باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من يقتل ببدر  
 3734 حدثني أحمد بن عثمان  حدثنا شريح بن مسلمة  حدثنا إبراهيم بن يوسف  عن  أبيه  عن  أبي إسحاق  قال حدثني  عمرو بن ميمون  أنه سمع  عبد الله بن مسعود  رضي الله عنه حدث عن  سعد بن معاذ  أنه قال كان صديقا لأمية بن خلف  وكان أمية  إذا مر بالمدينة  نزل على سعد  وكان سعد  إذا مر بمكة  نزل على أمية  فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة  انطلق سعد  معتمرا فنزل على أمية  بمكة  فقال لأمية  انظر لي ساعة خلوة لعلي أن أطوف بالبيت  فخرج به قريبا من نصف النهار فلقيهما أبو جهل  فقال يا أبا صفوان  من هذا معك فقال هذا سعد  فقال له أبو جهل  ألا أراك تطوف بمكة  آمنا وقد أويتم الصباة وزعمتم أنكم تنصرونهم وتعينونهم أما والله لولا أنك مع أبي صفوان  ما رجعت إلى أهلك سالما فقال له سعد  ورفع صوته عليه أما والله لئن منعتني هذا لأمنعنك ما هو أشد عليك منه طريقك على المدينة  فقال له أمية  لا ترفع صوتك يا سعد  على أبي الحكم  سيد أهل الوادي فقال سعد  دعنا عنك يا أمية  فوالله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنهم قاتلوك قال بمكة  قال لا أدري ففزع لذلك أمية   فزعا شديدا فلما رجع أمية  إلى أهله قال يا أم صفوان  ألم تري ما قال لي سعد  قالت وما قال لك قال زعم أن محمدا أخبرهم أنهم قاتلي فقلت له بمكة  قال لا أدري فقال أمية  والله لا أخرج من مكة  فلما كان يوم بدر  استنفر أبو جهل  الناس قال أدركوا عيركم فكره أمية  أن يخرج فأتاه أبو جهل  فقال يا أبا صفوان  إنك متى ما يراك الناس قد تخلفت وأنت سيد أهل الوادي تخلفوا معك فلم يزل به أبو جهل  حتى قال أما إذ غلبتني فوالله لأشترين أجود بعير بمكة  ثم قال أمية  يا أم صفوان  جهزيني فقالت له يا أبا صفوان  وقد نسيت ما قال لك أخوك اليثربي قال لا ما أريد أن أجوز معهم إلا قريبا فلما خرج أمية  أخذ لا ينزل منزلا إلا عقل بعيره فلم يزل بذلك حتى قتله الله عز وجل ببدر       	
		 [ ص: 330 ] 
				
						
						
