الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
121 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15698حجاج قال حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة قال أخبرني علي بن مدرك عن nindex.php?page=showalam&ids=12007أبي زرعة بن عمرو عن nindex.php?page=showalam&ids=97جرير nindex.php?page=hadith&LINKID=650118أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له في حجة الوداع استنصت الناس فقال nindex.php?page=treesubj&link=32112_29393_30544_30913_30208لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
قوله : ( باب الإنصات للعلماء ) أي السكوت والاستماع لما يقولونه .
قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15698حجاج ) هو ابن منهال .
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=97جرير ) هو ابن عبد الله البجلي ، وهو جد أبي زرعة الراوي عنه هنا .
قوله : ( قال له في حجة الوداع ) ادعى بعضهم أن لفظ " له " زيادة ; لأن جريرا إنما أسلم بعد حجة الوداع بنحو من شهرين ، فقد جزم nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر بأنه أسلم قبل موت النبي - صلى الله عليه وسلم - بأربعين يوما ، وما جزم به يعارضه قول البغوي nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان إنه أسلم في رمضان سنة عشر . ووقع في رواية المصنف لهذا الحديث في باب حجة الوداع بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لجرير ، وهذا لا يحتمل التأويل فيقوي ما قال البغوي . والله أعلم .
قوله : ( يضرب ) هو بضم الباء في الروايات ، والمعنى لا تفعلوا فعل الكفار فتشبهوهم في حالة قتل بعضهم بعضا . وسيأتي بقية الكلام عليه في كتاب الفتن إن شاء الله تعالى . قال ابن بطال : فيه أن الإنصات للعلماء لازم للمتعلمين ; لأن العلماء ورثة الأنبياء . كأنه أراد بهذا مناسبة الترجمة للحديث ، وذلك أن الخطبة [1] المذكورة كانت في حجة الوداع والجمع كثير جدا ، وكان اجتماعهم لرمي الجمار وغير ذلك من أمور الحج ، وقد قال لهم : خذوا عني مناسككم كما ثبت في صحيح مسلم ، فلما خطبهم ليعلمهم ناسب أن يأمرهم بالإنصات . وقد وقع nindex.php?page=treesubj&link=28174_19278التفريق بين الإنصات والاستماع في قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=204وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا ومعناهما مختلف ، فالإنصات هو السكوت وهو يحصل ممن يستمع وممن لا يستمع كأن يكون مفكرا في أمر آخر ، وكذلك الاستماع قد يكون مع السكوت وقد يكون مع النطق بكلام آخر لا يشتغل الناطق به عن فهم ما يقول الذي يستمع منه ، وقد قال nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري وغيره : أول العلم الاستماع ، ثم الإنصات ، ثم الحفظ ، ثم العمل ، ثم النشر . وعن الأصمعي تقديم الإنصات على الاستماع . وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني [ ص: 263 ] أنه قال nindex.php?page=showalam&ids=16008لابن عيينة : أخبرني معتمر بن سليمان عن كهمس عن مطرف قال : الإنصات من العينين . فقال له ابن عيينة : وما ندري كيف ذلك ؟ قال : إذا حدثت رجلا فلم ينظر إليك لم يكن منصتا ، انتهى . وهذا محمول على الغالب . والله أعلم .