الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
422 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد قال حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى عن nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر قال أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=hadith&LINKID=650414عن النبي صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=treesubj&link=23455_32752اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورا
قوله : ( باب كراهية nindex.php?page=treesubj&link=1347الصلاة في المقابر ) استنبط من قوله في الحديث nindex.php?page=hadith&LINKID=883958ولا تتخذوها قبورا أن القبور ليست بمحل للعبادة فتكون الصلاة فيها مكروهة ، وكأنه أشار إلى أن ما رواه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي في ذلك ليس على شرطه ، وهو حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=883959الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام رجاله ثقات ، لكن اختلف في وصله وإرساله ، وحكم مع ذلك بصحته nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان .
قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى ) هو القطان ، nindex.php?page=showalam&ids=16524وعبيد الله هو ابن عمر العمري .
قوله : ( من صلاتكم ) قال القرطبي " من " للتبعيض ، والمراد النوافل بدليل ما رواه مسلم من حديث جابر مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=883960إذا nindex.php?page=treesubj&link=23455قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من صلاته ، قلت : وليس فيه ما ينفي الاحتمال . وقد حكى عياض عن بعضهم أن معناه : اجعلوا بعض فرائضكم في بيوتكم ليقتدي بكم من لا يخرج إلى المسجد من نسوة وغيرهن . وهذا وإن كان محتملا لكن الأول هو الراجح .
وقد بالغ الشيخ محيي الدين فقال : لا يجوز حمله على الفريضة ، وقد نازع nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي المصنف أيضا في هذه الترجمة فقال : الحديث دال على كراهة الصلاة في القبر لا في المقابر . قلت : قد ورد بلفظ " المقابر " كما رواه مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=883961لا تجعلوا بيوتكم مقابر وقال ابن التين : تأوله nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري على كراهة nindex.php?page=treesubj&link=1347الصلاة في المقابر ، وتأوله جماعة على أنه إنما فيه الندب إلى الصلاة في البيوت إذ الموتى لا يصلون ، كأنه قال : " لا تكونوا كالموتى الذين لا يصلون في بيوتهم ، وهي القبور " . قال : فأما جواز الصلاة في المقابر أو المنع منه فليس في الحديث ما يؤخذ منه ذلك . قلت : إن أراد أنه لا يؤخذ منه بطريق المنطوق فمسلم ، وإن أراد نفي ذلك مطلقا فلا ، فقد قدمنا وجه استنباطه . وقال في النهاية تبعا للمطالع : إن تأويل nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري مرجوح ، والأولى قول من قال : معناه إن الميت لا يصلى في قبره .
وقد نقل ابن المنذر عن أكثر أهل العلم أنهم استدلوا بهذا الحديث على أن nindex.php?page=treesubj&link=1347المقبرة ليست بموضع الصلاة ، وكذا قال البغوي في شرح السنة nindex.php?page=showalam&ids=14228والخطابي ، وقال أيضا : يحتمل أن المراد لا تجعلوا بيوتكم وطنا للنوم فقط لا تصلون فيها فإن النوم أخو الموت والميت لا يصلي . وقال التوربشتي : حاصل ما يحتمله أربعة معان ، فذكر الثلاثة الماضية ورابعها : يحتمل أن يكون المراد أن من لم يصل في بيته جعل نفسه كالميت وبيته كالقبر . قلت : ويؤيده ما رواه مسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=883962 " مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه كمثل الحي والميت " . قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : وأما من تأوله على النهي عن nindex.php?page=treesubj&link=2179دفن [ ص: 631 ] الموتى في البيوت فليس بشيء ، فقد nindex.php?page=treesubj&link=25048دفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته الذي كان يسكنه أيام حياته ، قلت : ما ادعى أنه تأويل هو ظاهر لفظ الحديث ولا سيما إن جعل النهي حكما منفصلا عن الأمر . وما استدل به على رده تعقبه الكرماني فقال : لعل ذلك من خصائصه . وقد روي أن الأنبياء يدفنون حيث يموتون . قلت : هذا الحديث رواه ابن ماجه مع حديث ابن عباس عن أبي بكر مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=883963ما قبض نبي إلا دفن حيث يقبض وفي إسناده حسين بن عبد الله الهاشمي وهو ضعيف ، وله طريق أخرى مرسلة ذكرها nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في الدلائل ، وروى الترمذي في الشمائل nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي في الكبرى من طريق سالم بن عبيد الأشجعي الصحابي عن nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق أنه قيل له " فأين يدفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : في المكان الذي قبض الله فيه روحه ، فإنه لم يقبض روحه إلا في مكان طيب " إسناده صحيح لكنه موقوف . والذي قبله أصرح في المقصود . وإذا حمل دفنه في بيته على الاختصاص لم يبعد نهي غيره عن ذلك ، بل هو متجه ; لأن استمرار الدفن في البيوت ربما صيرها مقابر فتصير الصلاة فيها مكروهة ، ولفظ حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عند مسلم أصرح من حديث الباب وهو قوله nindex.php?page=hadith&LINKID=883961لا تجعلوا بيوتكم مقابر فإن ظاهره يقتضي النهي عن الدفن في البيوت مطلقا . والله أعلم .