قَوْلُهُ : ( عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=17245هِشَامٍ ) هُوَ ابْنُ عُرْوَةَ وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ عُيَيْنَةَ الْآتِيَةِ فِي الْأَدَبِ " أَخْبَرَنِي أَبِي " .

قَوْلُهُ : ( عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ) فِي رِوَايَةِ ابْنِ عُيَيْنَةَ الْمَذْكُورَةِ " أَخْبَرَتْنِي أَسْمَاءُ " كَذَا قَالَ أَكْثَرُ أَصْحَابِ هِشَامٍ ، وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْهُ " عَنْ هِشَامٍ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ " قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيُّ وَهُوَ خَطَأٌ . قُلْتُ : حَكَى أَبُو نُعَيْمٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيَّ وَيَعْقُوبَ الْقَارِي رَوَيَاهُ عَنْ هِشَامٍ كَذَلِكَ ، فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَا مَحْفُوظَيْنِ ، وَرَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16318وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ هِشَامٍ فَقَالَا : " عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ " وَكَذَا أَخْرَجَهُ nindex.php?page=showalam&ids=13053ابْنُ حِبَّانَ مِنْ طَرِيقِ الثَّوْرِيِّ عَنْ هِشَامٍ ، وَالْأَوَّلُ أَشْهَرُ قَالَ الْبَرْقَانِيُّ : وَهُوَ أَثْبَتُ اهـ .

وَلَا يَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ عُرْوَةَ عَنْ أُمِّهِ وَخَالَتِهِ ، فَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ سَعْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=14724وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=14070وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ : " nindex.php?page=hadith&LINKID=888008قَدِمَتْ قُتَيْلَةُ - بِالْقَافِ وَالْمُثَنَّاةِ مُصَغَّرَةٌ - بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ سَعْدٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ حِسْلٍ - بِكَسْرِ الْحَاءِ وَسُكُونِ السِّينِ الْمُهْمَلَتَيْنِ - عَلَى ابْنَتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ فِي الْهُدْنَةِ ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ طَلَّقَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِهَدَايَا : زَبِيبٍ وَسَمْنٍ وَقَرَظٍ ; فَأَبَتْ أَسْمَاءُ أَنْ تَقْبَلَ هَدِيَّتَهَا أَوْ تُدْخِلَهَا بَيْتَهَا وَأَرْسَلَتْ إِلَى عَائِشَةَ : سَلِي رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : لِتُدْخِلْهَا " الْحَدِيثَ ، وَعُرِفَ مِنْهُ تَسْمِيَةُ أُمِّ أَسْمَاءَ وَأَنَّهَا أُمُّهَا حَقِيقَةً وَأَنَّ مَنْ قَالَ إِنَّهَا أُمُّهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ فَقَدْ وَهَمَ ، وَوَقَعَ عِنْدَ الزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ أَنَّ اسْمَهَا قَيْلَةُ ، وَرَأَيْتُهُ فِي نُسْخَةٍ مُجَرَّدَةٍ مِنْهُ بِسُكُونِ التَّحْتَانِيَّةِ وَضَبَطَهُ nindex.php?page=showalam&ids=13484ابْنُ مَاكُولَا بِسُكُونِ الْمُثَنَّاةِ ، فَعَلَى هَذَا فَمَنْ قَالَ : قُتَيْلَةٌ صَغَّرَهَا ، قَالَ الزُّبَيْرُ : أُمُّ أَسْمَاءَ وَعَبْدِ اللَّهِ ابْنَيْ أَبِي بَكْرٍ قَيْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى ، وَسَاقَ نَسَبَهَا إِلَى حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، وَأَمَّا قَوْلُ الدَّاوُدِيِّ : إِنَّ اسْمَهَا أُمُّ بَكْرٍ فَقَدْ قَالَ ابْنُ التِّينِ : لَعَلَّهُ كُنْيَتُهَا .

قَوْلُهُ : ( قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي ) زَادَ اللَّيْثُ عَنْ هِشَامٍ كَمَا سَيَأْتِي فِي الْأَدَبِ " مَعَ ابْنِهَا " وَكَذَا فِي رِوَايَةِ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ هِشَامٍ كَمَا سَيَأْتِي فِي أَوَاخِرِ الْجِزْيَةِ ، وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ أَنَّ اسْمَ ابْنِهَا الْمَذْكُورِ الْحَارِثُ بْنُ مُدْرِكِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومٍ ، وَلَمْ أَرَ لَهُ ذِكْرًا فِي الصَّحَابَةِ فَكَأَنَّهُ مَاتَ مُشْرِكًا ، وَذَكَرَ بَعْضُ شُيُوخِنَا أَنَّهُ وَقَعَ فِي بَعْضِ النُّسَخِ " مَعَ أَبِيهَا " بِمُوَحَّدَةٍ ثُمَّ تَحْتَانِيَّةٍ وَهُوَ تَصْحِيفٌ .

قَوْلُهُ : ( وَهِيَ مُشْرِكَةٌ ) سَأَذْكُرُ مَا قِيلَ فِي إِسْلَامِهَا .

[ ص: 277 ] قَوْلُهُ : ( فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) فِي رِوَايَةِ حَاتِمٍ " nindex.php?page=hadith&LINKID=888009فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ إِذْ عَاهَدُوا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " وَأَرَادَ بِذَلِكَ مَا بَيْنَ الْحُدَيْبِيَةِ وَالْفَتْحِ وَسَيَأْتِي بَيَانُهُ فِي الْمَغَازِي .

قَوْلُهُ : ( فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَلْتُ : إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ وَهِيَ رَاغِبَةٌ ) فِي رِوَايَةِ حَاتِمٍ " nindex.php?page=hadith&LINKID=888010فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ عَلَيَّ وَهِيَ رَاغِبَةٌ " وَلِمُسْلِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ عَنْ هِشَامٍ " رَاغِبَةً أَوْ رَاهِبَةً " بِالشَّكِّ ، nindex.php?page=showalam&ids=14687وَلِلطَّبَرَانِيِّ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ الْمَذْكُورِ " رَاغِبَةً وَرَاهِبَةً " ، وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ عِنْدَ nindex.php?page=showalam&ids=13053ابْنِ حِبَّانَ " nindex.php?page=hadith&LINKID=3502871جَاءَتْنِي رَاغِبَةً وَرَاهِبَةً " وَهُوَ يُؤَيِّدُ رِوَايَةَ nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيِّ ، وَالْمَعْنَى أَنَّهَا قَدِمَتْ طَالِبَةً فِي بِرِّ ابْنَتِهَا لَهَا خَائِفَةً مِنْ رَدِّهَا إِيَّاهَا خَائِبَةً ; هَكَذَا فَسَّرَهُ الْجُمْهُورُ ، وَنَقَلَ الْمُسْتَغْفَرِيُّ أَنَّ بَعْضَهُمْ أَوَّلَهُ فَقَالَ : وَهِيَ رَاغِبَةٌ فِي الْإِسْلَامِ فَذَكَرَهَا لِذَلِكَ فِي الصَّحَابَةِ ، وَرَدَّهُ أَبُو مُوسَى بِأَنَّهُ لَمْ يَقَعْ فِي شَيْءٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ مَا يَدُلُّ عَلَى إِسْلَامِهَا ، وَقَوْلُهَا : " رَاغِبَةً " أَيْ فِي شَيْءٍ تَأْخُذُهُ وَهِيَ عَلَى شِرْكِهَا ، وَلِهَذَا اسْتَأْذَنَتْ أَسْمَاءُ فِي أَنْ تَصِلَهَا وَلَوْ كَانَتْ رَاغِبَةً فِي الْإِسْلَامِ لَمْ تَحْتَجْ إِلَى إِذْنٍ اهـ .

وَقِيلَ مَعْنَاهُ رَاغِبَةً عَنْ دِينِي أَوْ رَاغِبَةً فِي الْقُرْبِ مِنِّي وَمُجَاوَرَتِي وَالتَّوَدُّدِ إِلَيَّ ، لِأَنَّهَا ابْتَدَأَتْ أَسْمَاءَ بِالْهَدِيَّةِ الَّتِي أَحْضَرَتْهَا ، وَرَغِبَتْ مِنْهَا فِي الْمُكَافَأَةِ ، وَلَوْ حَمَلَ قَوْلَهُ : " رَاغِبَةً " أَيْ فِي الْإِسْلَامِ لَمْ يَسْتَلْزِمْ إِسْلَامَهَا ، وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ عِيسَى بْنِ يُونُسَ عَنْ هِشَامٍ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ nindex.php?page=showalam&ids=13779وَالْإِسْمَاعِيلِيِّ " رَاغِمَةً " بِالْمِيمِ أَيْ كَارِهَةً لِلْإِسْلَامِ وَلَمْ تَقْدَمْ مُهَاجِرَةً ، وَقَالَ ابْنُ بَطَّالٍ : قِيلَ مَعْنَاهُ هَارِبَةً مِنْ قَوْمِهَا ، وَرَدَّهُ بِأَنَّهُ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَانَ مُرَاغَمَةً ، قَالَ وَكَانَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ يُفَسِّرُ قَوْلَهُ : مُرَاغَمًا بِالْخُرُوجِ عَنِ الْعَدُوِّ عَلَى رَغْمِ أَنْفِهِ فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا كَذَلِكَ قَالَ " وَرَاغِبَةً " بِالْمُوَحَّدَةِ أَظْهَرُ فِي مَعْنَى الْحَدِيثِ .

قَوْلُهُ : ( صِلِي أُمَّكِ ) زَادَ فِي الْأَدَبِ عَقِبَ حَدِيثِهِ عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=14171الْحُمَيْدِيِّ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ : قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ " فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهَا : nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=8لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَكَذَا وَقَعَ فِي آخِرِ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، وَلَعَلَّ ابْنَ عُيَيْنَةَ تَلَقَّاهُ مِنْهُ ، وَرَوَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي نَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا أَلْيَنَ شَيْءٍ جَانِبًا لِلْمُسْلِمِينَ وَأَحْسَنَهُ أَخْلَاقًا . قُلْتُ : وَلَا مُنَافَاةَ بَيْنَهُمَا فَإِنَّ السَّبَبَ خَاصٌّ وَاللَّفْظَ عَامٌّ فَيَتَنَاوَلُ كُلَّ مَنْ كَانَ فِي مَعْنَى وَالِدَةِ أَسْمَاءَ . وَقِيلَ : نَسَخَ ذَلِكَ آيَةُ الْأَمْرِ بِقَتْلِ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وُجِدُوا وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=14228الْخَطَّابِيُّ : فِيهِ أَنَّ nindex.php?page=treesubj&link=27034الرَّحِمَ الْكَافِرَةَ تُوصَلُ مِنَ الْمَالِ وَنَحْوِهِ كَمَا تُوصَلُ الْمُسْلِمَةُ ، وَيُسْتَنْبَطُ مِنْهُ وُجُوبُ nindex.php?page=treesubj&link=17995نَفَقَةِ الْأَبِ الْكَافِرِ وَالْأُمِّ الْكَافِرَةِ وَإِنْ كَانَ الْوَلَدُ مُسْلِمًا ا هـ . وَفِيهِ nindex.php?page=treesubj&link=23814مُوَادَعَةُ أَهْلِ الْحَرْبِ وَمُعَامَلَتُهُمْ فِي زَمَنِ الْهُدْنَةِ ، nindex.php?page=treesubj&link=17756وَالسَّفَرُ فِي زِيَارَةِ الْقَرِيبِ ، وَتَحَرِّي أَسْمَاءَ فِي أَمْرِ دِينِهَا ، وَكَيْفَ لَا وَهِيَ بِنْتُ الصِّدِّيقِ وَزَوْجُ الزُّبَيْرِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - .

[ ص: 278 ]