الْحَدِيثُ السَّادِسَ عَشَرَ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ .

قَوْلُهُ : ( سَمِعْتُ ذَكْوَانَ ) هُوَ أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ .

قَوْلُهُ : ( عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ) فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى سَأُبَيِّنُهَا " عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ " وَالْأَوَّلُ أَوْلَى كَمَا سَيَأْتِي .

[ ص: 42 ] قَوْلُهُ : ( لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي ) وَقَعَ فِي رِوَايَةِ جَرِيرٍ وَمُحَاضِرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ - وَكَذَا فِي رِوَايَةِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ - ذِكْرُ سَبَبٍ لِهَذَا الْحَدِيثِ ، وَهُوَ مَا وَقَعَ فِي أَوَّلِهِ قَالَ : " كَانَ بَيْنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ nindex.php?page=showalam&ids=38وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٌ شَيْءٌ ، فَسَبَّهُ خَالِدٌ " ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَسَيَأْتِي بَيَانُ مَنْ أَخْرَجَهُ .

قَوْلُهُ : ( فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ ) فِيهِ إِشْعَارٌ بِأَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ أَوَّلًا " أَصْحَابِي " أَصْحَابٌ مَخْصُوصُونَ ، وَإِلَّا فَالْخِطَابُ كَانَ لِلصَّحَابَةِ ، وَقَدْ قَالَ : " أَحَدُكُمْ أَنْفَقَ " وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=10لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ الْآيَةَ ، وَمَعَ ذَلِكَ فَنَهْيُ بَعْضِ مَنْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَخَاطَبَهُ بِذَلِكَ عَنْ سَبِّ مَنْ سَبَقَهُ يَقْتَضِي زَجْرَ مَنْ لَمْ يُدْرِكِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَمْ يُخَاطِبْهُ عَنْ سَبِّ مَنْ سَبَقَهُ مِنْ بَابِ الْأَوْلَى ، وَغَفَلَ مَنْ قَالَ إِنَّ الْخِطَابَ بِذَلِكَ لِغَيْرِ الصَّحَابَةِ وَإِنَّمَا الْمُرَادُ مَنْ سَيُوجَدُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ الْمَفْرُوضِينَ فِي الْعَقْلِ ؛ تَنْزِيلًا لِمَنْ سَيُوجَدُ مَنْزِلَةَ الْمَوْجُودِ لِلْقَطْعِ بِوُقُوعِهِ ، وَوَجْهُ التَّعَقُّبِ عَلَيْهِ وُقُوعُ التَّصْرِيحِ فِي نَفْسِ الْخَبَرِ بِأَنَّ الْمُخَاطَبَ بِذَلِكَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَهُوَ مِنَ الصَّحَابَةِ الْمَوْجُودِينَ إِذْ ذَاكَ بِالِاتِّفَاقِ .

قَوْلُهُ : ( أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا ) زَادَ الْبَرْقَانِيُّ فِي " الْمُصَافَحَةِ " مِنْ طَرِيقِ nindex.php?page=showalam&ids=11948أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنِ الْأَعْمَشِ " كُلَّ يَوْمٍ " قَالَ : وَهِيَ زِيَادَةٌ حَسَنَةٌ .

