الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1920 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن عبد الله حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان عن أبي يعفور عن nindex.php?page=showalam&ids=11870أبي الضحى عن nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها قالت nindex.php?page=hadith&LINKID=651884كان النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=31001_1260_1271_32967_26779إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله
قوله : ( باب العمل في العشر الأواخر من رمضان ) وفي رواية المستملي : " في رمضان " .
قوله : ( عن أبي يعفور ) بفتح التحتانية وسكون المهملة وضم الفاء ، nindex.php?page=showalam&ids=12251ولأحمد عن سفيان عن أبي عبيد بن نسطاس وهو أبو يعفور المذكور واسمه عبد الرحمن ، وهو كوفي تابعي صغير ، ولهم أبو يعفور آخر تابعي كبير اسمه وقدان .
قوله : ( إذا دخل العشر ) أي : الأخير ، وصرح به في حديث علي عند ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي من طريق عاصم بن ضمرة عنه .
قوله : ( شد مئزره ) أي : اعتزل النساء ، وبذلك جزم عبد الرزاق عن الثوري ، واستشهد بقول الشاعر :
قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم عن النساء ولو باتت بأطهار
وذكر ابن أبي شيبة عن nindex.php?page=showalam&ids=11948أبي بكر بن عياش نحوه ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي يحتمل أن يريد به nindex.php?page=treesubj&link=32967الجد في العبادة كما يقال : شددت لهذا الأمر مئزري ، أي : تشمرت له ، ويحتمل أن يراد التشمير والاعتزال معا ، ويحتمل أن يراد الحقيقة والمجاز ، يقول : طويل النجاد ، لطويل القامة ، وهو طويل النجاد حقيقة ، فيكون المراد شد مئزره حقيقة فلم يحله واعتزل النساء وشمر للعبادة . قلت : وقد وقع في رواية عاصم بن ضمرة المذكورة : " شد مئزره واعتزل النساء " فعطفه بالواو فيتقوى الاحتمال الأول .
قوله : ( وأحيا ليله ) أي : سهره فأحياه بالطاعة وأحيا نفسه بسهره فيه ؛ لأن النوم أخو الموت ، وأضافه إلى الليل اتساعا ؛ لأن القائم إذا حيي باليقظة أحيا ليله بحياته ، وهو نحو قوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=887266 " لا تجعلوا بيوتكم قبورا " أي : لا تناموا فتكونوا كالأموات فتكون بيوتكم كالقبور .
قوله : ( وأيقظ أهله ) أي : للصلاة ، وروى الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15045ومحمد بن نصر من حديث nindex.php?page=showalam&ids=170زينب بنت أم سلمة : nindex.php?page=hadith&LINKID=887267لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا بقي من رمضان عشرة أيام يدع أحدا من أهله يطيق القيام إلا أقامه قال القرطبي : ذهب بعضهم إلى أن اعتزاله النساء كان بالاعتكاف ، وفيه نظر ؛ لقوله فيه : " وأيقظ أهله " [ ص: 317 ] فإنه يشعر بأنه كان معهم في البيت ، فلو كان معتكفا لكان في المسجد ، ولم يكن معه أحد ، وفيه نظر ، فقد تقدم حديث : nindex.php?page=hadith&LINKID=887268اعتكف مع النبي - صلى الله عليه وسلم - امرأة من أزواجه " ، وعلى تقدير أنه لم يعتكف أحد منهن فيحتمل أن يوقظهن من موضعه وأن يوقظهن عندما يدخل البيت لحاجته .
( تنبيه ) : وقع في نسخة الصغاني قبل هذا الباب في آخر " باب تحري ليلة القدر " ما نصه : " قال أبو عبد الله : قال أبو نعيم : كان هبيرة مع المختار يجهز على القتلى ، قال أبو عبد الله : فلم أخرج حديث هبيرة عن علي لهذا ، ولم أخرج حديث الحسن بن عبيد الله لأن عامة حديثه مضطرب " انتهى . وأراد بحديث هبيرة ما أخرجه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=11813أبي إسحاق السبيعي عن هبيرة بن مريم وهو بفتح الياء المثناة من تحت بوزن " عظيم " عن علي : nindex.php?page=hadith&LINKID=887269 " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يوقظ أهله في العشر الأخير من رمضان " وأخرجه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة وأبو يعلى من طرق متعددة عن أبي إسحاق ، وقال الترمذي حسن صحيح ، وأراد بحديث الحسن بن عبيد الله ما أخرجه مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي أيضا nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من رواية عبد الواحد بن زياد عنه عن nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي عن الأسود بن يزيد عن عائشة قالت : " nindex.php?page=hadith&LINKID=887270كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها " قال الترمذي بعد تخريجه : حسن غريب .
وأما قول أبي نعيم في هبيرة فمعناه أنه كان ممن أعان المختار - وهو ابن أبي عبيد الثقفي - لما غلب على الكوفة في خلافة عبد الله بن الزبير ودعا إلى الطلب بدم الحسين بن علي فأطاعه أهل الكوفة ممن كان يوالي أهل البيت ، فقتل المختار في الحرب وغيرها ممن اتهم بقتل الحسين خلائق كثيرة ، وكأن من وثق هبيرة لم يؤثر ذلك فيه عنده قدحا ؛ لأنه كان متأولا ؛ ولذلك صحح الترمذي حديثه ، وممن وثق هبيرة [1] ومعنى قوله : " يجهز " وهو بضم أوله وجيم وزاي : يكمل القتل . وأما nindex.php?page=showalam&ids=14119الحسن بن عبيد الله فهو كوفي نخعي قدم nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان عليه الحسن بن عمرو وقال ابن معين : ثقة صالح ، ووثقه أبو حاتم nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وغيرهما . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : ليس بقوي ولا يقاس بالأعمش . انتهى . وقد تفرد بهذا الحديث عن إبراهيم وتفرد به عبد الواحد بن زياد عن الحسن ولذلك استغربه الترمذي ، وأما مسلم فصحح حديثه لشواهده على عادته ، وتجنب حديث علي للمعنى الذي ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أو لغيره ، واستغنى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن الحديثين بما أخرجه في هذا الباب من طريق مسروق عن عائشة ، وعلى هذا فمحل الكلام المذكور أن يكون عقب حديث مسروق في هذا الباب لا قبله وكأن ذلك من بعض النساخ ، والله أعلم . وفي الحديث الحرص على nindex.php?page=treesubj&link=32967مداومة القيام في العشر الأخير إشارة إلى الحث على تجويد الخاتمة ، ختم الله لنا بخير آمين .
[ ص: 318 ] قوله : ( أبواب nindex.php?page=treesubj&link=2555الاعتكاف ) كذا للمستملي ، وسقط لغيره إلا النسفي فإنه قال : " كتاب " وثبت له البسملة مقدمة ، وللمستملي مؤخرة . والاعتكاف لغة : لزوم الشيء وحبس النفس عليه ، وشرعا : المقام في المسجد من شخص مخصوص على صفة مخصوصة ، وليس بواجب إجماعا إلا على من نذره ، وكذا من شرع فيه فقطعه عامدا عند قوم . واختلف في اشتراط الصوم له كما سيأتي في باب مفرد ، وانفرد nindex.php?page=showalam&ids=16072سويد بن غفلة باشتراط الطهارة له .