[ ص: 620 ] ثم دخلت سنة ست وسبعين ومائتين
في المحرم منها أعيد عمرو بن الليث إلى شرطة بغداد وكتب اسمه على الفرش والمقاعد والستور ، ثم أسقط اسمه في شوال منها ، وعزل عن ذلك وولي عبيد الله بن طاهر .
وفيها ولى الموفق ابن أبي الساج نيابة أذربيجان . وفيها قصد هارون الشاري الخارجي مدينة الموصل فنزل شرقي دجلتها ، فحاصرها ، فخرج إليه أشراف أهلها فاستأمنوه فأمنهم ، ورجع عنهم .
وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد العباسي أمير الحرمين والطائف ، ولما رجع حجاج اليمن نزلوا في بعض الأماكن ، فجاءهم سيل فلم يشعروا به حتى غرقهم كلهم ، فلم يفلت منهم أحد فإنا لله وإنا إليه راجعون .
وذكر في " منتظمه " ابن الجوزي وابن الأثير في " كامله " ، أن في هذه السنة البصرة يعرف بتل بني شقيق عن سبعة أقبر في مثل الحوض ، وفيه سبعة ، أبدانهم صحيحة وأكفانهم ، يفوح منهم ريح المسك ، [ ص: 621 ] أحدهم شاب له جمة وعلى شفتيه بلل كأنه قد شرب ماء ، وكأن عينيه مكحلتان ، وبه ضربة في خاصرته ، وأراد بعض من حضره أن يأخذ من شعره شيئا فإذا هو قوي كشعر الحي . انفرج تل في أرض