قَوْلُهُ : ( مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ ) أَيِ الْمُدُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ، وَالنَّصِيفُ بِوَزْنِ رَغِيفٍ هُوَ النِّصْفُ كَمَا يُقَالُ عُشْرٌ وَعَشِيرٌ وَثُمُنٌ وَثَمِينٌ ، وَقِيلَ : النَّصِيفُ مِكْيَالٌ دُونَ الْمُدِّ ، وَالْمُدُّ بِضَمِّ الْمِيمِ مِكْيَالٌ مَعْرُوفٌ ضُبِطَ قَدْرُهُ فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ ، وَحَكَى nindex.php?page=showalam&ids=14228الْخَطَّابِيُّ أَنَّهُ رُوِيَ بِفَتْحِ الْمِيمِ قَالَ : وَالْمُرَادُ بِهِ الْفَضْلُ وَالطُّولُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ " بَابِ فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ " nindex.php?page=treesubj&link=28811تَقْرِيرُ أَفْضَلِيَّةِ الصَّحَابَةِ عَمَّنْ بَعْدَهُمْ ، وَهَذَا الْحَدِيثُ دَالٌّ لِمَا وَقَعَ الِاخْتِيَارُ لَهُ مِمَّا تَقَدَّمَ مِنَ الِاخْتِلَافِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ . قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=13926الْبَيْضَاوِيُّ : مَعْنَى الْحَدِيثِ : لَا يَنَالُ أَحَدُكُمْ بِإِنْفَاقِ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مِنَ الْفَضْلِ وَالْأَجْرِ مَا يَنَالُ أَحَدُهُمْ بِإِنْفَاقِ مُدَّ طَعَامٍ أَوْ نَصِيفَهُ . وَسَبَبُ التَّفَاوُتِ مَا يُقَارِنُ الْأَفْضَلَ مِنْ مَزِيدِ الْإِخْلَاصِ وَصِدْقِ النِّيَّةِ . قُلْتُ : وَأَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ فِي سَبَبِا لْأَفْضَلِيَّةِ عِظَمُ مَوْقِعِ ذَلِكَ لِشِدَّةِ الِاحْتِيَاجِ إِلَيْهِ ، وَأَشَارَ بِالْأَفْضَلِيَّةِ بِسَبَبِ الْإِنْفَاقِ إِلَى الْأَفْضَلِيَّةِ بِسَبَبِ الْقِتَالِ كَمَا وَقَعَ فِي الْآيَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=10مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ فَإِنَّ فِيهَا إِشَارَةً إِلَى مَوْقِعِ السَّبَبِ الَّذِي ذَكَرْتُهُ ، وَذَلِكَ أَنَّ الْإِنْفَاقَ وَالْقِتَالَ كَانَ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ عَظِيمًا لِشِدَّةِ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ وَقِلَّةِ الْمُعْتَنِي بِهِ بِخِلَافِ مَا وَقَعَ بَعْدَ ذَلِكَ لِأَنَّ الْمُسْلِمِينَ كَثُرُوا بَعْدَ الْفَتْحِ وَدَخَلَ النَّاسُ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ، فَإِنَّهُ لَا يَقَعُ ذَلِكَ الْمَوْقِعَ الْمُتَقَدِّمِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

