الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
3909 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11790آدم حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب حدثنا عثمان بن عبد الله بن سراقة عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله الأنصاري قال nindex.php?page=hadith&LINKID=653825رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أنمار nindex.php?page=treesubj&link=23455_1807يصلي على راحلته متوجها قبل المشرق متطوعا
ثم ذكر بعد هذه ترجمة nindex.php?page=treesubj&link=29308غزوة أنمار ذكر فيها حديث جابر " nindex.php?page=hadith&LINKID=890017رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة أنمار يصلي على راحلته " وهذا الحديث قد تقدم في " باب قصر الصلاة " وكان محل هذا قبل غزوة بني المصطلق ؛ لأنه عقبه بترجمة حديث الإفك والإفك كان في غزوة بني المصطلق فلا معنى لإدخال غزوة أنمار بينهما ، بل غزوة أنمار يشبه أن تكون هي غزوة محارب وبني ثعلبة ، لما تقدم من قول أبي عبيد : إن الماء لبني أشجع وأنمار وغيرهما من قيس ، والذي يظهر أن التقديم والتأخير في ذلك من النساخ والله أعلم . ولم يذكر أهل المغازي غزوة أنمار ، وذكر مغلطاي أنها غزوة أمر بفتح الهمزة وكسر الميم ، فقد ذكر ابن إسحاق أنها كانت في صفر ، وعند ابن سعد " قدم قادم بجلب فأخبر أن أنمار وثعلبة قد جمعوا لهم ، فخرج لعشر خلون من المحرم فأتى محلهم بذات الرقاع " وقيل : إن غزوة أنمار وقعت في أثناء غزوة بني المصطلق لما روى أبو الزبير nindex.php?page=hadith&LINKID=890018عن جابر " أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو [ ص: 495 ] منطلق إلى بني المصطلق ، فأتيته وهو يصلي على بعير " الحديث . ويؤيده رواية الليث عن nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم بن محمد " nindex.php?page=hadith&LINKID=890019أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى في غزوة بني أنمار صلاة الخوف " ويحتمل أن رواية جابر لصلاته - صلى الله عليه وسلم - تعددت .
قوله : ( nindex.php?page=treesubj&link=29325غزوة بني المصطلق من خزاعة وهي غزوة المريسيع ) أما المصطلق فهو بضم الميم وسكون المهملة وفتح الطاء المهملة وكسر اللام بعدها قاف ، وهو لقب ، واسمه جذيمة بن سعد بن عمرو بن ربيعة بن حارثة ، بطن من بني خزاعة . وقد تقدم بيان نسب خزاعة في أوائل السيرة النبوية . وأما المريسيع فبضم الميم وفتح الراء وسكون التحتانيتين بينهما مهملة مكسورة وآخره عين مهملة ، هو ماء لبني خزاعة بينه وبين الفرع مسيرة يوم . وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث nindex.php?page=hadith&LINKID=890020سفيان بن وبرة قال : " كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة المريسيع غزوة بني المصطلق " .
قوله : ( قال ابن إسحاق : وذلك سنة ست ) كذا هو في مغازي ابن إسحاق رواية nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير وغيره عنه وقال : في شعبان وبه جزم خليفة nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من رواية قتادة وعروة وغيرهما أنها كانت في شعبان سنة خمس ، وكذا ذكرها أبو معشر قبل الخندق .
قوله : ( وقال nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة : سنة أربع ) كذا ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وكأنه سبق قلم أراد أن يكتب سنة خمس فكتب سنة أربع . والذي في مغازي nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة من عدة طرق أخرجها nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم وأبو سعيد النيسابوري nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الدلائل وغيرهم سنة خمس ، ولفظه عن nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة عن ابن شهاب " nindex.php?page=hadith&LINKID=890021ثم قاتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني المصطلق وبني لحيان في شعبان سنة خمس " ويؤيده ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الجهاد " عن ابن عمر أنه غزا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بني المصطلق في شعبان سنة أربع " ولم يؤذن له في القتال ؛ لأنه إنما أذن له فيه في الخندق كما تقدم وهي بعد شعبان سواء قلنا : إنها كانت سنة خمس أو سنة أربع ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في " الإكليل " : قول عروة وغيره إنها كانت في سنة خمس أشبه من قول ابن إسحاق . قلت : ويؤيده ما ثبت في حديث الإفك أن nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ تنازع هو nindex.php?page=showalam&ids=228وسعد بن عبادة في أصحاب الإفك كما سيأتي ، فلو كان المريسيع في شعبان سنة ست مع كون الإفك كان فيها لكان ما وقع في الصحيح من ذكر nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ غلطا ؛ لأن nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ مات أيام قريظة وكانت سنة خمس على الصحيح كما تقدم تقريره ، وإن كانت كما قيل سنة أربع فهي أشد ، فيظهر أن المريسيع كانت سنة خمس في شعبان لتكون قد وقعت قبل الخندق لأن الخندق كانت في شوال من سنة خمس أيضا فتكون بعدها فيكون nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ موجودا في المريسيع ورمي بعد ذلك بسهم في الخندق ومات من جراحته في قريظة . وسأذكر ما وقع لعياض من ذلك في أثناء الكلام على حديث الإفك إن شاء الله تعالى .
