قَوْلُهُ فِي السُّوقِ ( إِنَّهَا مَعْرَكَةُ الشَّيْطَانِ ) قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : الْمَعْرَكَةُ بِفَتْحِ الرَّاءِ مَوْضِعُ الْقِتَالِ لِمُعَارَكَةِ الْأَبْطَالِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا فِيهَا ، وَمُصَارَعَتِهِمْ ، فَشَبَّهَ السُّوقَ وَفِعْلَ الشَّيْطَانِ بِأَهْلِهَا وَنَيْلَهُ مِنْهُمْ بِالْمَعْرَكَةِ ; لِكَثْرَةِ مَا يَقَعُ فِيهَا مِنْ أَنْوَاعِ الْبَاطِلِ كَالْغِشِّ وَالْخِدَاعِ ، وَالْأَيْمَانِ الْخَائِنَةِ ، وَالْعُقُودِ الْفَاسِدَةِ ، وَالنَّجْشِ ، وَالْبَيْعِ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ ، وَالشِّرَاءِ عَلَى شِرَائِهِ ، وَالسَّوْمِ عَلَى سَوْمِهِ ، وَبَخْسِ الْمِكْيَالِ وَالْمِيزَانِ .

[ ص: 9 ] قَوْلُهُ : ( وَبِهَا تُنْصَبُ رَايَتُهُ ) إِشَارَةٌ إِلَى ثُبُوتِهِ هُنَاكَ ، وَاجْتِمَاعِ أَعْوَانِهِ إِلَيْهِ لِلتَّحْرِيشِ بَيْنَ النَّاسِ ، وَحَمْلِهِمْ عَلَى هَذِهِ الْمَفَاسِدِ الْمَذْكُورَةِ ، وَنَحْوِهَا ، فَهِيَ مَوْضِعُهُ وَمَوْضِعُ أَعْوَانِهِ . وَالسُّوقُ تُؤَنَّثُ وَتُذَكَّرُ ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِقِيَامِ النَّاسِ فِيهَا عَلَى سُوقِهِمْ .

قَوْلُهُ : ( أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ رَأَتْ جِبْرِيلَ فِي صُورَةِ دِحْيَةَ ) هُوَ بِفَتْحِ الدَّالِ وَكَسْرِهَا . وَفِيهِ nindex.php?page=treesubj&link=28819_28811مَنْقَبَةٌ nindex.php?page=showalam&ids=54لِأُمِّ سَلَمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا . وَفِيهِ جَوَازُ nindex.php?page=treesubj&link=28736رُؤْيَةِ الْبَشَرِ الْمَلَائِكَةَ ، وَوُقُوعِ ذَلِكَ ، وَيَرَوْنَهُمْ عَلَى صُورَةِ الْآدَمِيِّينَ ; لِأَنَّهُمْ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى رُؤْيَتِهِمْ عَلَى صُوَرِهِمْ ، nindex.php?page=treesubj&link=28736وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرَى جِبْرِيلَ عَلَى صُورَةِ دِحْيَةَ غَالِبًا ، وَرَآهُ مَرَّتَيْنِ عَلَى صُورَتِهِ الْأَصْلِيَّةِ .

قَوْلُهَا : ( يُخْبِرُ خَبَرَنَا ) هَكَذَا هُوَ فِي نُسَخِ بِلَادِنَا ، وَكَذَا نَقَلَهُ الْقَاضِي عَنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ وَالنُّسَخِ ، وَعَنْ بَعْضِهِمْ : يُخْبِرُ خَبَرَ جِبْرِيلَ . قَالَ : وَهُوَ الصَّوَابُ ، وَقَدْ وَقَعَ فِي nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ عَلَى الصَّوَابِ .