قَوْلُهُ : ( تَابَعَهُ nindex.php?page=showalam&ids=15628جَرِيرٌ ) هُوَ ابْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، nindex.php?page=showalam&ids=14213وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ هُوَ الْخُرَيْبِيُّ بِالْمُعْجَمَةِ وَالْمُوَحَّدَةِ مُصَغَّرٌ ، nindex.php?page=showalam&ids=12156وَأَبُو مُعَاوِيَةَ هُوَ الضَّرِيرُ ، وَمُحَاضِرٌ بِمُهْمَلَةٍ ثُمَّ مُعْجَمَةٍ بِوَزْنِ مُجَاهِدٍ ، عَنِ الْأَعْمَشِ أَيْ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، فَأَمَّا رِوَايَةُ جَرِيرٍ فَوَصَلَهَا مُسْلِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ وَأَبُو يَعْلَى وَغَيْرُهُمْ ، وَأَمَّا رِوَايَةُ مُحَاضِرٍ فَرُوِّينَاهَا مَوْصُولَةً فِي " فَوَائِدِ أَبِي الْفَتْحِ الْحَدَّادِ " مِنْ طَرِيقِ nindex.php?page=showalam&ids=12298أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ الضَّبِّيِّ عَنْ مُحَاضِرٍ الْمَذْكُورِ فَذَكَرَهُ مِثْلَ رِوَايَةِ جَرِيرٍ ، لَكِنْ قَالَ بَيْنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَبَيْنَ أَبِي بَكْرٍ بَدَلَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، وَقَوْلُ جَرِيرٍ أَصَحُّ ، وَقَدْ وَقَعَ كَذَلِكَ فِي رِوَايَةِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي [ ص: 43 ] صَالِحٍ الْآتِي ذِكْرُهَا ، وَأَمَّا رِوَايَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاوُدَ فَوَصَلَهَا مُسَدَّدٌ فِي مُسْنَدِهِ عَنْهُ وَلَيْسَ فِيهِ الْقِصَّةُ ، وَكَذَا أَخْرَجَهَا أَبُو دَاوُدَ عَنْ مُسَدَّدٍ ، وَأَمَّا رِوَايَةُ أَبِي مُعَاوِيَةَ فَوَصَلَهَا أَحْمَدُ عَنْهُ هَكَذَا ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبِي كُرَيْبٍ وَيَحْيَى بْنِ يَحْيَى ثَلَاثَتُهُمْ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ لَكِنْ قَالَ فِيهِ : " عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ " بَدَلَ أَبِي سَعِيدٍ وَهُوَ وَهَمٌ كَمَا جَزَمَ بِهِ خَلَفٌ وَأَبُو مَسْعُودٍ وَأَبُو عَلِيٍّ الْجَيَّانِيُّ وَغَيْرُهُمْ ، قَالَ الْمِزِّيُّ : كَأَنَّ مُسْلِمًا وَهَمَ فِي حَالِ كِتَابَتِهِ فَإِنَّهُ بَدَأَ بِطَرِيقِ أَبِي مُعَاوِيَةَ ، ثُمَّ ثَنَّى بِحَدِيثِ جَرِيرٍ فَسَاقَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ ، ثُمَّ ثَلَّثَ بِحَدِيثِ nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٍ وَرَبَّعَ بِحَدِيثِ شُعْبَةَ وَلَمْ يَسُقْ إِسْنَادَهُمَا بَلْ قَالَ بِإِسْنَادِ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=12156وَأَبِي مُعَاوِيَةَ ، فَلَوْلَا أَنَّ إِسْنَادَ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=12156وَأَبِي مُعَاوِيَةَ عِنْدَهُ وَاحِدٌ لَمَا أَحَالَ عَلَيْهِمَا مَعًا فَإِنَّ طَرِيقَ nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٍ وَشُعْبَةَ جَمِيعًا تَنْتَهِي إِلَى أَبِي سَعِيدٍ دُونَ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ اتِّفَاقًا ، انْتَهَى كَلَامُهُ .

وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ أَحَدُ شُيُوخِ مُسْلِمٍ فِيهِ فِي مُسْنَدِهِ وَمُصَنَّفِهِ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ فَقَالَ : " عَنْ أَبِي سَعِيدٍ " كَمَا قَالَ أَحْمَدُ ، وَكَذَا رُوِّينَاهُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي نُعَيْمٍ فِي " الْمُسْتَخْرَجِ " مِنْ رِوَايَةِ nindex.php?page=showalam&ids=16532عُبَيْدِ بْنِ غَنَّامٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ أَيْضًا مِنْ رِوَايَةِ أَحْمَدَ وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَأَبِي خَيْثَمَةَ nindex.php?page=showalam&ids=12246وَأَحْمَدَ بْنِ جَوَّاسٍ كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ فَقَالَ : " عَنْ أَبِي سَعِيدٍ " وَقَالَ بَعْدَهُ " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَأَبِي كُرَيْبٍ وَيَحْيَى بْنِ يَحْيَى " فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْوَهَمَ وَقَعَ فِيهِ مِمَّنْ دُونَ مُسْلِمٍ إِذْ لَوْ كَانَ عِنْدَهُ عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ لَبَيَّنَهُ أَبُو نُعَيْمٍ ، وَيُقَوِّي ذَلِكَ أَيْضًا أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيَّ مَعَ جَزْمِهِ فِي " الْعِلَلِ " بِأَنَّ الصَّوَابَ أَنَّهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ لَمْ يَتَعَرَّضْ فِي تَتَبُّعِهِ أَوْهَامَ الشَّيْخَيْنِ إِلَى رِوَايَةِ أَبِي مُعَاوِيَةَ هَذِهِ ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي " غَرِيبِ الْحَدِيثِ " ، nindex.php?page=showalam&ids=14033وَالْجَوْزَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَاشِمٍ ، وَخَيْثَمَةُ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ يَحْيَى ، nindex.php?page=showalam&ids=13779وَالْإِسْمَاعِيلِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13053وَابْنُ حِبَّانَ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ فَقَالُوا : " عَنْ أَبِي سَعِيدٍ " ، وَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ أَحَدِ شُيُوخِ مُسْلِمٍ فِيهِ أَيْضًا عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ فَقَالَ : " عَنْ أَبِي سَعِيدٍ " كَمَا قَالَ الْجَمَاعَةُ ، إِلَّا أَنَّهُ وَقَعَ فِي بَعْضِ النُّسَخِ عَنِ ابْنِ مَاجَهِ اخْتِلَافٌ : فَفِي بَعْضِهَا عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِي بَعْضِهَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، وَالصَّوَابُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ لِأَنَّ ابْنَ مَاجَهْ جَمَعَ فِي سِيَاقِهِ بَيْنَ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=17277وَوَكِيعٍ nindex.php?page=showalam&ids=12156وَأَبِي مُعَاوِيَةَ وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ فِي رِوَايَةِ nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٍ وَجَرِيرٍ إِنَّهَا عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَكُلُّ مَنْ أَخْرَجَهَا مِنَ الْمُصَنِّفِينَ وَالْمُخَرِّجِينَ أَوْرَدَهُ عَنْهُمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ .

