باب في اللعن

4905 حدثنا أحمد بن صالح حدثنا يحيى بن حسان حدثنا الوليد بن رباح قال سمعت نمران يذكر عن أم الدرداء قالت سمعت أبا الدرداء يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يمينا وشمالا فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن فإن كان لذلك أهلا وإلا رجعت إلى قائلها قال أبو داود قال مروان بن محمد هو رباح بن الوليد سمع منه وذكر أن يحيى بن حسان وهم فيه

التالي السابق

الشرح

( قَالَ سَمِعْتُ نِمْرَانَ ) : بِكَسْرِ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ ثَانِيهِ ابْنَ عُتْبَةَ الذَّمَارِيَّ ( صُعِدَتْ ) : [ ص: 206 ] بِكَسْرِ الْعَيْنِ أَيْ طَلَعَتِ اللَّعْنَةُ وَكَأَنَّهَا تَتَجَسَّدُ ( فَتُغْلَقُ ) : بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ مِنَ الْإِغْلَاقِ ( دُونَهَا ) : أَيْ قُدَّامَ اللَّعْنَةِ ( ثُمَّ تَهْبِطُ ) : بِكَسْرِ الْمُوَحَّدَةِ أَيْ تَنْزِلُ ( فَتُغْلَقُ أَبْوَابُهَا ) : أَيْ أَبْوَابُ الْأَرْضِ وَيُفْهَمُ مِنْهُ أَنَّ لِلْأَرْضِ أَيْضًا أَبْوَابًا كَمَا لِلسَّمَاءِ ( دُونَهَا ) : أَيْ عِنْدَهَا ، وَدُونَ يَجِيءُ بِمَعْنَى أَمَامَ وَوَرَاءَ ( ثُمَّ تَأْخُذُ يَمِينًا وَشِمَالًا ) : أَيْ تَمِيلُ إِلَى جِهَتَيِ الْيَمِينِ وَالشِّمَالِ ( مَسَاغًا ) : بِفَتْحِ الْمِيمِ أَيْ مَدْخَلًا وَطَرِيقًا ( إِلَى الَّذِي لُعِنَ ) : بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ ( فَإِنْ كَانَ ) : أَيِ الْمَلْعُونُ ( لِذَلِكَ ) : أَيْ لِمَا ذُكِرَ مِنَ اللَّعْنَةِ أَوْ جَزَاءُ الشَّرْطِ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ لَحِقَتْهُ وَنَفَذَتْ فِيهِ ( وَإِلَّا ) : أَيْ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلًا لِذَلِكَ ( رَجَعَتْ ) : أَيِ اللَّعْنَةُ ( إِلَى قَائِلِهَا ) : فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ هُوَ أَهْلُهَا ( قَالَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ ) : أَيِ الْوَلِيدُ بْنُ رَبَاحٍ الْمَذْكُورُ فِي الْإِسْنَادِ ( رَبَاحُ بْنُ الْوَلِيدِ سَمِعَ مِنْهُ ) : أَيْ مِنْ نِمْرَانَ ( وَذَكَرَ ) أَيْ مَرْوَانُ ( أَنَّ يَحْيَى بْنَ حَسَّانَ وَهِمَ فِيهِ ) حَيْثُ سَمَّاهُ الْوَلِيدُ بْنُ رَبَاحٍ .

قُلْتُ : وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي كِتَابِ الْجِهَادِ حَدِيثَ يُشَفَّعُ الشَّهِيدُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ حَسَّانَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ الذَّمَارِيِّ حَدَّثَنِي عَمِّي نِمْرَانُ بْنُ عُتْبَةَ قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ فَذَكَرَهُ لَكِنْ رَوَى يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ عَلَى الصَّوَابِ أَيْضًا .

قَالَ الْمِزِّيُّ : رَوَى حَدِيثَ شَفَاعَةِ الشَّهِيدِ وَحَدِيثَ اللَّعْنَةِ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُحَالٍ وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رِشْدِينَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ حَسَّانَ عَنْ رَبَاحِ بْنِ الْوَلِيدِ عَلَى الصَّوَابِ . انْتَهَى .

وَالْحَدِيثُ سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ .

( قال سمعت نمران ) : بكسر أوله وسكون ثانيه ابن عتبة الذماري ( صعدت ) : [ ص: 206 ] بكسر العين أي طلعت اللعنة وكأنها تتجسد ( فتغلق ) : بصيغة المجهول من الإغلاق ( دونها ) : أي قدام اللعنة ( ثم تهبط ) : بكسر الموحدة أي تنزل ( فتغلق أبوابها ) : أي أبواب الأرض ويفهم منه أن للأرض أيضا أبوابا كما للسماء ( دونها ) : أي عندها ، ودون يجيء بمعنى أمام ووراء ( ثم تأخذ يمينا وشمالا ) : أي تميل إلى جهتي اليمين والشمال ( مساغا ) : بفتح الميم أي مدخلا وطريقا ( إلى الذي لعن ) : بصيغة المجهول ( فإن كان ) : أي الملعون ( لذلك ) : أي لما ذكر من اللعنة أو جزاء الشرط محذوف تقديره لحقته ونفذت فيه ( وإلا ) : أي وإن لم يكن أهلا لذلك ( رجعت ) : أي اللعنة ( إلى قائلها ) : فإنه حينئذ هو أهلها ( قال مروان بن محمد ) : أي الوليد بن رباح المذكور في الإسناد ( رباح بن الوليد سمع منه ) : أي من نمران ( وذكر ) أي مروان ( أن يحيى بن حسان وهم فيه ) حيث سماه الوليد بن رباح .

قلت : ورواه أبو داود في كتاب الجهاد حديث يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته بهذا الإسناد عن أحمد بن صالح عن يحيى بن حسان عن الوليد بن رباح الذماري حدثني عمي نمران بن عتبة قال : دخلنا على أم الدرداء فذكره لكن روى يحيى بن حسان على الصواب أيضا .

قال المزي : روى حديث شفاعة الشهيد وحديث اللعنة أبو القاسم الطبراني عن عبيد بن زحال وأحمد بن محمد بن رشدين عن أحمد بن صالح عن يحيى بن حسان عن رباح بن الوليد على الصواب . انتهى .

والحديث سكت عنه المنذري .