[ ص: 307 ] قَوْلُهُ : ( nindex.php?page=treesubj&link=28753_29398كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا ، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ أَحْسَبُهُ قَالَ : كَانَ فَطِيمًا قَالَ : فَكَانَ إِذَا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَآهُ قَالَ : أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ ؟ وَكَانَ يَلْعَبُ بِهِ ) . أَمَّا النُّغَيْرُ فَبِضَمِّ النُّونِ تَصْغِيرُ النُّغَرِ ، بِضَمِّهَا وَفَتْحِ الْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ ، وَهُوَ طَائِرٌ صَغِيرٌ ، جَمْعُهُ نِغْرَانٌ . وَالْفَطِيمُ بِمَعْنَى الْمَفْطُومِ .

وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ فَوَائِدُ كَثِيرَةٌ جِدًّا مِنْهَا جَوَازُ تَكْنِيَةِ مَنْ لَمْ يُولَدْ لَهُ ، nindex.php?page=treesubj&link=26310وَتَكْنِيَةِ الطِّفْلِ ، وَأَنَّهُ لَيْسَ كَذِبًا ، وَجَوَازُ nindex.php?page=treesubj&link=19189الْمُزَاحِ فِيمَا لَيْسَ إِثْمًا ، وَجَوَازُ تَصْغِيرِ بَعْضِ الْمُسَمَّيَاتِ ، وَجَوَازُ nindex.php?page=treesubj&link=18000_27232لَعِبِ الصَّبِيِّ بِالْعُصْفُورِ ، وَتَمْكِينُ الْوَلِيِّ إِيَّاهُ مِنْ ذَلِكَ ، وَجَوَازُ السَّجْعِ بِالْكَلَامِ الْحَسَنِ بِلَا كُلْفَةٍ ، nindex.php?page=treesubj&link=18000وَمُلَاطَفَةِ الصِّبْيَانِ وَتَأْنِيسِهِمْ ، وَبَيَانُ nindex.php?page=treesubj&link=29398مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ وَكَرَمِ الشَّمَائِلِ وَالتَّوَاضُعِ ، وَزِيَارَةِ الْأَهْلِ لِأَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ وَالِدَةُ أَبِي عُمَيْرٍ هِيَ مِنْ مَحَارِمِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا سَبَقَ بَيَانُهُ .

وَاسْتَدَلَّ بَعْضُ الْمَالِكِيَّةِ عَلَى جَوَازِ nindex.php?page=treesubj&link=28436_17089الصَّيْدِ مِنْ حَرَمِ الْمَدِينَةِ ، وَلَا دَلَالَةَ فِيهِ لِذَلِكَ ، لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْحَدِيثِ صَرَاحَةٌ وَلَا كِنَايَةٌ أَنَّهُ مِنْ حَرَمِ الْمَدِينَةِ ، وَقَدْ سَبَقَتِ الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ الْكَثِيرَةُ فِي كِتَابِ الْحَجِّ الْمُصَرِّحَةُ بِتَحْرِيمِ صَيْدِ حَرَمِ الْمَدِينَةِ ، فَلَا يَجُوزُ تَرْكُهَا بِمِثْلِ هَذَا ، وَلَا مُعَارَضَتُهَا بِهِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .