له ، ولا يفهم عنه ، هذا مثل الأصنام ، لا تسمع ، ولا تنطق ، ولا تعقل ، ( وهو كل على مولاه    ) عابده ، يحتاج إلى أن يحمله ويضعه ويخدمه . 
( هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل    ) يعني : الله تعالى قادر ، متكلم ، يأمر بالتوحيد ، ( وهو على صراط مستقيم    ) [ قال الكلبي    : يعني يدلكم على صراط مستقيم .   [ ص: 34 ] 
وقيل : هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم . 
وقيل : كلا المثلين للمؤمن والكافر ، يرويه عطية  عن ابن عباس    . 
وقال عطاء    : الأبكم : أبي بن خلف  ، ومن يأمر بالعدل : حمزة  ،  وعثمان بن عفان  ،  وعثمان بن مظعون  
وقال مقاتل    : نزلت في هاشم بن عمرو بن الحارث بن ربيعة القرشي  ، وكان قليل الخير يعادي رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
وقيل : نزلت في  عثمان بن عفان  ومولاه ، كان عثمان  ينفق عليه ، وكان مولاه يكره الإسلام . 
				
						
						
