[ ص: 161 ] باب ما ورد في
nindex.php?page=treesubj&link=31808خلق آدم عليه السلام
قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون [ البقرة : 30 - 31 ] . وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=59إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون [ آل عمران : 59 ] .
[ ص: 162 ] وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا [ النساء : 1 ] . كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير [ الحجرات : 13 ] . وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=189هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها [ الأعراف : 189 ] . الآية .
[ ص: 163 ] وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=11ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين قال أنظرني إلى يوم يبعثون قال إنك من المنظرين قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون [ الأعراف : 11 - 25 ] .
[ ص: 163 ] كما قال في الآية الأخرى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى [ طه : 55 ] . وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=26ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون والجان خلقناه من قبل من نار السموم وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون قال فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين قال هذا صراط علي مستقيم إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم [ الحجر 26 - 44 ] .
وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=61وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=63قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=64واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=65إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا [ الإسراء : 61 - 65 ] .
[ ص: 164 ] وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا [ الكهف : 50 ] . وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=115ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى [ طه : 115 - 126 ] .
[ ص: 165 ] وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=67قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=69ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=70إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=71إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=72فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=73فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=75قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=76قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=77قال فاخرج منها فإنك رجيم nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=78وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=79قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=80قال فإنك من المنظرين nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=81إلى يوم الوقت المعلوم nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=82قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=83إلا عبادك منهم المخلصين nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=84قال فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=86قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=87إن هو إلا ذكر للعالمين nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=88ولتعلمن نبأه بعد حين [ ص : 67 - 88 ] .
فهذا ذكر هذه القصة من مواضع متفرقة من القرآن ، وقد تكلمنا على ذلك كله في التفسير . ولنذكر هاهنا مضمون ما دلت عليه هذه الآيات الكريمات ، وما يتعلق بها من الأحاديث الواردة في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله المستعان .
فأخبر تعالى أنه خاطب الملائكة قائلا لهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30إني جاعل في الأرض خليفة . أعلم بما يريد أن يخلق من
آدم وذريته الذين يخلف بعضهم بعضا ، كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=165وهو الذي جعلكم خلائف الأرض [ الأنعام : 165 ] . وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=62ويجعلكم خلفاء الأرض [ النمل : 62 ] . فأخبرهم بذلك على سبيل التنويه بخلق
آدم وذريته ، كما يخبر بالأمر العظيم قبل كونه . فقالت الملائكة سائلين على وجه الاستكشاف والاستعلام عن وجه الحكمة لا
[ ص: 166 ] على وجه الاعتراض والتنقص لبني آدم والحسد لهم ، كما قد يتوهمه بعض جهلة المفسرين :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء . قيل : علموا أن ذلك كائن بما رأوا ممن كان قبل
آدم من الحن والبن . قاله
قتادة .
وقال
عبد الله بن عمر كانت الحن والبن قبل
آدم بألفي عام ، فسفكوا الدماء فبعث الله إليهم جندا من الملائكة فطردوهم إلى جزائر البحور ، وعن
ابن عباس نحوه ، وعن
الحسن ألهموا ذلك . وقيل : لما اطلعوا عليه من اللوح المحفوظ . فقيل : أطلعهم عليه
هاروت وماروت عن ملك فوقهما يقال له : السجل . رواه
ابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11958أبي جعفر الباقر . وقيل : لأنهم علموا أن الأرض لا يخلق منها إلا من يكون بهذه المثابة غالبا .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك . أي : نعبدك دائما لا يعصيك منا أحد ، فإن كان المراد بخلق هؤلاء أن يعبدوك فها نحن لا نفتر ليلا ولا نهارا .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30قال إني أعلم ما لا . أي : أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هؤلاء
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30ما لا تعلمون . أي : سيوجد منهم الأنبياء والمرسلون ، والصديقون ، والشهداء . ثم بين لهم شرف
آدم عليهم في العلم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=31وعلم آدم الأسماء كلها . قال
ابن عباس : هي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس ; إنسان ، ودابة ، وأرض ، وسهل ، وبحر ، وجبل ، وجمل ، وحمار ،
[ ص: 167 ] وأشباه ذلك من الأمم وغيرها . وفي رواية : علمه اسم الصحفة ، والقدر حتى الفسوة والفسية . وقال
مجاهد : علمه اسم كل دابة ، وكل طير ، وكل شيء .
وكذا قال
سعيد بن جبير ،
وقتادة ، وغير واحد . وقال
الربيع : علمه أسماء الملائكة . وقال
عبد الرحمن بن زيد : علمه أسماء ذريته . والصحيح أنه علمه أسماء الذوات ، وأفعالها مكبرها ومصغرها ، كما أشار إليه
ابن عباس رضي الله عنهما ، وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هنا ما رواه هو ،
ومسلم من طريق
سعيد ،
وهشام ، عن
قتادة ، عن
أنس بن مالك ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509653يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فيأتون آدم فيقولون أنت أبو البشر خلقك الله بيده ، وأسجد لك ملائكته ، وعلمك أسماء كل شيء . وذكر تمام الحديث
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=31ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري لما أراد الله خلق
آدم ، قالت الملائكة : لا يخلق ربنا خلقا إلا كنا أعلم منه . فابتلوا بهذا . وذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=23إن كنتم صادقين . وقيل : غير ذلك ، كما بسطناه في التفسير
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=32قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم . أي : سبحانك أن يحيط أحد بشيء من علمك من غير تعليمك ،
[ ص: 168 ] كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=255ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء [ البقرة : 255 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=33قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون . أي أعلم السر كما أعلم العلانية . وقيل : إن المراد بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=33وأعلم ما تبدون . ما قالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30أتجعل فيها من يفسد فيها . وبقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=33وما كنتم تكتمون . المراد بهذا الكلام إبليس وما أسره وكتمه في نفسه من الكبر والعداوة
لآدم عليه السلام . قاله
سعيد بن جبير ،
ومجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ،
والضحاك ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري ، واختاره
ابن جرير . وقال
أبو العالية ،
والربيع ،
والحسن ،
وقتادة :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=33وما كنتم تكتمون . قولهم : لن يخلق ربنا خلقا إلا كنا أعلم منه ، وأكرم عليه منه . قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=34وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر . هذا إكرام عظيم من الله تعالى
لآدم حين خلقه بيده ونفخ فيه من روحه ، كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=29فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين [ الحجر : 29 ] . فهذه
nindex.php?page=treesubj&link=31821_31770_31812أربع تشريفات خلقه له بيده الكريمة ، ونفخه فيه من روحه ، وأمره الملائكة بالسجود له ، وتعليمه أسماء الأشياء ، ولهذا قال له
موسى الكليم حين اجتمع هو وإياه في الملأ الأعلى ، وتناظرا ، كما سيأتي : أنت
آدم أبو البشر الذي خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأسجد لك ملائكته ، وعلمك أسماء كل شيء . وهكذا يقول له أهل المحشر يوم القيامة ، كما تقدم ، وكما سيأتي إن شاء الله تعالى .
[ ص: 169 ] وقال في الآية الأخرى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=11ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين [ الأعراف : 11 - 12 ] . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري : قاس إبليس ، وهو أول من قاس . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين : أول من قاس إبليس ، وما عبدت الشمس ولا القمر إلا بالمقاييس . رواهما
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج . ومعنى هذا أنه نظر نفسه بطريق المقايسة بينه وبين
آدم فرأى نفسه أشرف من
آدم فامتنع من السجود له ، مع وجود الأمر له ولسائر الملائكة بالسجود ، والقياس إذا كان مقابلا بالنص كان فاسد الاعتبار ، ثم هو فاسد في نفسه فإن الطين أنفع وخير من النار فإن الطين فيه ; الرزانة ، والحلم ، والأناة ، والنمو ، والنار فيها ; الطيش ، والخفة ، والسرعة ، والإحراق . ثم
آدم شرفه الله بخلقه له بيده ، ونفخه فيه من روحه ، ولهذا أمر الملائكة بالسجود له ، كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=28وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون قال فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين [ الحجر : 28 - 35 ] . استحق هذا من الله تعالى ; لأنه استلزم تنقصه
لآدم وازدراؤه به
[ ص: 170 ] وترفعه عليه مخالفة الأمر الإلهي ، ومعاندة الحق في النص على
آدم على التعيين ، وشرع في الاعتذار بما لا يجدي عنه شيئا ، وكان اعتذاره أشد من ذنبه ، كما قال تعالى في سورة سبحان :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=61وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=63قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=64واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=65إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا [ الإسراء : 61 - 65 ] .
وقال في سورة الكهف :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه [ الكهف : 50 ] . أي : خرج عن طاعة الله عمدا وعنادا واستكبارا عن امتثال أمره ، وما ذاك إلا لأنه خانه طبعه ومادته النارية الخبيثة أحوج ما كان إليها . فإنه مخلوق من نار ، كما قال . وكما قدمنا في صحيح
مسلم ، عن
عائشة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509654خلقت الملائكة من نور ، nindex.php?page=treesubj&link=31766وخلقت الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري : لم يكن إبليس من الملائكة طرفة عين قط . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب : كان من الجن فلما أفسدوا في الأرض بعث الله إليهم جندا من الملائكة فقتلوهم ، وأجلوهم إلى جزائر البحار ، وكان إبليس ممن أسر فأخذوه معهم إلى السماء فكان هناك فلما أمرت الملائكة بالسجود امتنع إبليس
[ ص: 171 ] منه . وقال
ابن مسعود ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ، وجماعة من الصحابة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب ، وآخرون : كان إبليس رئيس الملائكة بالسماء الدنيا . قال
ابن عباس : وكان اسمه عزازيل . وفي رواية عنه : الحارث . قال
النقاش : وكنيته أبو كردوس . قال
ابن عباس : وكان من حي من الملائكة يقال لهم : الحن ، وكانوا خزان الجنان ، وكان من أشرفهم ، وأكثرهم علما وعبادة ، وكان من أولى الأجنحة الأربعة ، فمسخه الله شيطانا رجيما . وقال في سورة ص :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=71إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=72فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=73فسجد الملائكة كلهم أجمعون nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=74إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=75قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=76قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=77قال فاخرج منها فإنك رجيم nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=78وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=79قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=80قال فإنك من المنظرين nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=81إلى يوم الوقت المعلوم nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=82قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=83إلا عبادك منهم المخلصين nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=84قال فالحق والحق أقول nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=85لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين [ ص : 71 - 85 ] . وقال في سورة الأعراف :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=16قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين [ الأعراف : 16 - 17 ] . أي : بسبب إغوائك إياي لأقعدن لهم كل مرصد ، ولآتينهم من كل جهة منهم . فالسعيد من خالفه ، والشقي من اتبعه .
كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11920هاشم بن القاسم ، حدثنا أبو
عقيل هو [ ص: 172 ] عبد الله بن عقيل الثقفي ، حدثنا
موسى بن المسيب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15957سالم بن أبي الجعد ، عن
سبرة بن أبي الفاكه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509655إن الشيطان يقعد لابن آدم بأطرقه . وذكر الحديث كما قدمناه في صفة إبليس .
وقد اختلف المفسرون في
nindex.php?page=treesubj&link=31770الملائكة المأمورين بالسجود لآدم ، أهم جميع الملائكة ؟ كما دل عليه عموم الآيات ، وهو قول الجمهور ، أو المراد بهم ملائكة الأرض ؟ كما رواه
ابن جرير من طريق
الضحاك ، عن
ابن عباس ، وفيه انقطاع ، وفي السياق نكارة ، وإن كان بعض المتأخرين قد رجحه ، ولكن الأظهر من السياقات الأول ، ويدل عليه الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509656وأسجد له ملائكته . وهذا عموم أيضا ، والله أعلم .
وقوله تعالى لإبليس :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=13فاهبط منها واخرج منها دليل على أنه كان في السماء ، فأمر بالهبوط منها والخروج من المنزلة والمكانة التي كان قد نالها بعبادته وتشبهه بالملائكة في الطاعة والعبادة ، ثم سلب ذلك بكبره وحسده ومخالفته لربه ، فأهبط إلى الأرض مذءوما مدحورا ، وأمر الله
آدم عليه السلام أن يسكن هو وزوجته الجنة ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=35وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين [ البقرة : 35 ] . وقال في الأعراف :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=18قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين [ الأعراف : 18 - 19 ] .
[ ص: 173 ] وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=116وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى [ طه : 116 - 119 ] . وسياق هذه الآيات يقتضي أن
nindex.php?page=treesubj&link=31808خلق حواء كان قبل دخول آدم الجنة لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=19ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة . وهذا قد صرح به
ابن إسحاق بن يسار ، وهو ظاهر هذه الآيات .
ولكن حكى
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، عن
أبي صالح ،
وأبي مالك ، عن
ابن عباس ، وعن
مرة ، عن
ابن مسعود ، وعن ناس من الصحابة أنهم قالوا : أخرج إبليس من الجنة ، وأسكن
آدم الجنة فكان يمشي فيها وحشا ، ليس له فيها زوج يسكن إليها فنام نومة فاستيقظ وعند رأسه امرأة قاعدة خلقها الله من ضلعه ، فسألها من أنت ؟ قالت : امرأة . قال : ولما خلقت؟ . قالت : لتسكن إلي . فقالت له الملائكة ينظرون ما بلغ من علمه : ما اسمها يا
آدم . قال : حواء . قالوا : ولم كانت حواء ؟ قال : لأنها خلقت من شيء حي . وذكر
محمد بن إسحاق ، عن
ابن عباس : أنها خلقت من ضلعه الأقصر الأيسر وهو نائم ، ولأم مكانه لحما . ومصداق هذا في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء [ النساء : 1 ] . الآية ، وفي قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=189هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به [ الأعراف : 189 ] .
[ ص: 174 ] الآية . وسنتكلم عليها فيما بعد إن شاء الله تعالى .
وفي الصحيحين من حديث
زائدة ، عن
ميسرة الأشجعي ، عن
أبي حازم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509657استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيرا . لفظ
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
وقد اختلف المفسرون في
nindex.php?page=treesubj&link=31818_28973قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=19ولا تقربا هذه الشجرة . فقيل هي الكرم . وروى عن
ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي ،
وجعدة بن هبيرة ،
ومحمد بن قيس ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي في رواية ، عن
ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود ، وناس من الصحابة قال : وتزعم
يهود أنها الحنطة . وهذا مروي عن
ابن عباس ،
والحسن البصري ،
nindex.php?page=showalam&ids=17285ووهب بن منبه ،
nindex.php?page=showalam&ids=16574وعطية العوفي ،
وأبي مالك ،
nindex.php?page=showalam&ids=16883ومحارب بن دثار ،
nindex.php?page=showalam&ids=16330وعبد الرحمن بن أبي ليلى . قال
وهب : والحبة منه ألين من الزبد ، وأحلى من العسل . وقال
الثوري ، عن
حصين ، عن
أبي مالك :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=19ولا تقربا هذه الشجرة . هي النخلة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد : هي التينة . وبه قال
قتادة ،
وابن [ ص: 175 ] جريج . وقال
أبو العالية : كانت شجرة من أكل منها أحدث ، ولا ينبغي في الجنة حدث .
وهذا الخلاف قريب . وقد أبهم الله ذكرها وتعيينها ، ولو كان في ذكرها مصلحة تعود إلينا لعينها لنا ، كما في غيرها من المحال التي تبهم في القرآن .
وإنما الخلاف الذي ذكروه في أن هذه
nindex.php?page=treesubj&link=31809الجنة التي أسكنها آدم ، هل هي في السماء أو في الأرض ؟ هو الخلاف الذي ينبغي فصله والخروج منه . والجمهور على أنها هي التي في السماء ، وهي جنة المأوى ، لظاهر الآيات والأحاديث كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=35وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة [ البقرة : 175 ] . والألف واللام ليست للعموم ، ولا لمعهود لفظي ، وإنما تعود على معهود ذهني ، وهو المستقر شرعا من جنة المأوى ، وكقول
موسى عليه السلام
لآدم عليه السلام :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509658علام أخرجتنا ونفسك من الجنة . الحديث . كما سيأتي الكلام عليه . وروى
مسلم في صحيحه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=12139أبي مالك الأشجعي ، واسمه
سعد بن طارق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11974أبي حازم سلمة بن دينار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ،
وأبو مالك ، عن
ربعي ، عن
حذيفة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509659يجمع الله الناس فيقوم المؤمنون حين تزلف لهم الجنة فيأتون آدم فيقولون يا أبانا استفتح لنا الجنة فيقول : وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم ! . وذكر الحديث بطوله ، وهذا فيه قوة جيدة ظاهرة في الدلالة على أنها جنة المأوى ، وليست تخلو عن نظر .
[ ص: 176 ] وقال آخرون بل
nindex.php?page=treesubj&link=31809الجنة التي أسكنها آدم لم تكن جنة الخلد ; لأنه كلف فيها أن لا يأكل من تلك الشجرة ، ولأنه نام فيها وأخرج منها ، ودخل عليه إبليس فيها ، وهذا مما ينافي أن تكون جنة المأوى . وهذا القول محكي ، عن
أبي بن كعب ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وعبد الله بن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=17285ووهب بن منبه ،
nindex.php?page=showalam&ids=16008وسفيان بن عيينة . واختاره
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة في المعارف ،
والقاضي منذر بن سعيد البلوطي في تفسيره ، وأفرد له مصنفا على حدة ، وحكاه عن
أبي حنيفة الإمام وأصحابه رحمهم الله . ونقله
أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي ابن خطيب الري في تفسيره عن
أبي القاسم البلخي ،
وأبي مسلم الأصبهاني . ونقله
القرطبي في تفسيره عن
المعتزلة ،
والقدرية . وهذا القول هو نص التوراة التي بأيدي أهل الكتاب . وممن حكى الخلاف في هذه المسألة
أبو محمد بن حزم في " الملل والنحل "
وأبو محمد بن عطية في تفسيره ،
وأبو عيسى الرماني في تفسيره .
وحكى عن الجمهور الأول ،
nindex.php?page=showalam&ids=14343وأبو القاسم الراغب ،
nindex.php?page=showalam&ids=15151والقاضي الماوردي في تفسيره فقال : واختلف في الجنة التي أسكناها يعني
آدم وحواء على قولين ; أحدهما : أنها جنة الخلد . الثاني : جنة أعدها الله لهما ، وجعلها دار ابتلاء ، وليست جنة الخلد التي جعلها دار جزاء . ومن قال : بهذا اختلفوا على قولين ; أحدهما : أنها في السماء ، لأنه أهبطهما منها . وهذا قول
الحسن ، والثاني :
[ ص: 177 ] أنها في الأرض ، لأنه امتحنهما فيها بالنهي عن الشجرة التي نهيا عنها دون غيرها من الثمار . وهكذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير ، وكان ذلك بعد أن أمر إبليس بالسجود
لآدم ، والله أعلم بالصواب من ذلك ، هذا كلامه .
فقد تضمن كلامه حكاية أقوال ثلاثة ، وأشعر كلامه أنه متوقف في المسألة ، ولهذا حكى
أبو عبد الله الرازي في تفسيره في هذه المسألة أربعة أقوال ، هذه الثلاثة التي أوردها
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي ورابعها : الوقف . ورجح القول الأول . والله أعلم . وحكى القول بأنها في السماء وليست جنة المأوى عن
nindex.php?page=showalam&ids=13980أبي علي الجبائي .
وقد أورد أصحاب القول الثاني سؤالا يحتاج مثله إلى جواب فقالوا : لا شك أن الله سبحانه وتعالى طرد إبليس حين امتنع من السجود عن الحضرة الإلهية ، وأمره بالخروج عنها والهبوط منها ، وهذا الأمر ليس من الأوامر الشرعية بحيث يمكن مخالفته ، وإنما هو أمر قدري لا يخالف ولا يمانع ، ولهذا قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=18اخرج منها مذءوما مدحورا [ الأعراف : 18 ] . وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=13اهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها [ الأعراف : 13 ] . وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=34اخرج منها فإنك رجيم [ الحجر : 34 ] . والضمير عائد إلى الجنة أو السماء أو المنزلة ، وأيا ما كان ، فمعلوم أنه ليس له الكون بعد هذا في المكان الذي طرد عنه ، وأبعد منه لا على سبيل الاستقرار ، ولا على سبيل المرور والاجتياز . قالوا : ومعلوم من ظاهر سياقات القرآن أنه وسوس
[ ص: 178 ] لآدم وخاطبه بقوله له :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=120هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى [ طه : 120 ] . وبقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=20ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين فدلاهما بغرور [ الأعراف : 20 21 ] . الآية ، وهذا ظاهر في اجتماعه معهما في جنتهما ، وقد أجيبوا عن هذا بأنه لا يمتنع أن يجتمع بهما في الجنة على سبيل المرور فيها لا على سبيل الاستقرار بها ، أو أنه وسوس لهما وهو على باب الجنة ، أو من تحت السماء . وفي الثلاثة نظر ، والله أعلم .
ومما احتج به أصحاب هذه المقالة ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن الإمام أحمد في الزيادات عن
هدبة بن خالد ، عن
حماد بن سلمة ، عن
حميد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري ، عن
عتي هو ابن ضمرة السعدي ، عن
أبي بن كعب قال : إن
آدم لما احتضر اشتهى قطفا من عنب الجنة ، فانطلق بنوه ليطلبوه له ، فلقيتهم الملائكة فقالوا : أين تريدون يا بني آدم ؟ فقالوا : إن أبانا اشتهى قطفا من عنب الجنة . فقالوا لهم : ارجعوا فقد كفيتموه فانتهوا إليه فقبضوا روحه ، وغسلوه ، وحنطوه ، وكفنوه ، وصلى عليه
جبريل وبنوه خلف الملائكة ، ودفنوه . وقالوا : هذه سنتكم في موتاكم . وسيأتي الحديث بسنده ، وتمام لفظه عند ذكر وفاة
آدم عليه السلام . قالوا : فلولا أنه كان الوصول إلى الجنة التي كان فيها
آدم التي اشتهى منها القطف ممكنا لما ذهبوا يطلبون ذلك ، فدل على أنها في الأرض لا في السماء ، والله تعالى أعلم .
قالوا : والاحتجاج بأن الألف واللام في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=19ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة .
[ ص: 179 ] لم يتقدم عهد يعود عليه ، فهو المعهود الذهني مسلم ، ولكن هو ما دل عليه سياق الكلام فإن
آدم خلق من الأرض ، ولم ينقل أنه رفع إلى السماء . وخلق ليكون في الأرض ، وبهذا أعلم الرب الملائكة حيث قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30إني جاعل في الأرض خليفة .
قالوا : وهذا كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=17إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة [ القلم : 17 ] . فالألف واللام ليس للعموم ، ولم يتقدم معهود لفظي ، وإنما هي للمعهود الذهني الذي دل عليه السياق وهو البستان .
قالوا : وذكر الهبوط لا يدل على النزول من السماء . قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=48قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك [ هود : 48 ] . الآية . وإنما كان في السفينة حين استقر على الجودي ونضب الماء عن وجه الأرض ، أمر أن يهبط إليها هو ومن معه مباركا عليه وعليهم . وقال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=61اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم [ البقرة : 61 ] . الآية . وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=74وإن منها لما يهبط من خشية الله [ البقرة : 74 ] . الآية . وفي الأحاديث واللغة من هذا كثير .
قالوا : ولا مانع ، بل هو الواقع ، أن الجنة التي أسكنها
آدم كانت مرتفعة عن سائر بقاع الأرض ذات أشجار ، وثمار ، وظلال ، ونعيم ، ونضرة ، وسرور ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=118إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى [ طه : 118 ] . أي لا يذل باطنك بالجوع ، ولا ظاهرك بالعري :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=119وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى [ طه : 119 ] . أي لا يمس باطنك حر الظمأ ، ولا ظاهرك حر الشمس ، ولهذا قرن بين هذا وهذا ، وبين هذا وهذا لما بينهما من المقابلة . فلما كان منه ما كان من أكله من الشجرة التي نهي عنها أهبط
[ ص: 180 ] إلى أرض الشقاء ، والتعب ، والنصب ، والكدر ، والسعي ، والنكد ، والابتلاء ، والاختبار ، والامتحان ، واختلاف السكان ; دينا ، وأخلاقا ، وأعمالا ، وقصودا ، وإرادات ، وأقوالا ، وأفعالا ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين [ البقرة : 36 ] . ولا يلزم من هذا أنهم كانوا في السماء ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=104وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا [ الإسراء : 204 ] . ومعلوم أنهم كانوا فيها لم يكونوا في السماء .
قالوا : وليس هذا القول مفرعا على قول من ينكر وجود الجنة والنار اليوم ، ولا تلازم بينهما ، فكل من حكي عنه هذا القول من السلف ، وأكثر الخلف ممن يثبت وجود الجنة والنار اليوم ، كما دلت عليه الآيات ، والأحاديث الصحاح ، كما سيأتي إيرادها في موضعها ، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36فأزلهما الشيطان عنها [ البقرة : 36 ] . أي : عن الجنة :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36فأخرجهما مما كانا فيه . أي : من النعيم والنضرة والسرور إلى دار التعب والكد والنكد ، وذلك بما وسوس لهما وزينه في صدورهما ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=20فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين [ الأعراف : 20 ] . يقول : ما نهاكما عن أكل هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين . أي : ولو أكلتما منها لصرتما كذلك :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=21وقاسمهما . أي : حلف لهما على ذلك :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=21إني لكما لمن الناصحين [ الأعراف : 21 ] .
