[ ص: 91 ]   ( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا    ( 32 ) ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا    ( 33 ) ) 
( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا   ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق     ) وحقها ما روينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : رجل كفر بعد إيمانه أو زنى بعد إحصانه أو قتل نفسا بغير نفس فيقتل بها   " . 
( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا    ( أي : قوة وولاية على القاتل بالقتل قاله مجاهد  وقال الضحاك    : سلطانه هو أنه يتخير فإن شاء استقاد منه وإن شاء أخذ الدية وإن شاء عفا . 
( فلا يسرف في القتل    ( قرأ حمزة   والكسائي    : " فلا تسرف " بالتاء يخاطب ولي القتيل وقرأ الآخرون بالياء على الغائب أي : لا يسرف الولي في القتل . 
واختلفوا في هذا الإسراف الذي منع منه فقال ابن عباس  ، وأكثر المفسرين : معناه لا يقتل غير القاتل وذلك أنهم كانوا في الجاهلية إذا قتل منهم قتيل لا يرضون بقتل قاتله حتى يقتلوا أشرف منه . 
وقال سعيد بن جبير    : إذا كان القاتل واحدا فلا يقتل جماعة بدل واحد وكان أهل الجاهلية إذا كان المقتول شريفا لا يرضون بقتل القاتل [ وحده ] حتى يقتلوا معه جماعة من أقربائه   . 
وقال قتادة    : معناه لا يمثل بالقاتل . 
( إنه كان منصورا    ( فالهاء راجعة إلى المقتول في قوله : ( ومن قتل مظلوما    ( يعني : إن المقتول منصور في الدنيا بإيجاب القود على قاتله وفي الآخرة بتكفير خطاياه وإيجاب النار لقاتله هذا قول مجاهد    . 
وقال قتادة    : الهاء راجعة إلى ولي المقتول معناه : أنه منصور على القاتل باستيفاء القصاص منه أو الدية .   [ ص: 92 ] 
وقيل في قوله : ( فلا يسرف في القتل    ( إنه أراد به القاتل المعتدي يقول : لا يتعدى بالقتل بغير الحق فإنه إن فعل ذلك فولي المقتول منصور من قبلي عليه باستيفاء القصاص منه . 
				
						
						
