باب قصة زمزم  
 3328 حدثنا  زيد هو ابن أخزم  قال حدثنا  أبو قتيبة سلم بن قتيبة  حدثني مثنى بن سعيد القصير  قال حدثني  أبو جمرة  قال قال لنا  ابن عباس  ألا أخبركم بإسلام أبي ذر  قال قلنا بلى قال قال أبو ذر  كنت رجلا من غفار  فبلغنا أن رجلا قد خرج بمكة  يزعم أنه نبي فقلت لأخي انطلق إلى هذا الرجل كلمه وأتني بخبره فانطلق فلقيه ثم رجع فقلت ما عندك فقال والله لقد رأيت رجلا يأمر بالخير وينهى عن الشر فقلت له لم تشفني من الخبر فأخذت جرابا وعصا ثم أقبلت إلى مكة  فجعلت لا أعرفه وأكره أن أسأل عنه وأشرب من ماء زمزم  وأكون في المسجد قال فمر بي علي  فقال كأن الرجل غريب قال قلت نعم قال فانطلق إلى المنزل قال فانطلقت معه لا يسألني عن شيء ولا أخبره فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه وليس أحد يخبرني عنه بشيء قال فمر بي علي  فقال أما نال للرجل يعرف منزله بعد قال قلت لا قال انطلق معي قال فقال ما أمرك وما أقدمك هذه البلدة قال قلت له إن كتمت علي أخبرتك قال فإني أفعل قال قلت له بلغنا أنه قد خرج ها هنا رجل يزعم أنه نبي فأرسلت أخي ليكلمه فرجع ولم يشفني من الخبر فأردت أن ألقاه فقال له أما إنك قد رشدت هذا وجهي إليه فاتبعني ادخل حيث أدخل فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي وامض أنت فمضى ومضيت معه حتى دخل ودخلت معه على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له اعرض علي الإسلام فعرضه فأسلمت مكاني فقال لي يا أبا ذر  اكتم هذا الأمر وارجع إلى بلدك  فإذا بلغك ظهورنا فأقبل فقلت والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم فجاء إلى المسجد وقريش  فيه فقال يا معشر قريش  إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فقالوا قوموا إلى هذا الصابئ فقاموا فضربت لأموت فأدركني العباس  فأكب علي ثم أقبل عليهم فقال ويلكم تقتلون رجلا من غفار  ومتجركم وممركم على غفار  فأقلعوا عني فلما أن أصبحت الغد رجعت فقلت مثل ما قلت بالأمس فقالوا قوموا إلى هذا الصابئ فصنع بي مثل ما صنع بالأمس وأدركني العباس  فأكب علي وقال مثل مقالته بالأمس قال فكان هذا أول إسلام أبي ذر  رحمه الله      	
		 [ ص: 636 ] 
				
						
						