[ ص: 181 ] كما قال في الآية الأخرى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=120فوسوس إليه الشيطان قال ياآدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى [ طه : 120 ] . أي : هل أدلك على الشجرة التي إذا أكلت منها حصل لك الخلد فيما أنت فيه من النعيم ، واستمررت في ملك لا يبيد ولا ينقضي ؟ وهذا من التغرير والتزوير والإخبار بخلاف الواقع والمقصود أن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=120شجرة الخلد . التي إذا أكلت منها خلدت .
وقد تكون هي الشجرة التي قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا
شعبة ، عن
أبي الضحاك ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509660إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ; شجرة الخلد . وكذا رواه أيضا عن
غندر ،
وحجاج ، عن
شعبة . ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الطيالسي في مسنده ، عن
شعبة أيضا به .
قال
غندر : قلت
لشعبة : هي شجرة الخلد . قال : ليس فيها هي . تفرد به
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=22فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة [ الأعراف : 22 ] . كما قال في طه :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=121فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة . وكانت حواء أكلت من الشجرة قبل
آدم ، وهي التي حدته على أكلها ،
[ ص: 182 ] والله أعلم .
وعليه يحمل الحديث الذي رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، حدثنا
بشر بن محمد ، حدثنا
عبد الله ، أنبأنا
معمر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17257همام بن منبه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509661لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم ، ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها . تفرد به من هذا الوجه . وأخرجاه في الصحيحين من حديث
عبد الرزاق ، عن
معمر ، عن
همام ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة به . ورواه أحمد ،
ومسلم ، عن
هارون بن معروف ، عن
أبي وهب ، عن
عمرو بن حارث ، عن
أبي يونس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
وفي كتاب التوراة التي بين أيدي أهل الكتاب أن الذي دل حواء على الأكل من الشجرة هي الحية ، وكانت من أحسن الأشكال ، وأعظمها فأكلت حواء عن قولها ، وأطعمت
آدم عليه السلام ، وليس فيها ذكر لإبليس ، فعند ذلك انفتحت أعينهما ، وعلما أنهما عريانان فوصلا من ، ورق التين ، وعملا مآزر ، وفيها أنهما كانا عريانين ، وكذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه كان لباسهما نورا على فرجه وفرجها .
وهذا الذي في هذه التوراة التي بأيديهم غلط منهم وتحريف وخطأ في التعريب ، فإن نقل الكلام من لغة إلى لغة لا يكاد يتيسر لكل أحد ، ولا سيما
[ ص: 183 ] ممن لا يعرف كلام العرب جيدا ، ولا يحيط علما بفهم كتابه أيضا ، فلهذا وقع في تعريبهم لها خطأ كثير لفظا ومعنى ، وقد دل القرآن العظيم على أنه كان عليهما لباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=27ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما . فهذا لا يرد لغيره من الكلام ، والله تعالى أعلم .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16596علي بن الحسن بن إشكاب ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16627علي بن عاصم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة ، عن
قتادة ، عن
الحسن ، عن
أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509662إن الله خلق آدم رجلا طوالا كثير شعر الرأس كأنه نخلة سحوق ، فلما ذاق الشجرة سقط عنه لباسه ، فأول ما بدا منه عورته ، فلما نظر إلى عورته جعل يشتد في الجنة ، فأخذت شعره شجرة فنازعها ، فناداه الرحمن عز وجل : يا آدم مني تفر . فلما سمع كلام الرحمن قال : يا رب لا ، ولكن استحياء . وقال
الثوري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15342المنهال بن عمرو ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=22وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة . قال : ورق التين . وهذا إسناد صحيح إليه ، وكأنه مأخوذ من أهل الكتاب ، وظاهر الآية يقتضي أعم من ذلك ، وبتقدير تسليمه فلا يضر ، والله تعالى أعلم .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13359الحافظ ابن عساكر من طريق
محمد بن إسحاق ، عن الحسن
[ ص: 184 ] بن ذكوان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري ، عن
أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509663إن أباكم آدم كان كالنخلة السحوق ستين ذراعا ، كثير الشعر ، موارى العورة ، فلما أصاب الخطيئة في الجنة بدت له سوءته ، فخرج من الجنة فلقيته شجرة فأخذت بناصيته ، فناداه ربه : أفرارا مني يا آدم . قال : بل حياء منك والله يا رب مما جئت به . ثم رواه من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة ، عن
قتادة ، عن
الحسن ، عن
عتي بن ضمرة ، عن
أبي بن كعب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه . وهذا أصح ، فإن
الحسن لم يدرك أبيا . ثم أورده أيضا من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=15848خيثمة بن سليمان الطرابلسي ، عن
محمد بن عبد الوهاب أبي قرصافة العسقلاني ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11790آدم بن أبي إياس ، عن
شيبان ، عن
قتادة ، عن
أنس مرفوعا بنحوه .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=22وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين [ الأعراف : 22 - 23 ] . وهذا اعتراف ، ورجوع إلى الإنابة ، وتذلل وخضوع ، واستكانة وافتقار إليه تعالى في الساعة الراهنة . وهذا السر ما سرى في أحد من ذريته إلا كانت عاقبته إلى خير في دنياه وأخراه .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=24قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين [ الأعراف : 24 ] . وهذا خطاب
لآدم وحواء وإبليس .
[ ص: 185 ] قيل : والحية معهم . أمروا أن يهبطوا من الجنة في حال كونهم متعادين متحاربين ، وقد يستشهد لذكر الحية معهما بما ثبت في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أمر بقتل الحيات . وقال
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509664ما سالمناهن منذ حاربناهن .
وقوله في سورة طه :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=123قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو [ طه : 123 ] . هو أمر
لآدم وإبليس وما تناسل منهما عداوة مستمرة ، واستتبع
آدم حواء ، وإبليس الحية . وقيل : هو أمر لهم بصيغة التثنية . كما في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=78وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين [ الأنبياء : 78 ] . والصحيح أن هذا لما كان الحاكم لا يحكم إلا بين اثنين مدع ومدعى عليه . قال : وكنا لحكمهم شاهدين . وأما تكريره الإهباط في سورة البقرة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=37فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=38قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=39والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون [ البقرة : 36 39 ] . فقال بعض المفسرين : المراد بالإهباط
[ ص: 186 ] الأول الهبوط من الجنة إلى السماء الدنيا ، وبالثاني من السماء الدنيا إلى الأرض . وهذا ضعيف لقوله في الأول :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين . فدل على أنهم أهبطوا إلى الأرض بالإهباط الأول ، والله أعلم .
والصحيح أنه كرره لفظا ، وإن كان واحدا ، وناط مع كل مرة حكما ; فناط بالأول : عداوتهم فيما بينهم ، وبالثاني : الاشتراط عليهم أن من تبع هداه الذي ينزله عليهم بعد ذلك هو السعيد ، ومن خالفه فهو الشقي ، وهذا الأسلوب في الكلام له نظائر في القرآن الحكيم .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13359الحافظ ابن عساكر ، عن
مجاهد قال : أمر الله ملكين أن يخرجا
آدم وحواء من جواره ، فنزع
جبريل التاج عن رأسه ، وحل
ميكائيل الإكليل عن جبينه ، وتعلق به غصن فظن
آدم أنه قد عوجل بالعقوبة فنكس رأسه يقول : العفو العفو ، فقال الله سبحانه : فرارا مني يا
آدم . قال : بل حياء منك يا سيدي . وقال
الأوزاعي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15714حسان هو ابن عطية : مكث
آدم في الجنة مائة عام ، وفي رواية ستين عاما ، وبكى على الجنة سبعين عاما ، وعلى خطيئته سبعين عاما ، وعلى ولده حين قتل أربعين عاما . رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
أبو زرعة ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16544عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا
جرير ، عن
عطاء ، عن
سعيد ، عن
ابن عباس قال : أهبط
آدم [ ص: 187 ] عليه السلام إلى أرض يقال لها دحنا بين
مكة والطائف . وعن
الحسن قال : أهبط
آدم بالهند ، وحواء
بجدة ، وإبليس
بدستميسان من
البصرة على أميال ، وأهبطت الحية
بأصبهان . رواه
ابن أبي حاتم أيضا . وقال
السدي : نزل
آدم بالهند ، ونزل معه بالحجر الأسود وبقبضة من ورق الجنة ، فبثه في
الهند فنبتت شجرة الطيب هناك . وعن
ابن عمر قال : أهبط
آدم بالصفا ، وحواء
بالمروة . رواه
ابن أبي حاتم أيضا .
وقال
عبد الرزاق : قال
معمر : أخبرني
عوف ، عن
قسامة بن زهير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري قال : إن الله حين أهبط
آدم من الجنة إلى الأرض علمه صنعة كل شيء ، وزوده من ثمار الجنة . فثماركم هذه من ثمار الجنة غير أن هذه تتغير ، وتلك لا تتغير . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في مستدركه : أنبأنا
nindex.php?page=showalam&ids=12974أبو بكر بن بالويه ، عن
محمد بن أحمد بن النضر ، عن
معاوية بن عمرو ، عن
زائدة ، عن
عمار بن أبي معاوية البجلي ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509665ما أسكن آدم الجنة إلا ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس . ثم قال : صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه .
وفي صحيح
مسلم من حديث
الزهري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13724الأعرج ، عن أبي
[ ص: 188 ] هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509666خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة ; فيه خلق آدم ، وفيه أدخل الجنة ، وفيه أخرج منها . وفي الصحيح من وجه آخر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509667وفيه تقوم الساعة . وقال أحمد : حدثنا
محمد بن مصعب ، حدثنا
الأوزاعي ، عن
أبي عمار ، عن
عبد الله بن فروخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509668خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة ; فيه خلق آدم ، وفيه أدخل الجنة ، وفيه أخرج منها ، وفيه تقوم الساعة . وإسناده على شرط
مسلم .
فأما الحديث الذي رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=13890أبي القاسم البغوي ، حدثنا
محمد بن جعفر الوركاني ، حدثنا
سعيد بن ميسرة ، عن
أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" هبط آدم وحواء عريانين جميعا عليهما ورق الجنة ، فأصابه الحر حتى قعد يبكي ، ويقول لها : يا حواء قد أذاني الحر " قال : " فجاءه جبريل بقطن ، وأمرها أن تغزل ، وعلمها ، وأمر آدم بالحياكة ، وعلمه أن ينسج . وقال : كان آدم لم يجامع امرأته في الجنة حتى هبط منها للخطيئة التي أصابتهما بأكلهما من الشجرة " قال : " وكان كل واحد منهما ينام على حدة ينام أحدهما في البطحاء ، والآخر من ناحية أخرى حتى أتاه جبريل فأمره أن يأتي أهله " قال : " وعلمه كيف يأتيها ، فلما أتاها جاءه جبريل فقال : كيف وجدت امرأتك ؟ قال : صالحة " . فإنه حديث غريب ، ورفعه منكر جدا ، وقد يكون من كلام بعض السلف .
وسعيد بن ميسرة هذا هو
أبو عمران البكري البصري . قال فيه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري :
[ ص: 189 ] منكر الحديث . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : يروي الموضوعات . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي : مظلم الأمر .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=37فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم [ البقرة : 37 ] . قيل : هي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=23ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين [ الأعراف : 23 ] . روي هذا عن
مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير ،
nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبي العالية ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354والربيع بن أنس ،
والحسن ،
وقتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14980ومحمد بن كعب ،
nindex.php?page=showalam&ids=15802وخالد بن معدان ،
nindex.php?page=showalam&ids=16566وعطاء الخراساني ، nindex.php?page=showalam&ids=16327وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم . وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16596علي بن الحسين بن إشكاب ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16627علي بن عاصم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة ، عن
قتادة ، عن
الحسن ، عن
أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
قال آدم عليه السلام : أرأيت يا رب إن تبت ورجعت أعائدي إلى الجنة . قال : نعم . فذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=37فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه . وهذا غريب من هذا الوجه ، وفيه انقطاع .
