[ ص: 131 ] ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=94nindex.php?page=treesubj&link=28988_31791_30549وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا ( 94 ) nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=95قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا ( 95 ) nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=96قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم إنه كان بعباده خبيرا بصيرا ( 96 ) ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=97ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا ( 97 ) )

قوله عز وجل : ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=94وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا ) جهلا منهم ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=94أبعث الله بشرا رسولا ) أراد : أن الكفار كانوا يقولون لن نؤمن لك لأنك بشر وهلا بعث الله إلينا ملكا؟ فأجابهم الله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=95قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=95قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين ) مستوطنين مقيمين ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=95لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا ) من جنسهم لأن القلب إلى الجنس أميل منه إلى غير الجنس . ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=96قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ) أني رسول الله إليكم ( إنه كان بعباده خبيرا بصيرا ) قوله عز وجل : ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=97ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ) يهدونهم ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=97ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم )

أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أخبرنا الحسن بن شجاع الصوفي المعروف بابن الموصلي أنبأنا أبو بكر بن الهيثم حدثنا جعفر بن محمد الصائغ حدثنا حسين بن محمد حدثنا سفيان عن قتادة عن أنس nindex.php?page=hadith&LINKID=815024أن رجلا قال : يا رسول الله كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الذي أمشاه على رجليه قادر على أن يمشيه على وجهه " .

وجاء في الحديث : " nindex.php?page=hadith&LINKID=815025إنهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوك " . ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=97عميا وبكما وصما ) [ ص: 132 ]

فإن قيل : كيف وصفهم بأنهم عمي وبكم وصم وقد قال : " nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=53ورأى المجرمون النار " ( الكهف - 53 ) وقال : " nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=13دعوا هنالك ثبورا " ( الفرقان - 13 ) وقال : " nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=12سمعوا لها تغيظا وزفيرا " ( الفرقان - 12 ) أثبت الرؤية والكلام والسمع؟

قيل : يحشرون على ما وصفهم الله ثم تعاد إليهم هذه الأشياء .

وجواب آخر قال ابن عباس : عميا لا يرون ما يسرهم بكما لا ينطقون بحجة صما لا يسمعون شيئا يسرهم .

وقال الحسن : هذا حين يساقون إلى الموقف إلى أن يدخلوا النار .

وقال مقاتل : هذا حين يقال لهم : " nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=108اخسئوا فيها ولا تكلمون " ( المؤمنون - 108 ) فيصيرون بأجمعهم عميا وبكما وصما لا يرون ولا ينطقون ولا يسمعون ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=97مأواهم جهنم كلما خبت ) قال ابن عباس : كلما سكنت . أي سكن لهيبها وقال مجاهد : طفئت وقال قتادة : ضعفت وقيل : هو الهدو من غير أن يوجد نقصان في ألم الكفار لأن الله تعالى قال : " nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=75لا يفتر عنهم " ( الزخرف - 75 ) وقيل " nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=97كلما خبت " أي : أرادت أن تخبو ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=97زدناهم سعيرا ) أي : وقودا .

وقيل : المراد من قوله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=97كلما خبت ) أي : نضجت جلودهم واحترقت أعيدوا فيها إلى ما كانوا عليه وزيد في تسعير النار لتحرقهم .

[ ص: 131 ] ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=94nindex.php?page=treesubj&link=28988_31791_30549وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا ( 94 ) nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=95قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا ( 95 ) nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=96قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ( 96 ) ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=97وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ( 97 ) )

قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=94وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا ) جَهْلًا مِنْهُمْ ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=94أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا ) أَرَادَ : أَنَّ الْكُفَّارَ كَانُوا يَقُولُونَ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ لِأَنَّكَ بَشَرٌ وَهَلَّا بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا مَلَكًا؟ فَأَجَابَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=95قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=95قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ ) مُسْتَوْطِنِينَ مُقِيمِينَ ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=95لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا ) مِنْ جِنْسِهِمْ لِأَنَّ الْقَلْبَ إِلَى الْجِنْسِ أَمْيَلُ مِنْهُ إِلَى غَيْرِ الْجِنْسِ . ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=96قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ( إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ) قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=97وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ ) يَهْدُونَهُمْ ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=97وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ )

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّالِحِيُّ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ شُجَاعٍ الصُّوفِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْمَوْصِلِيِّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=815024أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُحْشَرُ الْكَافِرُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ الَّذِي أَمْشَاهُ عَلَى رِجْلَيْهِ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُ عَلَى وَجْهِهِ " .

وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ : " nindex.php?page=hadith&LINKID=815025إِنَّهُمْ يَتَّقُونَ بِوُجُوهِهِمْ كُلَّ حَدَبٍ وَشَوْكٍ " . ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=97عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا ) [ ص: 132 ]

فَإِنْ قِيلَ : كَيْفَ وَصَفَهُمْ بِأَنَّهُمْ عُمْيٌ وَبُكْمٌ وَصُمٌّ وَقَدْ قَالَ : " nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=53وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ " ( الْكَهْفِ - 53 ) وَقَالَ : " nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=13دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا " ( الْفُرْقَانِ - 13 ) وَقَالَ : " nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=12سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا " ( الْفُرْقَانِ - 12 ) أَثْبَتَ الرُّؤْيَةَ وَالْكَلَامَ وَالسَّمْعَ؟

قِيلَ : يُحْشَرُونَ عَلَى مَا وَصَفَهُمُ اللَّهُ ثُمَّ تُعَادُ إِلَيْهِمْ هَذِهِ الْأَشْيَاءُ .

وَجَوَابٌ آخَرُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : عُمْيًا لَا يَرَوْنَ مَا يَسُرُّهُمْ بُكْمًا لَا يَنْطِقُونَ بِحُجَّةٍ صُمًّا لَا يَسْمَعُونَ شَيْئًا يَسُرُّهُمْ .

وَقَالَ الْحَسَنُ : هَذَا حِينَ يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْقِفِ إِلَى أَنْ يَدْخُلُوا النَّارَ .

وَقَالَ مُقَاتِلٌ : هَذَا حِينَ يُقَالُ لَهُمْ : " nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=108اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ " ( الْمُؤْمِنُونَ - 108 ) فَيَصِيرُونَ بِأَجْمَعِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا لَا يَرَوْنَ وَلَا يَنْطِقُونَ وَلَا يَسْمَعُونَ ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=97مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ ) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : كُلَّمَا سَكَنَتْ . أَيْ سَكَنَ لَهِيبُهَا وَقَالَ مُجَاهِدٌ : طُفِئَتْ وَقَالَ قَتَادَةُ : ضَعُفَتْ وَقِيلَ : هُوَ الْهُدُوُّ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُوجَدَ نُقْصَانٌ فِي أَلَمِ الْكُفَّارِ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ : " nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=75لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ " ( الزُّخْرُفُ - 75 ) وَقِيلَ " nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=97كُلَّمَا خَبَتْ " أَيْ : أَرَادَتْ أَنْ تَخْبُوَ ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=97زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ) أَيْ : وَقُودًا .

وَقِيلَ : الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=97كُلَّمَا خَبَتْ ) أَيْ : نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ وَاحْتَرَقَتْ أُعِيدُوا فِيهَا إِلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ وَزَيْدَ فِي تَسْعِيرِ النَّارِ لِتَحْرِقَهُمْ .