[ ص: 220 ] ثم دخلت سنة سبع وخمسمائة 
فيها كانت وقعة عظيمة بين المسلمين والفرنج في أرض طبرية   كان فيها ملك دمشق  الأتابك طغتكين ،  وفي خدمته صاحب سنجار  وصاحب ماردين  وصاحب الموصل ،  فهزموا الفرنج هزيمة فاضحة ، وقتلوا منهم خلقا كثيرا ، وغنموا منهم أموالا جزيلة ، وملكوا تلك النواحي كلها ؛ ولله الحمد والمنة ، ثم رجعوا إلى دمشق  فذكر ابن الساعي  في تاريخه مقتل الملك مودود صاحب الموصل ،   في هذه السنة ، قال : صلى هو والأتابك طغتكين  يوم الجمعة بالجامع ، ثم خرجا إلى الصحن ويد كل واحد منهما في يد الآخر ، فطفر باطني على مودود  ، فقتله ؛ رحمه الله ، ويقال : إن طغتكين  هو الذي مالأ عليه . فالله أعلم ، وجاء كتاب من الفرنج إلى المسلمين ، وفيه : إن أمة قتلت عميدها في يوم عيدها في بيت معبودها لحقيق على الله أن يبيدها . 
وفيها ملك حلب  ألب أرسلان بن رضوان بن تتش  بعد أبيه ، وقام بأمر السلطنة بين يديه لؤلؤ الخادم  ، فلم يبق معه سوى الرسم . 
وفيها فتح المارستان الذي أنشأه كمشتكين الخادم  ببغداد ،  وحج بالناس زنكي بن برسق    . 
 [ ص: 221 ] 
				
						
						