ويؤيده أيضا أن حديث الإفك كان سنة خمس إذ الحديث فيه التصريح بأن القصة وقعت بعد نزول الحجاب ، والحجاب كان في ذي القعدة سنة أربع عند جماعة فيكون المريسيع بعد ذلك فيرجح أنها سنة خمس ، أما قول الواقدي : إن الحجاب كان في ذي القعدة سنة خمس فمردود ، وقد جزم خليفة وأبو عبيدة وغير واحد بأنه كان سنة ثلاث ، فحصلنا في الحجاب على ثلاثة أقوال أشهرها سنة أربع والله أعلم .
[ ص: 496 ] قوله : ( وقال nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن راشد عن الزهري : كان حديث الإفك في nindex.php?page=treesubj&link=29325غزوة المريسيع ) وصله nindex.php?page=showalam&ids=14033الجوزقي nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في " الدلائل " من طريق حماد بن زيد عن nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن راشد ومعمر عن الزهري عن عائشة فذكر قصة الإفك في غزوة المريسيع ، وبهذا قال ابن إسحاق وغير واحد من أهل المغازي إن قصة الإفك كانت في رجوعهم من غزوة المريسيع . وذكر ابن إسحاق عن مشايخه nindex.php?page=showalam&ids=16276عاصم بن عمر بن قتادة وغيره nindex.php?page=hadith&LINKID=890022أنه - صلى الله عليه وسلم - بلغه أن بني المصطلق يجمعون له وقائدهم الحارث بن أبي ضرار فخرج إليهم حتى لقيهم على ماء من مياههم يقال له : المريسيع قريبا من الساحل ، فزاحف الناس واقتتلوا ، فهزمهم الله ، وقتل منهم ، ونفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءهم وأبناءهم وأموالهم . كذا ذكر ابن إسحاق بأسانيد مرسلة ، والذي في الصحيح كما تقدم في كتاب العتق من حديث ابن عمر يدل على أنه أغار عليهم على حين غفلة منهم فأوقع بهم ولفظه " nindex.php?page=hadith&LINKID=890023أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أغار على بني المصطلق وهم غارون وأنعامهم تسقى على الماء ، فقتل مقاتلتهم وسبى ذراريهم " الحديث ، فيحتمل أن يكون حين الإيقاع بهم ثبتوا قليلا ، فلما كثر فيهم القتل انهزموا بأن يكون لما دهمهم وهم على الماء ثبتوا وتصافوا ووقع القتال بين الطائفتين ثم بعد ذلك وقعت الغلبة عليهم ، وقد ذكر هذه القصة ابن سعد نحو ما ذكر ابن إسحاق ، وأن الحارث كان جمع جموعا وأرسل عينا تأتيه بخبر المسلمين فظفروا به فقتلوه ، فلما بلغه ذلك هلع وتفرق الجمع وانتهى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الماء وهو المريسيع فصف أصحابه للقتال ورموهم بالنبل ثم حملوا عليهم حملة واحدة فما أفلت منهم إنسان بل قتل منهم عشرة وأسر الباقون رجالا ونساء ، وساق ذلكاليعمري في " عيون الأثر " ثم ذكر حديث ابن عمر ثم قال : أشار ابن سعد إلى حديث ابن عمر ثم قال : الأول أثبت . قلت : آخر كلام ابن سعد ، والحكم بكون الذي في السير أثبت مما في الصحيح مردود ، ولا سيما مع إمكان الجمع والله أعلم . ثم ذكر المصنف حديث nindex.php?page=showalam&ids=16461ابن محيريز واسمه عبد الله ومحيريز بمهملة وراء ثم زاي بصيغة التصغير عن أبي سعيد في قصة العزل ، وسيأتي شرحه في كتاب النكاح إن شاء الله تعالى ، والغرض منه هنا ذكر غزوة بني المصطلق في الجملة ، وقد أشرت إلى قصتها مجملا ولله الحمد .