الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2435 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14748العباس العنبري حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن nindex.php?page=showalam&ids=15603ثابت عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال nindex.php?page=hadith&LINKID=664729قال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=25036_27530شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه وفي الباب عن جابر
قوله : ( شفاعتي ) قال المناوي في التيسير : الإضافة بمعنى " ال " العهدية ، أي الشفاعة التي وعدني الله بها ادخرتها ( nindex.php?page=treesubj&link=28768لأهل الكبائر من أمتي ) أي لوضع السيئات والعفو عن الكبائر . وأما nindex.php?page=treesubj&link=28768الشفاعة لرفع الدرجات فلكل من الأتقياء والأولياء وذلك متفق عليه بين أهل الملة . وقال [ ص: 108 ] الطيبي -رحمه الله- : أي شفاعتي التي تنجي الهالكين مختصة بأهل الكبائر . قال النووي في شرح مسلم قال القاضي عياض : nindex.php?page=treesubj&link=28768مذهب أهل السنة جواز الشفاعة عقلا ووجوبها سمعا بصريح قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=109يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا . وقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=28لا يشفعون إلا لمن ارتضى وأمثالهما . وبخبر الصادق -صلى الله عليه وسلم- وقد جاءت الآثار التي بلغت بمجموعها التواتر بصحة nindex.php?page=treesubj&link=28768الشفاعة في الآخرة لمذنبي المؤمنين ، وأجمع السلف الصالح ومن بعدهم من أهل السنة عليها ، ومنعت الخوارج وبعض المعتزلة منها وتعلقوا بمذاهبهم في تخليد المذنبين في النار ، واحتجوا بقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=48فما تنفعهم شفاعة الشافعين وبقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=18ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع . وهذه الآيات في الكفار وأما تأويلهم أحاديث الشفاعة بكونها في زيادة الدرجات فباطل وألفاظ الأحاديث صريحة في بطلان مذهبهم وإخراج من استوجب النار لكن nindex.php?page=treesubj&link=28768الشفاعة خمسة أقسام :
[ أولها ] : مختصة بنبينا -صلى الله عليه وسلم- ; وهي الإراحة من هول الموقف وتعجيل الحساب .
[ الثانية ] : في إدخال قوم الجنة بغير حساب ، وهذه أيضا وردت لنبينا -صلى الله عليه وسلم- وقد ذكرها مسلم .
[ الثالثة ] : الشفاعة لقوم استوجبوا النار فيشفع فيهم نبينا -صلى الله عليه وسلم- ومن يشاء الله تعالى .
[ الرابعة ] : في من دخل النار من المذنبين ، فقد جاءت الأحاديث بإخراجهم من النار بشفاعة نبينا -صلى الله عليه وسلم- والملائكة وإخوانهم من المؤمنين ثم يخرج الله تعالى كل من قال لا إله إلا الله كما جاء في الحديث : لا يبقى فيها إلا الكافرون .
[ الخامسة ] : الشفاعة في زيادة الدرجات في الجنة لأهلها ، انتهى .
قوله : ( وفي الباب عن جابر ) أخرجه الترمذي في هذا الباب .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح إلخ ) وأخرجه أحمد وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم .