وممن توفي فيها من الأعيان : 
عبد الرزاق الغزنوي الصوفي ،  شيخ رباط عتاب ،  حج مرات على التجريد ، مات وله نحو مائة سنة ، ولم يترك كفنا ، وقد قالت له امرأته وهو في الاحتضار : ستفتضح اليوم ; لا يوجد لك كفن ، فقال لها : لو تركت كفنا لافتضحت . 
وعكسه أبو الحسن البسطامي   
شيخ رباط ابن المحلبان ،  كان لا يلبس إلا الصوف شتاء وصيفا ، ويظهر الزهد ، وحين توفي وجد له أربعة آلاف دينار مدفونة ، فتعجب الناس من حاليهما ، واتفاق موتهما في هذه السنة ، فرحم الله الأول وسامح الثاني . 
الوزير عميد الدولة ابن جهير ، محمد بن أبي نصر بن محمد بن جهير  الوزير الكبير 
أبو منصور ،  الملقب عميد الدولة كان أحد رؤساء الوزراء وسادات الكبراء ، خدم ثلاثة من الخلفاء ووزر لاثنين منهم ، وكان حليما قليل العجلة ;   [ ص: 174 ] إلا أنه كان يتكلم فيه بسبب الكبر ، وقد ولي الوزارة مرات ; يعزل ثم يعاد ، ثم كان آخرها هذه المرة ، حبس بدار الخلافة فلم يخرج من السجن إلا ميتا في شوال منها . 
ابن جزلة الطبيب  
يحيى بن عيسى بن جزلة  ، صاحب " المنهاج " في الطب ، كان نصرانيا وكان يتردد إلى الشيخ أبي علي بن الوليد المعتزلي  يشتغل عليه في المنطق ، فكان أبو علي  يدعوه إلى الإسلام ويوضح له الدلالات حتى أسلم وحسن إسلامه ، واستخلفه أبو عبد الله الدامغاني  قاضي القضاة في كتب السجلات ، ثم كان يطبب الناس بعد ذلك بلا أجرة ، وربما ركب لهم الأدوية من ماله تبرعا ، وقد أوصى بكتبه أن تكون وقفا بمشهد أبي حنيفة  ؛ رحمه الله تعالى . 
				
						
						