وقال
ابن أبي نجيح : عن
مجاهد قال : الكلمات : اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك خير الغافرين ، اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك خير الراحمين ، اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك رب إني ظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في
[ ص: 190 ] مستدركه من طريق
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس في قوله فتلقى
آدم من ربه كلمات فتاب عليه . قال : قال :
آدم يا رب ألم تخلقني بيدك . قيل له : بلى . ونفخت في من روحك . قيل له : بلى . وعطست ، فقلت : يرحمك الله ، وسبقت رحمتك غضبك . قيل له : بلى . وكتبت علي أن أعمل هذا . قيل له : بلى . قال : أفرأيت إن تبت هل أنت راجعي إلى الجنة ؟ . قال : نعم . ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم أيضا ،
nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر من طريق
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن جده ، عن
عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509671لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب أسألك بحق محمد إلا غفرت لي . فقال الله : فكيف عرفت محمدا ولم أخلقه بعد . فقال : يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ، ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا : لا إله إلا الله محمد رسول الله . فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك . فقال الله : صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي ، وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك ، ولولا محمد ما خلقتك . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي تفرد به
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من هذا الوجه ، وهو ضعيف ، والله أعلم . وهذه الآية كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=121وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى [ طه : 21 22 ] .
[ ص: 161 ] بَابُ مَا وَرَدَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=31808خَلْقِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [ الْبَقَرَةِ : 30 - 31 ] . وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=59إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [ آلِ عِمْرَانَ : 59 ] .
[ ص: 162 ] وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [ النِّسَاءِ : 1 ] . كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [ الْحُجُرَاتِ : 13 ] . وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=189هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا [ الْأَعْرَافِ : 189 ] . الْآيَةَ .
[ ص: 163 ] وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=11وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ [ الْأَعْرَافِ : 11 - 25 ] .
[ ص: 163 ] كَمَا قَالَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى [ طه : 55 ] . وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=26وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ [ الْحِجْرِ 26 - 44 ] .
وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=61وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=63قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=64وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=65إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا [ الْإِسْرَاءِ : 61 - 65 ] .
[ ص: 164 ] وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا [ الْكَهْفِ : 50 ] . وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=115وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى [ طه : 115 - 126 ] .
[ ص: 165 ] وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=67قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=69مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=70إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=71إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=72فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=73فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=75قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=76قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=77قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=78وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=79قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=80قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=81إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=82قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=83إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=84قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=86قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=87إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=88وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ [ ص : 67 - 88 ] .
فَهَذَا ذِكْرُ هَذِهِ الْقِصَّةِ مِنْ مَوَاضِعَ مُتَفَرِّقَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ ، وَقَدْ تَكَلَّمْنَا عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ فِي التَّفْسِيرِ . وَلْنَذْكُرْ هَاهُنَا مَضْمُونَ مَا دَلَّتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَاتُ الْكَرِيمَاتُ ، وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهَا مِنَ الْأَحَادِيثِ الْوَارِدَةِ فِي ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ .
فَأَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ خَاطَبَ الْمَلَائِكَةَ قَائِلًا لَهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً . أَعْلَمَ بِمَا يُرِيدُ أَنْ يَخْلُقَ مِنْ
آدَمَ وَذُرِّيَّتِهِ الَّذِينَ يُخْلِفُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=165وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ [ الْأَنْعَامِ : 165 ] . وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=62وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ [ النَّمْلِ : 62 ] . فَأَخْبَرَهُمْ بِذَلِكَ عَلَى سَبِيلِ التَّنْوِيهِ بِخَلْقِ
آدَمَ وَذُرِّيَّتِهِ ، كَمَا يُخْبِرُ بِالْأَمْرِ الْعَظِيمِ قَبْلَ كَوْنِهِ . فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ سَائِلِينَ عَلَى وَجْهِ الِاسْتِكْشَافِ وَالِاسْتِعْلَامِ عَنْ وَجْهِ الْحِكْمَةِ لَا
[ ص: 166 ] عَلَى وَجْهِ الِاعْتِرَاضِ وَالتَّنَقُّصِ لِبَنِي آدَمَ وَالْحَسَدِ لَهُمْ ، كَمَا قَدْ يَتَوَهَّمُهُ بَعْضُ جَهَلَةِ الْمُفَسِّرِينَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ . قِيلَ : عَلِمُوا أَنَّ ذَلِكَ كَائِنٌ بِمَا رَأَوْا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَ
آدَمَ مِنَ الْحِنِّ وَالْبِنِّ . قَالَهُ
قَتَادَةُ .
وَقَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ كَانَتِ الْحِنُّ وَالْبِنُّ قَبْلَ
آدَمَ بِأَلْفَيْ عَامٍ ، فَسَفَكُوا الدِّمَاءَ فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ جُنْدًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَطَرَدُوهُمْ إِلَى جَزَائِرِ الْبُحُورِ ، وَعَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ نَحْوَهُ ، وَعَنِ
الْحَسَنِ أُلْهِمُوا ذَلِكَ . وَقِيلَ : لِمَا اطَّلَعُوا عَلَيْهِ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ . فَقِيلَ : أَطْلَعَهُمْ عَلَيْهِ
هَارُوتُ وَمَارُوتُ عَنْ مَلَكٍ فَوْقَهُمَا يُقَالُ لَهُ : السِّجِلُّ . رَوَاهُ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11958أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ . وَقِيلَ : لِأَنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّ الْأَرْضَ لَا يَخْلُقُ مِنْهَا إِلَّا مَنْ يَكُونُ بِهَذِهِ الْمَثَابَةِ غَالِبًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ . أَيْ : نَعْبُدُكَ دَائِمًا لَا يَعْصِيكَ مِنَّا أَحَدٌ ، فَإِنْ كَانَ الْمُرَادُ بِخَلْقِ هَؤُلَاءِ أَنْ يَعْبُدُوكَ فَهَا نَحْنُ لَا نَفْتُرُ لَيْلًا وَلَا نَهَارًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا . أَيْ : أَعْلَمُ مِنَ الْمَصْلَحَةِ الرَّاجِحَةِ فِي خَلْقِ هَؤُلَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30مَا لَا تَعْلَمُونَ . أَيْ : سَيُوجَدُ مِنْهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالْمُرْسَلُونَ ، وَالصِّدِّيقُونَ ، وَالشُّهَدَاءُ . ثُمَّ بَيَّنَ لَهُمْ شَرَفَ
آدَمَ عَلَيْهِمْ فِي الْعِلْمِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=31وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : هِيَ هَذِهِ الْأَسْمَاءُ الَّتِي يَتَعَارَفُ بِهَا النَّاسُ ; إِنْسَانٌ ، وَدَابَّةٌ ، وَأَرْضٌ ، وَسَهْلٌ ، وَبَحْرٌ ، وَجَبَلٌ ، وَجَمَلٌ ، وَحِمَارٌ ،
[ ص: 167 ] وَأَشْبَاهُ ذَلِكَ مِنَ الْأُمَمِ وَغَيْرِهَا . وَفِي رِوَايَةٍ : عَلَّمَهُ اسْمَ الصَّحْفَةِ ، وَالْقِدْرِ حَتَّى الْفَسْوَةِ وَالْفُسَيَّةِ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : عَلَّمَهُ اسْمَ كُلِّ دَابَّةٍ ، وَكُلِّ طَيْرٍ ، وَكُلِّ شَيْءٍ .
وَكَذَا قَالَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ،
وَقَتَادَةُ ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ . وَقَالَ
الرَّبِيعُ : عَلَّمَهُ أَسْمَاءَ الْمَلَائِكَةِ . وَقَالَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ : عَلَّمَهُ أَسْمَاءَ ذُرِّيَّتِهِ . وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ عَلَّمَهُ أَسْمَاءَ الذَّوَاتِ ، وَأَفْعَالَهَا مُكَبَّرَهَا وَمُصَغَّرَهَا ، كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ
ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ هُنَا مَا رَوَاهُ هُوَ ،
وَمُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ
سَعِيدٍ ،
وَهِشَامٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509653يَجْتَمِعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُونَ لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ ، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ . وَذَكَرَ تَمَامَ الْحَدِيثِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=31ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ خَلْقَ
آدَمَ ، قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ : لَا يَخْلُقُ رَبُّنَا خَلْقًا إِلَّا كُنَّا أَعْلَمَ مِنْهُ . فَابْتُلُوا بِهَذَا . وَذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=23إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . وَقِيلَ : غَيْرُ ذَلِكَ ، كَمَا بَسَطْنَاهُ فِي التَّفْسِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=32قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ . أَيْ : سُبْحَانَكَ أَنْ يُحِيطَ أَحَدٌ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِكَ مِنْ غَيْرِ تَعْلِيمِكَ ،
[ ص: 168 ] كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=255وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ [ الْبَقَرَةِ : 255 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=33قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ . أَيْ أَعْلَمُ السِّرَّ كَمَا أَعْلَمُ الْعَلَانِيَةَ . وَقِيلَ : إِنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=33وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ . مَا قَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا . وَبِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=33وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ . الْمُرَادُ بِهَذَا الْكَلَامِ إِبْلِيسُ وَمَا أَسَرَّهُ وَكَتَمَهُ فِي نَفْسِهِ مِنَ الْكِبَرِ وَالْعَدَاوَةِ
لِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ . قَالَهُ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ ،
وَالضَّحَّاكُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004وَالثَّوْرِيُّ ، وَاخْتَارَهُ
ابْنُ جَرِيرٍ . وَقَالَ
أَبُو الْعَالِيَةِ ،
وَالرَّبِيعُ ،
وَالْحَسَنُ ،
وَقَتَادَةُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=33وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ . قَوْلُهُمْ : لَنْ يَخْلُقَ رَبُّنَا خَلْقًا إِلَّا كُنَّا أَعْلَمَ مِنْهُ ، وَأَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنْهُ . قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=34وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ . هَذَا إِكْرَامٌ عَظِيمٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى
لِآدَمَ حِينَ خَلَقَهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ، كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=29فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ [ الْحِجْرِ : 29 ] . فَهَذِهِ
nindex.php?page=treesubj&link=31821_31770_31812أَرْبَعُ تَشْرِيفَاتٍ خَلْقُهُ لَهُ بِيَدِهِ الْكَرِيمَةِ ، وَنَفْخُهُ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ، وَأَمْرُهُ الْمَلَائِكَةَ بِالسُّجُودِ لَهُ ، وَتَعْلِيمُهُ أَسْمَاءَ الْأَشْيَاءِ ، وَلِهَذَا قَالَ لَهُ
مُوسَى الْكِلِيمُ حِينَ اجْتَمَعَ هُوَ وَإِيَّاهُ فِي الْمَلَأِ الْأَعْلَى ، وَتَنَاظَرَا ، كَمَا سَيَأْتِي : أَنْتَ
آدَمُ أَبُو الْبَشَرِ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ ، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ . وَهَكَذَا يَقُولُ لَهُ أَهْلُ الْمَحْشَرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، كَمَا تَقَدَّمَ ، وَكَمَا سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .
[ ص: 169 ] وَقَالَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=11وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ [ الْأَعْرَافِ : 11 - 12 ] . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ : قَاسَ إِبْلِيسُ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ قَاسَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16972مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ : أَوَّلُ مَنْ قَاسَ إِبْلِيسُ ، وَمَا عُبِدَتِ الشَّمْسُ وَلَا الْقَمَرُ إِلَّا بِالْمَقَايِيسِ . رَوَاهُمَا
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ . وَمَعْنَى هَذَا أَنَّهُ نَظَرَ نَفْسَهُ بِطَرِيقِ الْمُقَايَسَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ
آدَمَ فَرَأَى نَفْسَهُ أَشْرَفَ مِنْ
آدَمَ فَامْتَنَعَ مِنَ السُّجُودِ لَهُ ، مَعَ وُجُودِ الْأَمْرِ لَهُ وَلِسَائِرِ الْمَلَائِكَةِ بِالسُّجُودِ ، وَالْقِيَاسُ إِذَا كَانَ مُقَابِلًا بِالنَّصِّ كَانَ فَاسِدَ الِاعْتِبَارِ ، ثُمَّ هُوَ فَاسِدٌ فِي نَفْسِهِ فَإِنَّ الطِّينَ أَنْفَعُ وَخَيْرٌ مِنَ النَّارِ فَإِنَّ الطِّينَ فِيهِ ; الرَّزَانَةُ ، وَالْحِلْمُ ، وَالْأَنَاةُ ، وَالنُّمُوُّ ، وَالنَّارُ فِيهَا ; الطَّيْشُ ، وَالْخِفَّةُ ، وَالسُّرْعَةُ ، وَالْإِحْرَاقُ . ثُمَّ
آدَمُ شَرَّفَهُ اللَّهُ بِخَلْقِهِ لَهُ بِيَدِهِ ، وَنَفْخِهِ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ، وَلِهَذَا أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ بِالسُّجُودِ لَهُ ، كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=28وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ [ الْحِجْرِ : 28 - 35 ] . اسْتَحَقَّ هَذَا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ; لِأَنَّهُ اسْتَلْزَمَ تَنَقُّصُهُ
لِآدَمَ وَازْدِرَاؤُهُ بِهِ
[ ص: 170 ] وَتَرَفُّعُهُ عَلَيْهِ مُخَالَفَةَ الْأَمْرِ الْإِلِهِيِّ ، وَمُعَانَدَةَ الْحَقِّ فِي النَّصِّ عَلَى
آدَمَ عَلَى التَّعْيِينِ ، وَشَرَعَ فِي الِاعْتِذَارِ بِمَا لَا يُجْدِي عَنْهُ شَيْئًا ، وَكَانَ اعْتِذَارُهُ أَشَدَّ مِنْ ذَنْبِهِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي سُورَةِ سُبْحَانَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=61وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=63قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=64وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=65إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا [ الْإِسْرَاءِ : 61 - 65 ] .
