قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=6أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج تبصرة وذكرى لكل عبد منيب ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد والنخل باسقات لها طلع نضيد رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج nindex.php?page=treesubj&link=29021قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=6أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم نظر اعتبار وتفكر ، وأن القادر على إيجادها قادر على الإعادة .
كيف بنيناها فرفعناها بلا عمد وزيناها بالنجوم
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=6وما لها من فروج جمع فرج وهو الشق ; ومنه قول
امرئ القيس :
لها ذنب مثل ذيل العروس تسد به فرجها من دبر
وقال
الكسائي : ليس فيها تفاوت ولا اختلاف ولا فتوق .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=7والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي تقدم في الرعد بيانه .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=7وأنبتنا فيها من كل زوج أي : من كل نوع من النبات بهيج أي : حسن يسر الناظرين ; وقد تقدم في " الحج " بيانه .
تبصرة أي : جعلنا ذلك تبصرة لندل به على كمال قدرتنا . وقال
أبو حاتم : نصب على المصدر ; يعني : جعلنا ذلك
[ ص: 8 ] تبصيرا وتنبيها على قدرتنا و " ذكرى " معطوف عليه .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=8لكل عبد منيب راجع إلى الله تعالى ، مفكر في قدرته .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=9ونزلنا من السماء أي : من السحاب
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=9ماء مباركا أي : كثير البركة .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=9فأنبتنا به جنات وحب الحصيد التقدير : وحب النبت الحصيد وهو كل ما يحصد . هذا قول
البصريين . وقال
الكوفيون : هو من باب إضافة الشيء إلى نفسه ، كما يقال : مسجد الجامع وربيع الأول وحق اليقين وحبل الوريد ونحوها ; قال
الفراء : والأصل الحب الحصيد فحذفت الألف واللام وأضيف المنعوت إلى النعت . وقال
الضحاك : حب الحصيد البر والشعير . وقيل : كل حب يحصد ويدخر ويقتات .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10والنخل باسقات نصب على الحال ردا على قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=9وحب الحصيد و " باسقات " حال . والباسقات الطوال ؛ قاله
مجاهد وعكرمة . وقال
قتادة nindex.php?page=showalam&ids=16439وعبد الله بن شداد : بسوقها استقامتها في الطول . وقال
سعيد بن جبير : مستويات . وقال
الحسن وعكرمة أيضا
والفراء : مواقير حوامل ; يقال للشاة بسقت إذا ولدت ، قال الشاعر : فلما تركنا الدار ظلت منيفة بقران فيه الباسقات المواقر والأول في اللغة أكثر وأشهر ; يقال بسق النخل بسوقا إذا طال . قال : لنا خمر وليست خمر كرم ولكن من نتاج الباسقات كرام في السماء ذهبن طولا وفات ثمارها أيدي الجناة ويقال : بسق فلان على أصحابه أي : علاهم ، وأبسقت الناقة إذا وقع في ضرعها اللبن قبل النتاج فهي مبسق ونوق مباسيق . وقال
قطبة بن مالك :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831247سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ : " باصقات " بالصاد ; ذكره
الثعلبي . قلت : الذي في صحيح
مسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=831248عن قطبة بن مالك قال : صليت وصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=1ق والقرآن المجيد حتى قرأ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10والنخل باسقات قال : فجعلت أرددها ولا أدري ما قال ; إلا أنه لا يجوز إبدال الصاد من السين لأجل القاف .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10لها طلع نضيد الطلع هو أول ما يخرج من ثمر النخل ; يقال : طلع الطلع طلوعا وأطلعت النخلة ، وطلعها كفراها قبل أن ينشق .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10نضيد أي : متراكب قد نضد بعضه على بعض . وفي
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري النضيد الكفرى ما دام
[ ص: 9 ] في أكمامه ومعناه : منضود بعضه على بعض ; فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=11رزقا للعباد أي : رزقناهم رزقا ، أو على معنى أنبتناها رزقا ; لأن الإنبات في معنى الرزق ، أو على أنه مفعول له أي : أنبتناها لرزقهم ، والرزق ما كان مهيأ للانتفاع به . وقد تقدم القول فيه .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=11وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج أي : من القبور أي : كما أحيا الله هذه الأرض الميتة فكذلك يخرجكم أحياء بعد موتكم ; فالكاف في محل رفع على الابتداء . وقد مضى هذا المعنى في غير موضع . وقال " ميتا " لأن المقصود المكان ولو قال ميتة لجاز .