الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3520 حدثنا محمد بن حاتم المؤدب حدثنا علي بن ثابت حدثني قيس بن الربيع وكان من بني أسد عن الأغر بن الصباح عن خليفة بن حصين عن علي بن أبي طالب قال أكثر ما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة في الموقف اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيرا مما نقول اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي ولك رب تراثي اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الأمر اللهم إني أعوذ بك من شر ما تجيء به الريح قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه وليس إسناده بالقوي

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا علي بن ثابت ) الجزري الهاشمي ( عن الأغر بن الصباح ) التميمي المنقري ( عن خليفة بن حصين ) بن قيس التميمي المنقري . قوله : ( كالذي تقول ) بالفوقية أي كالحمد الذي تحمد به نفسك ( وخيرا مما نقول ) بالنون أي وخيرا مما نحمدك به من المحامد ( اللهم لك ) أي لا لغيرك ( ونسكي ) أي وسائر عباداتي أو تقربي بالذبح ( ومحياي ومماتي ) أي حياتي وموتي . وقال الطيبي : أي وما آتيه في حياتي وما أموت عليه من الإيمان والعمل الصالح ( وإليك مآبي ) أي مرجعي [ ص: 353 ] ( ولك رب ) أي يا رب ( تراثي ) بضم الفوقية وبالراء وبالمثلثة ، قال المناوي : هو ما يخلفه الإنسان لورثته فبين أنه لا يورث وأن ما يخلفه صدقة لله ( ووسوسة الصدر ) أي حديث النفس بما لا ينبغي ( وشتات الأمر ) بفتح المعجمة وخفة المثناة الفوقية أي تفرقه وعدم انضباطه وذلك هو من أعظم أسباب الضرر اللاحق لمن لا تنضبط له الأمور . قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان ( وليس إسناده بالقوي ) ؛ لأن فيه قيس بن الربيع وهو صدوق تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به .




                                                                                                          الخدمات العلمية