وَقَالَ فِي سُورَةِ الْكَهْفِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ [ الْكَهْفِ : 50 ] . أَيْ : خَرَجَ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ عَمْدًا وَعِنَادًا وَاسْتِكْبَارًا عَنِ امْتِثَالِ أَمْرِهِ ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِأَنَّهُ خَانَهُ طَبْعُهُ وَمَادَّتُهُ النَّارِيَّةُ الْخَبِيثَةُ أَحْوَجَ مَا كَانَ إِلَيْهَا . فَإِنَّهُ مَخْلُوقٌ مِنْ نَارٍ ، كَمَا قَالَ . وَكَمَا قَدَّمْنَا فِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ ، عَنْ
عَائِشَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509654خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ ، nindex.php?page=treesubj&link=31766وَخُلِقَتِ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ : لَمْ يَكُنْ إِبْلِيسُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ طَرْفَةَ عَيْنٍ قَطُّ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16128شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ : كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَلَمَّا أَفْسَدُوا فِي الْأَرْضِ بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ جُنْدًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَقَتَلُوهُمْ ، وَأَجْلَوْهُمْ إِلَى جَزَائِرِ الْبِحَارِ ، وَكَانَ إِبْلِيسُ مِمَّنْ أُسِرَ فَأَخَذُوهُ مَعَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فَكَانَ هُنَاكَ فَلَمَّا أُمِرَتِ الْمَلَائِكَةُ بِالسُّجُودِ امْتَنَعَ إِبْلِيسُ
[ ص: 171 ] مِنْهُ . وَقَالَ
ابْنُ مَسْعُودٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ ، وَجَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15990وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، وَآخَرُونَ : كَانَ إِبْلِيسُ رَئِيسَ الْمَلَائِكَةِ بِالسَّمَاءِ الدُّنْيَا . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : وَكَانَ اسْمُهُ عَزَازِيلَ . وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ : الْحَارِثُ . قَالَ
النَّقَّاشُ : وَكُنْيَتُهُ أَبُو كُرْدُوسَ . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : وَكَانَ مِنْ حَيٍّ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يُقَالُ لَهُمْ : الْحِنُّ ، وَكَانُوا خُزَّانَ الْجِنَانِ ، وَكَانَ مِنْ أَشْرَفِهِمْ ، وَأَكْثَرِهِمْ عِلْمًا وَعِبَادَةً ، وَكَانَ مِنْ أُولِى الْأَجْنِحَةِ الْأَرْبَعَةِ ، فَمَسَخَهُ اللَّهُ شَيْطَانًا رَجِيمًا . وَقَالَ فِي سُورَةِ ص :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=71إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=72فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=73فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=74إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=75قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=76قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=77قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=78وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=79قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=80قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=81إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=82قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=83إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=84قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=85لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ [ ص : 71 - 85 ] . وَقَالَ فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=16قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ [ الْأَعْرَافِ : 16 - 17 ] . أَيْ : بِسَبَبِ إِغْوَائِكَ إِيَّايَ لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ، وَلِآتِيَنَّهُمْ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ مِنْهُمْ . فَالسَّعِيدُ مَنْ خَالَفَهُ ، وَالشَّقِيُّ مَنِ اتَّبَعَهُ .
كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11920هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنَا أَبُو
عَقِيلٍ هُوَ [ ص: 172 ] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَقِيلٍ الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنَا
مُوسَى بْنُ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15957سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ
سَبْرَةَ بْنِ أَبِي الْفَاكِهِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509655إِنَّ الشَّيْطَانَ يَقْعُدُ لِابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ كَمَا قَدَّمْنَاهُ فِي صِفَةِ إِبْلِيسَ .
وَقَدِ اخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=31770الْمَلَائِكَةِ الْمَأْمُورِينَ بِالسُّجُودِ لِآدَمَ ، أَهُمْ جَمِيعُ الْمَلَائِكَةِ ؟ كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ عُمُومُ الْآيَاتِ ، وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ ، أَوِ الْمُرَادُ بِهِمْ مَلَائِكَةُ الْأَرْضِ ؟ كَمَا رَوَاهُ
ابْنُ جَرِيرٍ مِنْ طَرِيقِ
الضَّحَّاكِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَفِيهِ انْقِطَاعٌ ، وَفِي السِّيَاقِ نَكَارَةٌ ، وَإِنْ كَانَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ قَدْ رَجَّحَهُ ، وَلَكِنَّ الْأَظْهَرَ مِنَ السِّيَاقَاتِ الْأَوَّلُ ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509656وَأَسْجَدَ لَهُ مَلَائِكَتَهُ . وَهَذَا عُمُومٌ أَيْضًا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى لِإِبْلِيسَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=13فَاهْبِطْ مِنْهَا وَاخْرُجْ مِنْهَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ كَانَ فِي السَّمَاءِ ، فَأُمِرَ بِالْهُبُوطِ مِنْهَا وَالْخُرُوجِ مِنَ الْمَنْزِلَةِ وَالْمَكَانَةِ الَّتِي كَانَ قَدْ نَالَهَا بِعِبَادَتِهِ وَتَشَبُّهِهِ بِالْمَلَائِكَةِ فِي الطَّاعَةِ وَالْعِبَادَةِ ، ثُمَّ سَلَبَ ذَلِكَ بِكِبْرِهِ وَحَسَدِهِ وَمُخَالَفَتِهِ لِرَبِّهِ ، فَأُهْبِطَ إِلَى الْأَرْضِ مَذْءُومًا مَدْحُورًا ، وَأَمَرَ اللَّهُ
آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ يَسْكُنَ هُوَ وَزَوْجَتُهُ الْجَنَّةَ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=35وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ [ الْبَقَرَةِ : 35 ] . وَقَالَ فِي الْأَعْرَافِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=18قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ [ الْأَعْرَافِ : 18 - 19 ] .
[ ص: 173 ] وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=116وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى [ طه : 116 - 119 ] . وَسِيَاقُ هَذِهِ الْآيَاتِ يَقْتَضِي أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31808خَلْقَ حَوَّاءَ كَانَ قَبْلَ دُخُولِ آدَمَ الْجَنَّةَ لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=19وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ . وَهَذَا قَدْ صَرَّحَ بِهِ
ابْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ ، وَهُوَ ظَاهِرُ هَذِهِ الْآيَاتِ .
وَلَكِنْ حَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ ، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ ،
وَأَبِي مَالِكٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَنْ
مُرَّةَ ، عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَعَنْ نَاسٍ مِنَ الصَّحَابَةِ أَنَّهُمْ قَالُوا : أُخْرِجَ إِبْلِيسُ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَأُسْكِنَ
آدَمُ الْجَنَّةَ فَكَانَ يَمْشِي فِيهَا وَحْشًا ، لَيْسَ لَهُ فِيهَا زَوْجٌ يَسْكُنُ إِلَيْهَا فَنَامَ نَوْمَةً فَاسْتَيْقَظَ وَعِنْدَ رَأْسِهِ امْرَأَةٌ قَاعِدَةٌ خَلَقَهَا اللَّهُ مِنْ ضِلْعِهِ ، فَسَأَلَهَا مَنْ أَنْتِ ؟ قَالَتْ : امْرَأَةٌ . قَالَ : وَلِمَا خُلِقْتِ؟ . قَالَتْ : لِتَسْكُنَ إِلَيَّ . فَقَالَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ يَنْظُرُونَ مَا بَلَغَ مِنْ عِلْمِهِ : مَا اسْمُهَا يَا
آدَمُ . قَالَ : حَوَّاءُ . قَالُوا : وَلِمَ كَانَتْ حَوَّاءَ ؟ قَالَ : لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ شَيْءٍ حَيٍّ . وَذَكَرَ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعِهِ الْأَقْصَرِ الْأَيْسَرِ وَهُوَ نَائِمٌ ، وَلَأَمَ مَكَانَهُ لَحْمًا . وَمِصْدَاقُ هَذَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً [ النَّسَاءِ : 1 ] . الْآيَةَ ، وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=189هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ [ الْأَعْرَافِ : 189 ] .
[ ص: 174 ] الْآيَةَ . وَسَنَتَكَلَّمُ عَلَيْهَا فِيمَا بَعْدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ
زَائِدَةَ ، عَنْ
مَيْسَرَةَ الْأَشْجَعِيِّ ، عَنْ
أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509657اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعٍ ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلْعِ أَعْلَاهُ ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا . لَفْظُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ .
وَقَدِ اخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=31818_28973قَوْلِهِ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=19وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ . فَقِيلَ هِيَ الْكَرْمُ . وَرَوَى عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيِّ ،
وَجَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ ،
وَمُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيِّ فِي رِوَايَةٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنِ مَسْعُودٍ ، وَنَاسٍ مِنَ الصَّحَابَةِ قَالَ : وَتَزْعُمُ
يَهُودُ أَنَّهَا الْحِنْطَةُ . وَهَذَا مَرْوِيٌّ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ،
وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16574وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ ،
وَأَبِي مَالِكٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16883وَمُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16330وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى . قَالَ
وَهْبٌ : وَالْحَبَّةُ مِنْهُ أَلْيَنُ مِنَ الزَّبَدِ ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ . وَقَالَ
الثَّوْرِيُّ ، عَنْ
حُصَيْنٍ ، عَنْ
أَبِي مَالِكٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=19وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ . هِيَ النَّخْلَةُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ : هِيَ التِّينَةُ . وَبِهِ قَالَ
قَتَادَةُ ،
وَابْنُ [ ص: 175 ] جُرَيْجٍ . وَقَالَ
أَبُو الْعَالِيَةِ : كَانَتْ شَجَرَةً مَنْ أَكَلَ مِنْهَا أَحْدَثَ ، وَلَا يَنْبَغِي فِي الْجَنَّةِ حَدَثٌ .
وَهَذَا الْخِلَافُ قَرِيبٌ . وَقَدْ أَبْهَمَ اللَّهُ ذِكْرَهَا وَتَعْيِينَهَا ، وَلَوْ كَانَ فِي ذِكْرِهَا مَصْلَحَةٌ تَعُودُ إِلَيْنَا لَعَيَّنَهَا لَنَا ، كَمَا فِي غَيْرِهَا مِنَ الْمُحَالِّ الَّتِي تُبْهَمُ فِي الْقُرْآنِ .
وَإِنَّمَا الْخِلَافُ الَّذِي ذَكَرُوهُ فِي أَنَّ هَذِهِ
nindex.php?page=treesubj&link=31809الْجَنَّةَ الَّتِي أُسْكِنَهَا آدَمُ ، هَلْ هِيَ فِي السَّمَاءِ أَوْ فِي الْأَرْضِ ؟ هُوَ الْخِلَافُ الَّذِي يَنْبَغِي فَصْلُهُ وَالْخُرُوجُ مِنْهُ . وَالْجُمْهُورُ عَلَى أَنَّهَا هِيَ الَّتِي فِي السَّمَاءِ ، وَهِيَ جَنَّةُ الْمَأْوَى ، لِظَاهِرِ الْآيَاتِ وَالْأَحَادِيثِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=35وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ [ الْبَقَرَةِ : 175 ] . وَالْأَلِفُ وَاللَّامُ لَيْسَتْ لِلْعُمُومِ ، وَلَا لِمَعْهُودٍ لَفْظِيٍّ ، وَإِنَّمَا تَعُودُ عَلَى مَعْهُودٍ ذِهْنِيٍّ ، وَهُوَ الْمُسْتَقِرُّ شَرْعًا مِنْ جَنَّةِ الْمَأْوَى ، وَكَقَوْلِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ
لِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509658عَلَامَ أَخْرَجْتَنَا وَنَفْسَكَ مِنَ الْجَنَّةِ . الْحَدِيثَ . كَمَا سَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَيْهِ . وَرَوَى
مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=12139أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ ، وَاسْمُهُ
سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11974أَبِي حَازِمٍ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ،
وَأَبُو مَالِكٍ ، عَنْ
رِبْعِيٍّ ، عَنْ
حُذَيْفَةَ قَالَا : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509659يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ فَيَقُومُ الْمُؤْمِنُونَ حِينَ تَزْلُفُ لَهُمُ الْجَنَّةُ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ يَا أَبَانَا اسْتَفْتِحْ لَنَا الْجَنَّةَ فَيَقُولُ : وَهَلْ أَخْرَجَكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا خَطِيئَةُ أَبِيكُمْ ! . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ ، وَهَذَا فِيهِ قُوَّةٌ جَيِّدَةٌ ظَاهِرَةٌ فِي الدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ، وَلَيْسَتْ تَخْلُو عَنْ نَظَرٍ .
[ ص: 176 ] وَقَالَ آخَرُونَ بَلِ
nindex.php?page=treesubj&link=31809الْجَنَّةُ الَّتِي أُسْكِنَهَا آدَمُ لَمْ تَكُنْ جَنَّةَ الْخُلْدِ ; لِأَنَّهُ كُلِّفَ فِيهَا أَنْ لَا يَأْكُلَ مِنْ تِلْكَ الشَّجَرَةِ ، وَلِأَنَّهُ نَامَ فِيهَا وَأَخْرَجَ مِنْهَا ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ إِبْلِيسُ فِيهَا ، وَهَذَا مِمَّا يُنَافِي أَنْ تَكُونَ جَنَّةَ الْمَأْوَى . وَهَذَا الْقَوْلُ مَحْكِيٌّ ، عَنْ
أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16008وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ . وَاخْتَارَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي الْمَعَارِفِ ،
وَالْقَاضِي مُنْذِرُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَلُّوطِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ ، وَأُفْرِدَ لَهُ مُصَنَّفًا عَلَى حِدَةٍ ، وَحَكَاهُ عَنْ
أَبِي حَنِيفَةَ الْإِمَامِ وَأَصْحَابِهِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ . وَنَقَلَهُ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الرَّازِيُّ ابْنُ خَطِيبِ الرَّيِّ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ
أَبِي الْقَاسِمِ الْبَلْخِيِّ ،
وَأَبِي مُسْلِمٍ الْأَصْبَهَانِيِّ . وَنَقَلَهُ
الْقُرْطُبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ عَنِ
الْمُعْتَزِلَةِ ،
وَالْقَدَرِيَّةِ . وَهَذَا الْقَوْلُ هُوَ نَصُّ التَّوْرَاةِ الَّتِي بِأَيْدِي أَهْلِ الْكِتَابِ . وَمِمَّنْ حَكَى الْخِلَافَ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ
أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ فِي " الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ "
وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عَطِيَّةَ فِي تَفْسِيرِهِ ،
وَأَبُو عِيسَى الرُّمَّانِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ .
وَحَكَى عَنِ الْجُمْهُورِ الْأَوَّلَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14343وَأَبُو الْقَاسِمِ الرَّاغِبُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15151وَالْقَاضِي الْمَاوَرْدِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ فَقَالَ : وَاخْتُلِفَ فِي الْجَنَّةِ الَّتِي أُسْكِنَاهَا يَعْنِي
آدَمَ وَحَوَّاءَ عَلَى قَوْلَيْنِ ; أَحَدُهُمَا : أَنَّهَا جَنَّةُ الْخُلْدِ . الثَّانِي : جَنَّةٌ أَعَدَّهَا اللَّهُ لَهُمَا ، وَجَعَلَهَا دَارَ ابْتِلَاءٍ ، وَلَيْسَتْ جَنَّةَ الْخُلْدِ الَّتِي جَعَلَهَا دَارَ جَزَاءٍ . وَمَنْ قَالَ : بِهَذَا اخْتَلَفُوا عَلَى قَوْلَيْنِ ; أَحَدُهُمَا : أَنَّهَا فِي السَّمَاءِ ، لِأَنَّهُ أَهْبَطَهُمَا مِنْهَا . وَهَذَا قَوْلُ
الْحَسَنِ ، وَالثَّانِي :
[ ص: 177 ] أَنَّهَا فِي الْأَرْضِ ، لِأَنَّهُ امْتَحَنَهُمَا فِيهَا بِالنَّهْيِ عَنِ الشَّجَرَةِ الَّتِي نَهَيَا عَنْهَا دُونَ غَيْرِهَا مِنَ الثِّمَارِ . وَهَكَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابْنِ جُبَيْرٍ ، وَكَانَ ذَلِكَ بَعْدَ أَنْ أَمَرَ إِبْلِيسَ بِالسُّجُودِ
لِآدَمَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ مِنْ ذَلِكَ ، هَذَا كَلَامُهُ .
فَقَدْ تَضَمَّنَ كَلَامُهُ حِكَايَةَ أَقْوَالٍ ثَلَاثَةٍ ، وَأَشْعَرَ كَلَامُهُ أَنَّهُ مُتَوَقِّفٌ فِي الْمَسْأَلَةِ ، وَلِهَذَا حَكَى
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ أَرْبَعَةَ أَقْوَالٍ ، هَذِهِ الثَّلَاثَةُ الَّتِي أَوْرَدَهَا
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ وَرَابِعُهَا : الْوَقْفُ . وَرَجَّحَ الْقَوْلَ الْأَوَّلَ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَحَكَى الْقَوْلَ بِأَنَّهَا فِي السَّمَاءِ وَلَيْسَتْ جَنَّةَ الْمَأْوَى عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13980أَبِي عَلِيٍّ الْجُبَّائِيِّ .
وَقَدْ أَوْرَدَ أَصْحَابُ الْقَوْلِ الثَّانِي سُؤَالًا يَحْتَاجُ مِثْلُهُ إِلَى جَوَابٍ فَقَالُوا : لَا شَكَّ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى طَرَدَ إِبْلِيسَ حِينَ امْتَنَعَ مِنَ السُّجُودِ عَنِ الْحَضْرَةِ الْإِلَهِيَّةِ ، وَأَمَرَهُ بِالْخُرُوجِ عَنْهَا وَالْهُبُوطِ مِنْهَا ، وَهَذَا الْأَمْرُ لَيْسَ مِنَ الْأَوَامِرِ الشَّرْعِيَّةِ بِحَيْثُ يُمْكِنُ مُخَالَفَتُهُ ، وَإِنَّمَا هُوَ أَمْرٌ قَدَرِيٌّ لَا يُخَالَفُ وَلَا يُمَانَعُ ، وَلِهَذَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=18اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا [ الْأَعْرَافِ : 18 ] . وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=13اهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا [ الْأَعْرَافِ : 13 ] . وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=34اخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ [ الْحِجْرِ : 34 ] . وَالضَّمِيرُ عَائِدٌ إِلَى الْجَنَّةِ أَوِ السَّمَاءِ أَوِ الْمَنْزِلَةِ ، وَأَيًّا مَا كَانَ ، فَمَعْلُومٌ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ الْكَوْنُ بَعْدَ هَذَا فِي الْمَكَانِ الَّذِي طُرِدَ عَنْهُ ، وَأَبْعَدُ مِنْهُ لَا عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِقْرَارِ ، وَلَا عَلَى سَبِيلِ الْمُرُورِ وَالِاجْتِيَازِ . قَالُوا : وَمَعْلُومٌ مِنْ ظَاهِرِ سِيَاقَاتِ الْقُرْآنِ أَنَّهُ وَسْوَسَ
[ ص: 178 ] لِآدَمَ وَخَاطَبَهُ بِقَوْلِهِ لَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=120هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى [ طه : 120 ] . وَبِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=20مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ [ الْأَعْرَافِ : 20 21 ] . الْآيَةَ ، وَهَذَا ظَاهِرٌ فِي اجْتِمَاعِهِ مَعَهُمَا فِي جَنَّتِهِمَا ، وَقَدْ أُجِيبُوا عَنْ هَذَا بِأَنَّهُ لَا يَمْتَنِعُ أَنْ يَجْتَمِعَ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ عَلَى سَبِيلِ الْمُرُورِ فِيهَا لَا عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِقْرَارِ بِهَا ، أَوْ أَنَّهُ وَسْوَسَ لَهُمَا وَهُوَ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ ، أَوْ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ . وَفِي الثَّلَاثَةِ نَظَرٌ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَمِمَّا احْتَجَّ بِهِ أَصْحَابُ هَذِهِ الْمَقَالَةِ مَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16408عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ فِي الزِّيَادَاتِ عَنْ
هُدْبَةَ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ
حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ
حُمَيْدٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، عَنْ
عُتَيٍّ هُوَ ابْنُ ضَمْرَةَ السَّعْدِيُّ ، عَنْ
أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ : إِنَّ
آدَمَ لَمَّا احْتُضِرَ اشْتَهَى قِطْفًا مِنْ عِنَبِ الْجَنَّةِ ، فَانْطَلَقَ بَنُوهُ لِيَطْلُبُوهُ لَهُ ، فَلَقِيَتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ فَقَالُوا : أَيْنَ تُرِيدُونَ يَا بَنِي آدَمَ ؟ فَقَالُوا : إِنَّ أَبَانَا اشْتَهَى قِطْفًا مِنْ عِنَبِ الْجَنَّةِ . فَقَالُوا لَهُمْ : ارْجِعُوا فَقَدْ كُفِيتُمُوهُ فَانْتَهَوْا إِلَيْهِ فَقَبَضُوا رُوحَهُ ، وَغَسَّلُوهُ ، وَحَنَّطُوهُ ، وَكَفَّنُوهُ ، وَصَلَّى عَلَيْهِ
جِبْرِيلُ وَبَنُوهُ خَلْفَ الْمَلَائِكَةِ ، وَدَفَنُوهُ . وَقَالُوا : هَذِهِ سُنَّتُكُمْ فِي مَوْتَاكُمْ . وَسَيَأْتِي الْحَدِيثُ بِسَنَدِهِ ، وَتَمَامُ لَفْظِهِ عِنْدَ ذِكْرِ وَفَاةِ
آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ . قَالُوا : فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ الْوُصُولُ إِلَى الْجَنَّةِ الَّتِي كَانَ فِيهَا
آدَمُ الَّتِي اشْتَهَى مِنْهَا الْقِطْفُ مُمْكِنًا لَمَا ذَهَبُوا يَطْلُبُونَ ذَلِكَ ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّهَا فِي الْأَرْضِ لَا فِي السَّمَاءِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .
قَالُوا : وَالِاحْتِجَاجُ بِأَنَّ الْأَلِفَ وَاللَّامَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=19وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ .
[ ص: 179 ] لَمْ يَتَقَدَّمْ عَهْدٌ يُعُودُ عَلَيْهِ ، فَهُوَ الْمَعْهُودُ الذِّهْنِيُّ مُسَلَّمٌ ، وَلَكِنْ هُوَ مَا دَلَّ عَلَيْهِ سِيَاقُ الْكَلَامِ فَإِنَّ
آدَمَ خُلِقَ مِنَ الْأَرْضِ ، وَلَمْ يُنْقَلْ أَنَّهُ رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ . وَخُلِقَ لِيَكُونَ فِي الْأَرْضِ ، وَبِهَذَا أَعْلَمَ الرَّبُّ الْمَلَائِكَةَ حَيْثُ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً .
قَالُوا : وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=17إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ [ الْقَلَمِ : 17 ] . فَالْأَلِفُ وَاللَّامُ لَيْسَ لِلْعُمُومِ ، وَلَمْ يَتَقَدَّمْ مَعْهُودٌ لَفْظِيٌّ ، وَإِنَّمَا هِيَ لِلْمَعْهُودِ الذِّهْنِيِّ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ السِّيَاقُ وَهُوَ الْبُسْتَانُ .
قَالُوا : وَذِكْرُ الْهُبُوطِ لَا يَدُلُّ عَلَى النُّزُولِ مِنَ السَّمَاءِ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=48قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ [ هُودٍ : 48 ] . الْآيَةَ . وَإِنَّمَا كَانَ فِي السَّفِينَةِ حِينَ اسْتَقَرَّ عَلَى الْجُودِيِّ وَنَضَبَ الْمَاءُ عَنْ وَجْهِ الْأَرْضِ ، أُمِرَ أَنْ يَهْبِطَ إِلَيْهَا هُوَ وَمَنْ مَعَهُ مُبَارَكًا عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ . وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=61اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ [ الْبَقَرَةِ : 61 ] . الْآيَةَ . وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=74وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ [ الْبَقَرَةِ : 74 ] . الْآيَةَ . وَفِي الْأَحَادِيثِ وَاللُّغَةِ مِنْ هَذَا كَثِيرٌ .
