الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5981 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16475عبد الله بن يوسف أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب عن أبي عبيد مولى ابن أزهر عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=655865أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=treesubj&link=32045يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي
قوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=855133يقول دعوت فلم يستجب لي في رواية غير أبي ذر " فيقول " بزيادة فاء واللام منصوبة قال ابن بطال : المعنى أنه يسأم فيترك الدعاء فيكون كالمان بدعائه أو أنه أتى من الدعاء ما يستحق به الإجابة فيصير كالمبخل للرب الكريم الذي لا تعجزه الإجابة ولا ينقصه العطاء وقد وقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=11811أبي إدريس الخولاني عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عند مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=hadith&LINKID=855263لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم وما لم يستعجل . قيل وما الاستعجال ؟ قال يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء ومعنى قوله يستحسر وهو بمهملات ينقطع وفي هذا الحديث أدب من nindex.php?page=treesubj&link=19769_32045آداب الدعاء وهو أنه يلازم الطلب ولا ييأس من الإجابة لما في ذلك من الانقياد والاستسلام وإظهار الافتقار حتى قال بعض السلف : لأنا أشد خشية أن أحرم الدعاء من أن أحرم الإجابة وكأنه أشار إلى حديث ابن عمر رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=855264من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة الحديث أخرجه الترمذي بسند لين وصححه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم فوهم قال الداودي : يخشى على من خالف وقال : قد دعوت فلم يستجب لي أن يحرم الإجابة وما قام مقامها من الادخار والتكفير انتهى وقد قدمت في أول كتاب الدعاء الأحاديث الدالة على أن دعوة المؤمن لا ترد وأنها إما أن تعجل له الإجابة وإما أن تدفع عنه من السوء مثلها وإما أن يدخر له في الآخرة خير مما سأل فأشار الداودي إلى ذلك وإلى ذلك أشار nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي بقوله اعلم أن دعاء المؤمن لا يرد غير أنه قد يكون الأولى له تأخير الإجابة أو يعوض بما هو أولى له عاجلا أو آجلا فينبغي للمؤمن أن لا يترك الطلب من ربه فإنه متعبد بالدعاء كما هو متعبد بالتسليم والتفويض ومن جملة آداب الدعاء تحري الأوقات الفاضلة كالسجود وعند الأذان ومنها تقديم الوضوء ، والصلاة واستقبال القبلة ورفع اليدين وتقديم التوبة والاعتراف بالذنب ، والإخلاص وافتتاحه بالحمد والثناء والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - والسؤال بالأسماء الحسنى وأدلة ذلك ذكرت في هذا الكتاب [ ص: 146 ] وقال الكرماني ما ملخصه الذي يتصور في الإجابة وعدمها أربع صور الأولى عدم العجلة وعدم القول المذكور الثانية وجودهما الثالثة والرابعة عدم أحدهما ووجود الآخر فدل الخبر على أن الإجابة تختص بالصورة الأولى دون ثلاث قال ودل الحديث على أن مطلق قوله - تعالى - nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186أجيب دعوة الداع إذا دعان مقيد بما دل عليه الحديث . قلت وقد أول الحديث المشار إليه قبل على أن المراد بالإجابة ما هو أعم من تحصيل المطلوب بعينه أو ما يقوم مقامه ويزيد عليه والله أعلم