الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5608 حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17235هشام عن nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى عن nindex.php?page=showalam&ids=16689عمران بن حطان أن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها حدثته nindex.php?page=hadith&LINKID=655496أن النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=33357لم يكن يترك في بيته شيئا فيه تصاليب إلا نقضه
قوله : ( باب nindex.php?page=treesubj&link=23993نقض الصور ) بفتح النون وسكون القاف بعدها معجمة ، والصور بضم المهملة وفتح الواو جمع صورة ، وحكي سكون الواو في الجمع أيضا . ذكر فيه حديثين .
قوله : ( nindex.php?page=showalam&ids=17235هشام ) هو ابن أبي عبد الله الدستوائي .
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى ) هو ابن أبي كثير ، nindex.php?page=showalam&ids=16689وعمران بن حطان تقدم ذكره في أوائل كتاب اللباس . وفي قوله : " إن عائشة حدثته " رد على nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في قوله إن عمران لم يسمع من عائشة ، وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الطيالسي في مسنده من رواية صالح بن سرح عن عمران " سمعت عائشة " فذكر حديثا آخر . وفي الطبري الصغير بسند قوي من وجه آخر عن عمران " قالت لي عائشة " وتقدم في أوائل اللباس له حديث آخر فيه التصريح بسؤاله عائشة .
قوله : ( لم يكن يترك في بيته شيئا فيه تصاليب ) جمع صليب كأنهم سموا ما كانت فيه صورة الصليب تصليبا تسمية بالمصدر ، ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي " شيئا فيه تصليب " وفي رواية الكشميهني " تصاوير " بدل تصاليب ، ورواية الجماعة أثبت ، قفد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من وجه آخر عن هشام فقال : " تصاليب " وكذا أخرجه أبو داود من رواية أبان العطار عن nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير ، وعلى هذا فيحتاج إلى مطابقة الحديث للترجمة ، والذي يظهر أنه استنبط من نقض الصليب nindex.php?page=treesubj&link=23993_17666نقض الصورة التي تشترك مع الصليب في المعنى وهو عبادتهما من دون الله . فيكون المراد بالصور في الترجمة خصوص ما يكون من ذوات الأرواح ، بل أخص من ذلك .
[ ص: 399 ] قوله : ( إلا نقضه ) كذا للأكثر ، ووقع في رواية أبان إلا قضبه ، بتقديم القاف ثم المعجمة ثم الموحدة ، وكذا وقع في رواية ابن أبي شيبة عن nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون عن هشام ورجحها بعض شراح " المصابيح " وعكسه الطيبي فقال : رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أضبط والاعتماد عليهم أولى . قلت : ويترجح من حيث المعنى أن النقض يزيل الصورة مع بقاء الثوب على حاله ، والقضب وهو القطع يزيل صورة الثوب ، قال ابن بطال : في هذا الحديث دلالة على أنه - صلى الله عليه وسلم - كان ينقض الصورة سواء كانت مما له ظل أم لا ، وسواء كانت مما توطأ أم لا ، سواء في الثياب وفي الحيطان وفي الفرش والأوراق وغيرها . قلت : وهذا مبني على ثبوت الرواية بلفظ " تصاوير " وأما بلفظ " تصاليب " فلا لأن في التصاليب معنى زائدا على مطلق الصور ; لأن الصليب مما عبد من دون الله بخلاف الصور فليس جميعها مما عبد ، فلا يكون فيه حجة على من فرق في الصور بين ما له روح فمنعه وما لا روح فيه فلم يمنعه كما سيأتي تفصيله . فإذا كان المراد بالنقض الإزالة دخل طمسها فيما لو كانت نقشا في الحائط أو حكها أو لطخها بما يغيب هيئتها . الحديث الثاني .