وَقَدْ وَجَدْتُهُ فِي نُسْخَةٍ قَدِيمَةٍ جِدًّا مِنِ ابْنِ مَاجَهْ قُرِئَتْ فِي سَنَةِ بِضْعٍ وَسَبْعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ وَهِيَ فِي غَايَةِ الْإِتْقَانِ وَفِيهَا " عَنْ أَبِي سَعِيدٍ " وَاحْتِمَالُ كَوْنِ الْحَدِيثِ عِنْدَ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ nindex.php?page=showalam&ids=3وَأَبِي هُرَيْرَةَ جَمِيعًا مُسْتَبْعَدٌ ؛ إِذْ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَجَمَعَهُمَا وَلَوْ مَرَّةً ، فَلَمَّا كَانَ غَالِبُ مَا وُجِدَ عَنْهُ ذِكْرَ أَبِي سَعِيدٍ دُونَ ذِكْرِ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ دَلَّ عَلَى أَنَّ فِي قَوْلِ مَنْ قَالَ عَنْهُ " عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ " شُذُوذًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، وَقَدْ جَمَعَهُمَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ ذَكَرَهُ nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيُّ وَقَالَ فِي الْعِلَلِ : رَوَاهُ مُسَدَّدٌ nindex.php?page=showalam&ids=12547وَأَبُو كَامِلٍ وَشَيْبَانُ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ كَذَلِكَ ، وَرَوَاهُ عَفَّانُ وَيَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ فَلَمْ يَذْكُرَا فِيهِ أَبَا سَعِيدٍ ، قَالَ : وَرَوَاهُ nindex.php?page=showalam&ids=15941زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَكَذَلِكَ قَالَ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاوُدَ ، قَالَ : وَالصَّوَابُ مِنْ رِوَايَاتِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ لَا عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : وَقَدْ رَوَاهُ عَاصِمٌ عَنْ أَبِي صَالِحٍ فَقَالَ : عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ وَالصَّحِيحُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ انْتَهَى ، وَقَدْ سَبَقَ إِلَى ذَلِكَ عَلِيُّ ابْنُ الْمَدِينِيِّ فَقَالَ فِي " الْعِلَلِ " : رَوَاهُ الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، وَرَوَاهُ عَاصِمٌ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ أَثْبَتُ فِي أَبِي صَالِحٍ مِنْ عَاصِمٍ ، فَعُرِفَ مِنْ كَلَامِهِ أَنَّ مَنْ قَالَ فِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَدْ شَذَّ ، وَكَأَنَّ سَبَبَ ذَلِكَ شُهْرَةُ أَبِي صَالِحٍ بِالرِّوَايَةِ عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ فَيَسْبِقُ إِلَيْهِ الْوَهَمُ مِمَّنْ لَيْسَ [ ص: 44 ] بِحَافِظٍ ، وَأَمَّا الْحُفَّاظُ فَيُمَيِّزُونَ ذَلِكَ . وَرِوَايَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15941زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ الَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيُّ أَخْرَجَهَا nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ فِي " الْأَوْسَطِ " قَالَ : وَلَمْ يَرْوِهِ عَنِ الْأَعْمَشِ إِلَّا nindex.php?page=showalam&ids=15941زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ ، وَرَوَاهُ شُعْبَةُ وَغَيْرُهُ عَنِ الْأَعْمَشِ فَقَالُوا : " عَنْ أَبِي سَعِيدٍ " انْتَهَى . وَأَمَّا رِوَايَةُ عَاصِمٍ فَأَخْرَجَهَا nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ فِي " الْكُبْرَى " nindex.php?page=showalam&ids=13863وَالْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ وَقَالَ : وَلَمْ يَرْوِهِ عَنْ عَاصِمٍ إِلَّا زَائِدَةُ ، وَمِمَّنْ رَوَاهُ عَنِ الْأَعْمَشِ فَقَالَ : " عَنْ أَبِي سَعِيدٍ " أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عِنْدَ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ ، وَيَحْيَى بْنِ عِيسَى الرَّمْلِيِّ عِنْدَ أَبِي عَوَانَةَ ، وَأَبُو الْأَحْوَصِ عِنْدَ nindex.php?page=showalam&ids=12211ابْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ ، وَإِسْرَائِيلُ عِنْدَ تَمَّامٍ الرَّازِيِّ . وَأَمَّا مَا حَكَاهُ nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ رِوَايَةِ أَبِي عَوَانَةَ فَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْ رِوَايَةِ مُسَدَّدٍ nindex.php?page=showalam&ids=12547وَأَبِي كَامِلٍ وَشَيْبَانَ عَنْهُ عَلَى الشَّكِّ ، قَالَ فِي رِوَايَتِهِ : " عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَوْ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ " ، وَأَبُو عَوَانَةَ كَانَ يُحَدِّثُ مِنْ حِفْظِهِ فَرُبَّمَا وَهَمَ ، وَحَدِيثُهُ مِنْ كِتَابِهِ أَثْبَتُ ، وَمَنْ لَمْ يَشُكَّ أَحَقُّ بِالتَّقْدِيمِ مِمَّنْ شَكَّ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَقَدْ أَمْلَيْتُ عَلَى هَذَا الْمَوْضِعِ جُزْءًا مُفْرَدًا لَخَّصْتُ مَقَاصِدَهُ هُنَا بِعَوْنِ اللَّهِ تَعَالَى .

( تَكْمِلَةٌ ) :

اخْتُلِفَ فِي سَابِّ الصَّحَابِيِّ ، فَقَالَ عِيَاضٌ : ذَهَبَ الْجُمْهُورُ إِلَى أَنَّهُ يُعَزَّرُ ، وَعَنْ بَعْضِ الْمَالِكِيَّةِ يُقْتَلُ ، وَخَصَّ بَعْضُ الشَّافِعِيَّةِ ذَلِكَ بِالشَّيْخَيْنِ وَالْحَسَنَيْنِ فَحَكَى الْقَاضِي حُسَيْنٌ فِي ذَلِكَ وَجْهَيْنِ ، وَقَوَّاهُ السُّبْكِيُّ فِي حَقِّ مَنْ كَفَّرَ الشَّيْخَيْنِ ، وَكَذَا مَنْ كَفَّرَ مَنْ صَرَّحَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِإِيمَانِهِ أَوْ تَبْشِيرِهِ بِالْجَنَّةِ إِذَا تَوَاتَرَ الْخَبَرُ بِذَلِكَ عَنْهُ لِمَا تَضَمَّنَ مِنْ تَكْذِيبِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .