[ ص: 92 ] قَوْلُهُ : ( أخبرَنَا اللَّيْثُ ) هُوَ ابْنُ سَعْدٍ ( عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=11862أَبِي الزُّبَيْرِ ) اسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ تَدْرُسَ قَوْلُهُ : " عُرِضَ " بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ أَيْ : أُظْهِرَ " عَلَيَّ " بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ وَذَلِكَ إِمَّا فِي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى nindex.php?page=treesubj&link=30624لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ ، أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ " nindex.php?page=hadith&LINKID=800721nindex.php?page=treesubj&link=30624_31944رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى رَجُلًا آدَمَ " الْحَدِيثَ ، قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ : أَكْثَرُ الرِّوَايَاتِ فِي وَصْفِهِمْ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى ذَلِكَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ وَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ مُبَيَّنًا فِي رِوَايَةِ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ وَلَيْسَ فِيهَا ذِكْرُ التَّلْبِيَةِ . فَإِنْ قِيلَ : كَيْفَ يَحُجُّونَ وَيُلَبُّونَ وَهُمْ أَمْوَاتٌ ، وَهُمْ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ ، وَلَيْسَتْ دَارَ عَمَلٍ ، قُلْنَا عَنْ هَذَا الْإِشْكَالِ ثَلَاثَةُ أَجْوِبَةٍ : أَحَدُهَا أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ أَفْضَلُ مِنَ الشُّهَدَاءِ ، وَالشُّهَدَاءُ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ ، فَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ فَلَا يَبْعُدُ أَنْ يُصَلُّوا وَيَحُجُّوا وَيَتَقَرَّبُوا إِلَى اللَّهِ بِمَا اسْتَطَاعُوا مَا دَامَتِ الدُّنْيَا وَهِيَ دَارُ تَكْلِيفٍ بَاقِيَةٌ ، ثَانِيهَا أَنَّهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُرِيَ حَالَهُمُ الَّتِي كَانُوا فِي حَيَاتِهِمْ عَلَيْهَا فَمَثَّلُوا لَهُ كَيْفَ كَانُوا وَكَيْفَ كَانَ حَجُّهُمْ وَتَلْبِيَتُهُمْ وَلِهَذَا قَالَ أَيْضًا فِي رِوَايَةِ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ : " nindex.php?page=hadith&LINKID=800722كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يُونُسَ " ، ثَالِثُهَا أَنْ يَكُونَ أَخْبَرَ عَمَّا أُوْحِيَ إِلَيْهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَا كَانَ مِنْهُمْ ؛ فَلِهَذَا أُدْخِلَ حَرْفُ التَّشْبِيهِ فِي الرِّوَايَةِ ، وَحَيْثُ أَطْلَقَهَا فَهِيَ مَحْمُولَةٌ عَلَى ذَلِكَ " فَإِذَا مُوسَى ضَرْبٌ " بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الرَّاءِ بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ أَيْ : نَحِيفٌ خَفِيفُ اللَّحْمِ " كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ " بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَضَمِّ النُّونِ وَسُكُونِ الْوَاوِ بَعْدَهَا هَمْزَةٌ ثُمَّ هَاءُ تَأْنِيثٍ : حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ يُنْسَبُونَ إِلَى شَنُوءَةَ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَضْرِ بْنِ الْأَزْدِ ، وَلُقِّبَ شَنُوءَةَ لِشَنَآنٍ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِهِ ، وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ شَنُوئِيٌّ بِالْهَمْزِ بَعْدَ الْوَاوِ وَبِالْهَمْزِ بِغَيْرِ وَاوٍ ، قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ : سُمِّيَ بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِكَ : رَجُلٌ فِيهِ شَنُوءَةٌ أَيْ : تَقَزُّزٌ ، وَالتَّقَزُّزُ بِقَافٍ وَزَايَيْنِ التَّبَاعُدُ مِنَ الْأَدْنَاسِ ، قَالَ الدَّاوُدِيُّ : رِجَالُ الْأَزْدِ مَعْرُوفُونَ بِالطُّولِ كَذَا فِي الْفَتْحِ " شَبَهًا " بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ : نَظِيرًا " عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ " الثَّقَفِيَّ وَلَيْسَ هَذَا أَخًا nindex.php?page=showalam&ids=10لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَإِنَّهُ هُذَلِيٌّ " nindex.php?page=treesubj&link=30630وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ " أَيِ : الْخَلِيلَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- " يَعْنِي نَفْسَهُ " هَذَا تَفْسِيرٌ لِقَوْلِهِ صَاحِبُكُمْ هَذَا كَلَامُ الرَّاوِي أَيْ : يُرِيدُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِقَوْلِهِ : صَاحِبُكُمْ [ ص: 93 ] نَفْسَهُ " دِحْيَةُ " بِكَسْرِ الدَّالِ ، وَقَدْ يُفْتَحُ ، وَهُوَ مِنَ الصَّحَابَةِ ، وَكَانَ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ صُورَةً ، وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ : " nindex.php?page=showalam&ids=202دِحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةٍ " . قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ ) وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ .