الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في البر والإثم

                                                                                                          2389 حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكندي الكوفي حدثنا زيد بن حباب حدثنا معاوية بن صالح حدثنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي عن أبيه عن النواس بن سمعان أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال النبي صلى الله عليه وسلم البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا معاوية بن صالح نحوه إلا أنه قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن النواس ) بتشديد الواو ثم مهملة ( ابن سمعان ) بفتح السين وكسرها ابن خالد الكلابي أو الأنصاري ، صحابي مشهور سكن الشام .

                                                                                                          قوله : ( فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : البر ) أي أعظم خصاله أو البر كله مجملا ( حسن الخلق ) أي مع الخلق .

                                                                                                          قال النووي في شرح مسلم : قال العلماء : البر يكون بمعنى الصلة وبمعنى اللطف والمبرة [ ص: 55 ] وحسن الصحبة والعشرة ، وبمعنى الطاعة ، وهذه الأمور هي مجامع حسن الخلق .

                                                                                                          وقال الطيبي : قيل فسر البر في الحديث بمعان شتى ، ففسره في موضع بما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب ، وفسره في موضع بالإيمان ، وفي موضع بما يقربك إلى الله ، وهنا بحسن الخلق ، وفسر حسن الخلق باحتمال الأذى وقلة الغضب وبسط الوجه وطيب الكلام ، وكلها متقاربة في المعنى ( والإثم ما حاك في نفسك ) أي تحرك فيها وتردد ، ولن ينشرح له الصدر ، وحصل في القلب منه الشك ، وخوف كونه ذنبا . وقيل يعني الإثم ما أثر قبحه في قلبك أو تردد في قلبك ، ولم ترد أن تظهره لكونه قبيحا وهو المعنى بقوله : ( وكرهت أن يطلع الناس عليه ) أي أعيانهم وأماثلهم ، إذ الجنس ينصرف إلى الكامل ، وذلك لأن النفس بطبعها تحب اطلاع الناس على خيرها ، فإذا كرهت الاطلاع على بعض أفعالها فهو غير ما تقرب به إلى الله ، أو غير ما أذن الشرع فيه وعلم أنه لا خير فيه ولا بر فهو إذا إثم وشر .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه البخاري في الأدب المفرد ومسلم في البر والصلة .

                                                                                                          أي في ذات الله وجهته لا يشوبه الرياء والهوى ، وفي هنا كما في قوله تعالى : والذين جاهدوا فينا .




                                                                                                          الخدمات العلمية