قَالُوا : وَلَا مَانِعَ ، بَلْ هُوَ الْوَاقِعُ ، أَنَّ الْجَنَّةَ الَّتِي أُسْكِنَهَا
آدَمُ كَانَتْ مُرْتَفِعَةً عَنْ سَائِرِ بِقَاعِ الْأَرْضِ ذَاتِ أَشْجَارٍ ، وَثِمَارٍ ، وَظِلَالٍ ، وَنَعِيمٍ ، وَنَضْرَةٍ ، وَسُرُورٍ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=118إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى [ طه : 118 ] . أَيْ لَا يُذَلُّ بَاطِنُكَ بِالْجُوعِ ، وَلَا ظَاهِرُكَ بِالْعُرْيِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=119وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى [ طه : 119 ] . أَيْ لَا يَمَسُّ بَاطِنَكَ حَرُّ الظَّمَأِ ، وَلَا ظَاهِرَكَ حَرُّ الشَّمْسِ ، وَلِهَذَا قَرَنَ بَيْنَ هَذَا وَهَذَا ، وَبَيْنَ هَذَا وَهَذَا لِمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْمُقَابَلَةِ . فَلَمَّا كَانَ مِنْهُ مَا كَانَ مِنْ أَكْلِهِ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي نُهِيَ عَنْهَا أُهْبِطَ
[ ص: 180 ] إِلَى أَرْضِ الشَّقَاءِ ، وَالتَّعَبِ ، وَالنَّصَبِ ، وَالْكَدَرِ ، وَالسَّعْيِ ، وَالنَّكَدِ ، وَالِابْتِلَاءِ ، وَالِاخْتِبَارِ ، وَالِامْتِحَانِ ، وَاخْتِلَافِ السُّكَّانِ ; دِينًا ، وَأَخْلَاقًا ، وَأَعْمَالًا ، وَقُصُودًا ، وَإِرَادَاتٍ ، وَأَقْوَالًا ، وَأَفْعَالًا ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ [ الْبَقَرَةِ : 36 ] . وَلَا يَلْزَمُ مِنْ هَذَا أَنَّهُمْ كَانُوا فِي السَّمَاءِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=104وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا [ الْإِسْرَاءِ : 204 ] . وَمَعْلُومٌ أَنَّهُمْ كَانُوا فِيهَا لَمْ يَكُونُوا فِي السَّمَاءِ .
قَالُوا : وَلَيْسَ هَذَا الْقَوْلُ مُفَرَّعًا عَلَى قَوْلِ مَنْ يُنْكِرُ وُجُودَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ الْيَوْمَ ، وَلَا تَلَازُمَ بَيْنَهُمَا ، فَكُلُّ مَنْ حُكِيَ عَنْهُ هَذَا الْقَوْلُ مِنَ السَّلَفِ ، وَأَكْثَرِ الْخَلَفِ مِمَّنْ يُثْبِتُ وُجُودَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ الْيَوْمَ ، كَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ الْآيَاتُ ، وَالْأَحَادِيثُ الصِّحَاحُ ، كَمَا سَيَأْتِي إِيرَادُهَا فِي مَوْضِعِهَا ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا [ الْبَقَرَةِ : 36 ] . أَيْ : عَنِ الْجَنَّةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ . أَيْ : مِنَ النَّعِيمِ وَالنَّضْرَةِ وَالسُّرُورِ إِلَى دَارِ التَّعَبِ وَالْكَدِّ وَالنَّكَدِ ، وَذَلِكَ بِمَا وَسْوَسَ لَهُمَا وَزَيَّنَهُ فِي صُدُورِهِمَا ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=20فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ [ الْأَعْرَافِ : 20 ] . يَقُولُ : مَا نَهَاكُمَا عَنْ أَكْلِ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنَّ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ . أَيْ : وَلَوْ أَكَلْتُمَا مِنْهَا لَصِرْتُمَا كَذَلِكَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=21وَقَاسَمَهُمَا . أَيْ : حَلَفَ لَهُمَا عَلَى ذَلِكَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=21إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ [ الْأَعْرَافِ : 21 ] .
[ ص: 181 ] كَمَا قَالَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=120فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَاآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى [ طه : 120 ] . أَيْ : هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى الشَّجَرَةِ الَّتِي إِذَا أَكَلْتَ مِنْهَا حَصَلَ لَكَ الْخُلْدُ فِيمَا أَنْتَ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ ، وَاسْتَمْرَرْتَ فِي مُلْكٍ لَا يَبِيدُ وَلَا يَنْقَضِي ؟ وَهَذَا مِنَ التَّغْرِيرِ وَالتَّزْوِيرِ وَالْإِخْبَارِ بِخِلَافِ الْوَاقِعِ وَالْمَقْصُودُ أَنَّ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=120شَجَرَةِ الْخُلْدِ . الَّتِي إِذَا أَكَلْتَ مِنْهَا خَلَّدْتَ .
وَقَدْ تَكُونُ هِيَ الشَّجَرَةُ الَّتِي قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ
أَبِي الضَّحَّاكِ ، سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509660إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا ; شَجَرَةُ الْخُلْدِ . وَكَذَا رَوَاهُ أَيْضًا عَنْ
غُنْدَرٍ ،
وَحَجَّاجٍ ، عَنْ
شُعْبَةَ . وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14724أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ فِي مُسْنَدِهِ ، عَنْ
شُعْبَةَ أَيْضًا بِهِ .
قَالَ
غُنْدَرٌ : قُلْتُ
لِشُعْبَةَ : هِيَ شَجَرَةُ الْخُلْدِ . قَالَ : لَيْسَ فِيهَا هِيَ . تَفَرَّدَ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=22فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ [ الْأَعْرَافِ : 22 ] . كَمَا قَالَ فِي طه :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=121فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ . وَكَانَتْ حَوَّاءُ أَكَلَتْ مِنَ الشَّجَرَةِ قَبِلَ
آدَمَ ، وَهِيَ الَّتِي حَدَتْهُ عَلَى أَكْلِهَا ،
[ ص: 182 ] وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَعَلَيْهِ يُحْمَلُ الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ، حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ ، أَنْبَأَنَا
مَعْمَرٌ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17257هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509661لَوْلَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يَخْنَزِ اللَّحْمُ ، وَلَوْلَا حَوَّاءُ لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا . تَفَرَّدَ بِهِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ . وَأَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ
عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ
هَمَّامٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ بِهِ . وَرَوَاهُ أَحْمَدُ ،
وَمُسْلِمٌ ، عَنْ
هَارُونَ بْنِ مَعْرُوفٍ ، عَنْ
أَبِي وَهْبٍ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ حَارِثٍ ، عَنْ
أَبِي يُونُسَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ .
وَفِي كِتَابِ التَّوْرَاةِ الَّتِي بَيْنَ أَيْدِي أَهْلِ الْكِتَابِ أَنَّ الَّذِي دَلَّ حَوَّاءَ عَلَى الْأَكْلِ مِنَ الشَّجَرَةِ هِيَ الْحَيَّةُ ، وَكَانَتْ مِنْ أَحْسَنِ الْأَشْكَالِ ، وَأَعْظَمِهَا فَأَكَلَتْ حَوَّاءُ عَنْ قَوْلِهَا ، وَأَطْعَمَتْ
آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَلَيْسَ فِيهَا ذِكْرٌ لِإِبْلِيسَ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ انْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا ، وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ فَوَصَلَا مِنْ ، وَرَقِ التِّينِ ، وَعَمِلَا مَآزِرَ ، وَفِيهَا أَنَّهُمَا كَانَا عُرْيَانَيْنِ ، وَكَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ كَانَ لِبَاسُهُمَا نُورًا عَلَى فَرْجِهِ وَفَرْجِهَا .
وَهَذَا الَّذِي فِي هَذِهِ التَّوْرَاةِ الَّتِي بِأَيْدِيهِمْ غَلَطٌ مِنْهُمْ وَتَحْرِيفٌ وَخَطَأٌ فِي التَّعْرِيبِ ، فَإِنَّ نَقْلَ الْكَلَامِ مِنْ لُغَةٍ إِلَى لُغَةٍ لَا يَكَادُ يَتَيَسَّرُ لِكُلِّ أَحَدٍ ، وَلَا سِيَّمَا
[ ص: 183 ] مِمَّنْ لَا يَعْرِفُ كَلَامَ الْعَرَبِ جَيِّدًا ، وَلَا يُحِيطُ عِلْمًا بِفَهْمِ كِتَابِهِ أَيْضًا ، فَلِهَذَا وَقَعَ فِي تَعْرِيبِهِمْ لَهَا خَطَأٌ كَثِيرٌ لَفْظًا وَمَعْنَى ، وَقَدْ دَلَّ الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ عَلَى أَنَّهُ كَانَ عَلَيْهِمَا لِبَاسٌ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=27يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا . فَهَذَا لَا يَرُدُّ لِغَيْرِهِ مِنَ الْكَلَامِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16596عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنُ إِشْكَابٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16627عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12514سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، عَنْ
أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509662إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ رَجُلًا طِوَالًا كَثِيرَ شَعْرِ الرَّأْسِ كَأَنَّهُ نَخْلَةٌ سَحُوقٌ ، فَلَمَّا ذَاقَ الشَّجَرَةَ سَقَطَ عَنْهُ لِبَاسُهُ ، فَأَوَّلُ مَا بَدَا مِنْهُ عَوْرَتُهُ ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى عَوْرَتِهِ جَعَلَ يَشْتَدُّ فِي الْجَنَّةِ ، فَأَخَذَتْ شَعْرَهُ شَجَرَةٌ فَنَازَعَهَا ، فَنَادَاهُ الرَّحْمَنُ عَزَّ وَجَلَّ : يَا آدَمُ مِنِّي تَفِرُّ . فَلَمَّا سَمِعَ كَلَامَ الرَّحْمَنِ قَالَ : يَا رَبِّ لَا ، وَلَكِنِ اسْتِحْيَاءً . وَقَالَ
الثَّوْرِيُّ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12526ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15342الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=22وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ . قَالَ : وَرَقِ التِّينِ . وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ إِلَيْهِ ، وَكَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، وَظَاهِرُ الْآيَةِ يَقْتَضِي أَعَمُّ مِنْ ذَلِكَ ، وَبِتَقْدِيرِ تَسْلِيمِهِ فَلَا يَضُرُّ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13359الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ طَرِيقِ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنِ الْحَسَنِ
[ ص: 184 ] بْنِ ذَكْوَانَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، عَنْ
أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509663إِنَّ أَبَاكُمْ آدَمَ كَانَ كَالنَّخْلَةِ السَّحُوقِ سِتِّينَ ذِرَاعًا ، كَثِيرَ الشَّعْرِ ، مُوَارَى الْعَوْرَةِ ، فَلَمَّا أَصَابَ الْخَطِيئَةَ فِي الْجَنَّةِ بَدَتْ لَهُ سَوْءَتُهُ ، فَخَرَجَ مِنَ الْجَنَّةِ فَلَقِيَتْهُ شَجَرَةٌ فَأَخَذَتْ بِنَاصِيَتِهِ ، فَنَادَاهُ رَبُّهُ : أَفِرَارًا مِنِّي يَا آدَمُ . قَالَ : بَلْ حَيَاءً مِنْكَ وَاللَّهِ يَا رَبِّ مِمَّا جِئْتُ بِهِ . ثُمَّ رَوَاهُ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=12514سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، عَنْ
عُتَيِّ بْنِ ضَمْرَةَ ، عَنْ
أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ . وَهَذَا أَصَحُّ ، فَإِنَّ
الْحَسَنَ لَمْ يُدْرِكْ أُبَيًّا . ثُمَّ أَوْرَدَهُ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=15848خَيْثَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ الطَّرَابُلْسِيِّ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَبِي قِرْصَافَةَ الْعَسْقَلَانِيِّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11790آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ ، عَنْ
شَيْبَانَ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ
أَنَسٍ مَرْفُوعًا بِنَحْوِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=22وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [ الْأَعْرَافِ : 22 - 23 ] . وَهَذَا اعْتِرَافٌ ، وَرُجُوعٌ إِلَى الْإِنَابَةِ ، وَتَذَلُّلٌ وَخُضُوعٌ ، وَاسْتِكَانَةٌ وَافْتِقَارٌ إِلَيْهِ تَعَالَى فِي السَّاعَةِ الرَّاهِنَةِ . وَهَذَا السِّرُّ مَا سَرَى فِي أَحَدٍ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَّا كَانَتْ عَاقِبَتُهُ إِلَى خَيْرٍ فِي دُنْيَاهُ وَأُخْرَاهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=24قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ [ الْأَعْرَافِ : 24 ] . وَهَذَا خِطَابٌ
لِآدَمَ وَحَوَّاءَ وَإِبْلِيسَ .
[ ص: 185 ] قِيلَ : وَالْحَيَّةُ مَعَهُمْ . أُمِرُوا أَنْ يَهْبِطُوا مِنَ الْجَنَّةِ فِي حَالِ كَوْنِهِمْ مُتَعَادِينَ مُتَحَارِبِينَ ، وَقَدْ يُسْتَشْهَدُ لِذِكْرِ الْحَيَّةِ مَعَهُمَا بِمَا ثَبَتَ فِي الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَمَرَ بِقَتْلِ الْحَيَّاتِ . وَقَالَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509664مَا سَالَمْنَاهُنَّ مُنْذُ حَارَبْنَاهُنَّ .
وَقَوْلُهُ فِي سُورَةِ طه :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=123قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ [ طه : 123 ] . هُوَ أَمْرٌ
لِآدَمَ وَإِبْلِيسَ وَمَا تَنَاسَلَ مِنْهُمَا عَدَاوَةٌ مُسْتَمِرَّةٌ ، وَاسْتَتْبَعَ
آدَمَ حَوَّاءُ ، وَإِبْلِيسَ الْحَيَّةُ . وَقِيلَ : هُوَ أَمْرٌ لَهُمْ بِصِيغَةِ التَّثْنِيَةِ . كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=78وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ [ الْأَنْبِيَاءِ : 78 ] . وَالصَّحِيحُ أَنَّ هَذَا لَمَّا كَانَ الْحَاكِمُ لَا يَحْكُمُ إِلَّا بَيْنَ اثْنَيْنِ مُدَّعٍ وَمُدَّعَى عَلَيْهِ . قَالَ : وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ . وَأَمَّا تَكْرِيرُهُ الْإِهْبَاطَ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=37فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=38قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=39وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [ الْبَقَرَةِ : 36 39 ] . فَقَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ : الْمُرَادُ بِالْإِهْبَاطِ
[ ص: 186 ] الْأَوَّلِ الْهُبُوطُ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، وَبِالثَّانِي مِنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا إِلَى الْأَرْضِ . وَهَذَا ضَعِيفٌ لِقَوْلِهِ فِي الْأَوَّلِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ . فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُمْ أُهْبِطُوا إِلَى الْأَرْضِ بِالْإِهْبَاطِ الْأَوَّلِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ كَرَّرَهُ لَفْظًا ، وَإِنْ كَانَ وَاحِدًا ، وَنَاطَ مَعَ كُلِّ مَرَّةٍ حُكْمًا ; فَنَاطَ بِالْأَوَّلِ : عَدَاوَتَهُمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ ، وَبِالثَّانِي : الِاشْتِرَاطَ عَلَيْهِمْ أَنَّ مَنْ تَبِعَ هُدَاهُ الَّذِي يُنَزِّلُهُ عَلَيْهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ هُوَ السَّعِيدُ ، وَمَنْ خَالَفَهُ فَهُوَ الشَّقِيُّ ، وَهَذَا الْأُسْلُوبُ فِي الْكَلَامِ لَهُ نَظَائِرُ فِي الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13359الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ قَالَ : أَمَرَ اللَّهُ مَلَكَيْنِ أَنْ يُخْرِجَا
آدَمَ وَحَوَّاءَ مِنْ جِوَارِهِ ، فَنَزَعَ
جِبْرِيلُ التَّاجَ عَنْ رَأْسِهِ ، وَحَلَّ
مِيكَائِيلُ الْإِكْلِيلَ عَنْ جَبِينِهِ ، وَتَعَلَّقَ بِهِ غُصْنٌ فَظَنَّ
آدَمُ أَنَّهُ قَدْ عُوجِلَ بِالْعُقُوبَةِ فَنَكَّسَ رَأْسَهُ يَقُولُ : الْعَفْوَ الْعَفْوَ ، فَقَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ : فِرَارًا مِنِّي يَا
آدَمُ . قَالَ : بَلْ حَيَاءً مِنْكَ يَا سَيِّدِي . وَقَالَ
الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15714حَسَّانَ هُوَ ابْنُ عَطِيَّةَ : مَكَثَ
آدَمُ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ عَامٍ ، وَفِي رِوَايَةٍ سِتِّينَ عَامًا ، وَبَكَى عَلَى الْجَنَّةِ سَبْعِينَ عَامًا ، وَعَلَى خَطِيئَتِهِ سَبْعِينَ عَامًا ، وَعَلَى وَلَدِهِ حِينَ قُتِلَ أَرْبَعِينَ عَامًا . رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابْنُ عَسَاكِرَ .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا
أَبُو زُرْعَةَ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16544عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا
جَرِيرٌ ، عَنْ
عَطَاءٍ ، عَنْ
سَعِيدٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : أُهْبِطَ
آدَمُ [ ص: 187 ] عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى أَرْضٍ يُقَالُ لَهَا دَحْنَا بَيْنَ
مَكَّةَ وَالطَّائِفِ . وَعَنِ
الْحَسَنِ قَالَ : أُهْبِطَ
آدَمُ بِالْهِنْدِ ، وَحَوَّاءُ
بِجُدَّةَ ، وَإِبْلِيسُ
بِدَسْتِمَيْسَانَ مِنَ
الْبَصْرَةِ عَلَى أَمْيَالٍ ، وَأُهْبِطَتِ الْحَيَّةُ
بِأَصْبَهَانَ . رَوَاهُ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ أَيْضًا . وَقَالَ
السُّدِّيُّ : نَزَلَ
آدَمُ بِالْهِنْدِ ، وَنَزَلَ مَعَهُ بِالْحَجَرِ الْأَسْوَدِ وَبِقَبْضَةٍ مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ، فَبَثَّهُ فِي
الْهِنْدِ فَنَبَتَتْ شَجَرَةُ الطِّيبِ هُنَاكَ . وَعَنِ
ابْنِ عُمَرَ قَالَ : أُهْبِطَ
آدَمُ بِالصَّفَا ، وَحَوَّاءُ
بِالْمَرْوَةِ . رَوَاهُ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ أَيْضًا .
وَقَالَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ : قَالَ
مَعْمَرٌ : أَخْبَرَنِي
عَوْفٌ ، عَنْ
قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=110أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ حِينَ أَهْبَطَ
آدَمَ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَى الْأَرْضِ عَلَّمَهُ صَنْعَةَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَزَوَّدَهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ . فَثِمَارُكُمْ هَذِهِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ غَيْرَ أَنَّ هَذِهِ تَتَغَيَّرُ ، وَتِلْكَ لَا تَتَغَيَّرُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ : أَنْبَأَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12974أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُوَيْهِ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ، عَنْ
مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ
زَائِدَةَ ، عَنْ
عَمَّارِ بْنِ أَبِي مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيِّ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509665مَا أُسْكِنَ آدَمُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ . ثُمَّ قَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
وَفِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13724الْأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي
[ ص: 188 ] هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509666خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ; فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا . وَفِي الصَّحِيحِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509667وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ . وَقَالَ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ ، حَدَّثَنَا
الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ
أَبِي عَمَّارٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَرُّوخَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509668خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ; فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ . وَإِسْنَادُهُ عَلَى شَرْطِ
مُسْلِمٍ .
فَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=13890أَبِي الْقَاسِمِ الْبَغَوِيِّ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ
أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" هَبَطَ آدَمُ وَحَوَّاءُ عُرْيَانَيْنِ جَمِيعًا عَلَيْهِمَا وَرَقُ الْجَنَّةِ ، فَأَصَابَهُ الْحَرُّ حَتَّى قَعَدَ يَبْكِي ، وَيَقُولُ لَهَا : يَا حَوَّاءُ قَدْ أَذَانِي الْحَرُّ " قَالَ : " فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ بِقُطْنٍ ، وَأَمَرَهَا أَنْ تَغْزِلَ ، وَعَلَّمَهَا ، وَأَمَرَ آدَمَ بِالْحِيَاكَةِ ، وَعَلَّمَهُ أَنْ يَنْسِجَ . وَقَالَ : كَانَ آدَمُ لَمْ يُجَامِعِ امْرَأَتَهُ فِي الْجَنَّةِ حَتَّى هَبَطَ مِنْهَا لِلْخَطِيئَةِ الَّتِي أَصَابَتْهُمَا بِأَكْلِهِمَا مِنَ الشَّجَرَةِ " قَالَ : " وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَنَامُ عَلَى حِدَةٍ يَنَامُ أَحَدُهُمَا فِي الْبَطْحَاءِ ، وَالْآخَرُ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى حَتَّى أَتَاهُ جِبْرِيلُ فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ " قَالَ : " وَعَلَّمَهُ كَيْفَ يَأْتِيهَا ، فَلِمَا أَتَاهَا جَاءَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ : كَيْفَ وَجَدْتَ امْرَأَتَكَ ؟ قَالَ : صَالِحَةً " . فَإِنَّهُ حَدِيثٌ غَرِيبٌ ، وَرَفْعُهُ مُنْكَرٌ جِدًّا ، وَقَدْ يَكُونُ مِنْ كَلَامِ بَعْضِ السَّلَفِ .
وَسَعِيدُ بْنُ مَيْسَرَةَ هَذَا هُوَ
أَبُو عِمْرَانَ الْبَكْرِيُّ الْبَصْرِيُّ . قَالَ فِيهِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ :
[ ص: 189 ] مُنْكَرُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابْنُ حِبَّانَ : يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13357ابْنُ عَدِيٍّ : مُظْلِمُ الْأَمْرِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=37فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [ الْبَقَرَةِ : 37 ] . قِيلَ : هِيَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=23رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [ الْأَعْرَافِ : 23 ] . رُوِيَ هَذَا عَنْ
مُجَاهِدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11873وَأَبِي الْعَالِيَةِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ،
وَالْحَسَنِ ،
وَقَتَادَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14980وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15802وَخَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16566وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ ، nindex.php?page=showalam&ids=16327وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ . وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16596عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنُ إِشْكَابٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16627عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12514سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، عَنْ
أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
قَالَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : أَرَأَيْتَ يَا رَبِّ إِنْ تُبْتُ وَرَجَعْتُ أَعَائِدِي إِلَى الْجَنَّةِ . قَالَ : نَعَمْ . فَذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=37فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ . وَهَذَا غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، وَفِيهِ انْقِطَاعٌ .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ : عَنْ
مُجَاهِدٍ قَالَ : الْكَلِمَاتُ : اللَّهُمَّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي إِنَّكَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ ، اللَّهُمَّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي إِنَّكَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ، اللَّهُمَّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ فِي
[ ص: 190 ] مُسْتَدْرَكِهِ مِنْ طَرِيقِ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ فَتَلَقَّى
آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ . قَالَ : قَالَ :
آدَمُ يَا رَبِّ أَلَمْ تَخْلُقْنِي بِيَدِكَ . قِيلَ لَهُ : بَلَى . وَنَفَخْتَ فِيَّ مَنْ رُوحِكَ . قِيلَ لَهُ : بَلَى . وَعَطَسْتُ ، فَقُلْتَ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، وَسَبَقَتْ رَحْمَتُكَ غَضَبَكَ . قِيلَ لَهُ : بَلَى . وَكَتَبْتَ عَلَيَّ أَنْ أَعْمَلَ هَذَا . قِيلَ لَهُ : بَلَى . قَالَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ تُبْتُ هَلْ أَنْتَ رَاجِعِي إِلَى الْجَنَّةِ ؟ . قَالَ : نَعَمْ . ثُمَّ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ : صَحِيحُ الْإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ أَيْضًا ،
nindex.php?page=showalam&ids=13933والْبَيْهَقِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ طَرِيقِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509671لَمَّا اقْتَرَفَ آدَمُ الْخَطِيئَةَ قَالَ : يَا رَبِّ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ إِلَّا غَفَرْتَ لِي . فَقَالَ اللَّهُ : فَكَيْفَ عَرَفْتَ مُحَمَّدًا وَلَمْ أَخْلُقْهُ بَعْدُ . فَقَالَ : يَا رَبِّ لِأَنَّكَ لَمَّا خَلَقْتَنِي بِيَدِكَ ، وَنَفَخْتَ فِيَّ مَنْ رُوحِكَ رَفَعْتُ رَأْسِي فَرَأَيْتُ عَلَى قَوَائِمِ الْعَرْشِ مَكْتُوبًا : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ . فَعَلِمْتُ أَنَّكَ لَمْ تُضِفْ إِلَى اسْمِكَ إِلَّا أَحَبَّ الْخَلْقِ إِلَيْكَ . فَقَالَ اللَّهُ : صَدَقْتَ يَا آدَمُ إِنَّهُ لَأَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَيَّ ، وَإِذْ سَأَلْتَنِي بِحَقِّهِ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ ، وَلَوْلَا مُحَمَّدٌ مَا خَلَقْتُكَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ تَفَرَّدَ بِهِ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَهَذِهِ الْآيَةُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=121وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى [ طه : 21 22 ] .