وممن توفي فيها من الأعيان : 
 حبان بن هلال    . 
وعبد الملك بن قريب الأصمعي    . 
صاحب اللغة والنحو والشعر وغير ذلك . 
 ومحمد بن بكار بن بلال    . 
 وهوذة بن خليفة    . 
زبيدة امرأة هارون الرشيد  وابنة عمه 
وهي ابنة جعفر ،  أمة العزيز  الملقبة بزبيدة بنت جعفر بن المنصور   [ ص: 203 ] القرشية الهاشمية العباسية ، امرأة  هارون الرشيد  وأحب الناس إليه في زمانها ، مع ما كان معها من الحظايا والزوجات كما ذكرنا ذلك في ترجمته ، وإنما لقبت زبيدة ؛  لأن جدها أبا جعفر المنصور  كان يلاعبها ويرقصها وهي صغيرة ، ويقول : إنما أنت زبيدة . لبياضها ، فغلب ذلك عليها فلا تعرف إلا به ، وأصل اسمها أمة العزيز ،  كانت من الجمال والمال والخير والديانة على جانب ، ولها من الصدقات والأوقاف ووجوه القربات شيء كثير ، وروى الخطيب أنها حجت ، فبلغت نفقتها في ستين يوما أربعة وخمسين ألف ألف درهم ، وأنها لما هنأت المأمون  بالخلافة حين دخل بغداد  قالت له : لقد هنأت نفسي بها عنك قبل أن أراك ، ولئن كنت فقدت ابنا خليفة لقد عوضت ابنا خليفة لم ألده ، وما خسر من اعتاض مثلك ، ولا ثكلت أم ملأت يدها منك ، وأنا أسأل الله أجرا على ما أخذ ، وإمتاعا بما عوض . وذكر أنها توفيت ببغداد  في جمادى الأولى سنة ست عشرة ومائتين . 
 [ ص: 204 ] ثم قال الخطيب    : حدثنى الحسين بن محمد الخلال  لفظا قال : وجدت بخط أبي الفتح القواس    : ثنا صدقة بن هبيرة الموصلي ،  ثنا محمد بن عبد الله الواسطي ،  قال : قال  عبد الله بن المبارك  الزمن : رأيت زبيدة  في المنام ، فقلت : ما فعل الله بك ؟ فقالت : غفر لي في أول معول ضرب في طريق مكة    . قلت : فما هذه الصفرة في وجهك ؟ قالت : دفن بين ظهرانينا رجل يقال له بشر المريسي  زفرت عليه جهنم زفرة فاقشعر لها جسدي ، فهذه الصفرة من تلك الزفرة ، وذكر القاضي ابن خلكان  أنه كان لها مائة جارية كلهن يحفظن القرآن العظيم ، وورد كل واحدة عشر القرآن ، وكان يسمع لهن في القصر دوي كدوي النحل . 
				
						
						
