[ ص: 453 ] ثم دخلت سنة ثنتين وستين وستمائة  
استهلت والخليفة الحاكم بأمر الله العباسي  ،  وسلطان الإسلام الذاب  عن حوزته الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري     - أيده الله وشد عضده - ونائب الشام  الأمير جمال الدين آقوش النجيبي ،  وقاضيه شمس الدين بن خلكان    . 
وفيها في أولها كملت المدرسة الظاهرية التي بين القصرين ، ورتب لتدريس الشافعية بها القاضي تقي الدين محمد بن الحسين بن رزين ،  ولتدريس الحنفية مجد الدين عبد الرحمن بن كمال الدين عمر بن العديم ،  ولمشيخة الحديث بها الشيخ شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الحافظ الدمياطي    . 
وفيها عمر الظاهر  بالقدس الشريف  خانا ، ووقف عليه أوقافا للنازلين به من إصلاح نعالهم وأكلهم وغير ذلك ، وبنى به طاحونا وفرنا . 
وفيها قدمت رسل الملك بركة قان  إلى الملك الظاهر ،  ومعهم الأشرف بن شهاب الدين غازي بن العادل ،  ومعهم من الكتب والمشافهات ما فيه سرور للإسلام وأهله مما حل بهولاكو  وأهله . 
 [ ص: 454 ] وفي جمادى الآخرة منها درس الشيخ شهاب الدين أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي  بدار الحديث الأشرفية ، بعد وفاة القاضي عماد الدين بن الحرستاني ،  وحضر عنده القاضي شمس الدين ابن خلكان  وجماعة من الفضلاء والأعيان ، وذكر خطبة كتابه " المبعث " وأورد الحديث بسنده ومتنه ، وذكر فوائد كثيرة مستحسنة ، ويقال : إنه لم يراجع شيئا حتى أورد درسه ، ومثله لا يستكثر عليه ذلك . رحمه الله تعالى . 
وفيها قدم نصير الدين الطوسي  إلى بغداد  من جهة السلطان هولاكو قان ،  فنظر في الأوقاف وأحوال البلد ، وأخذ كتبا كثيرة من سائر المدارس ، وحولها إلى الرصد الذي بناه بمراغة ،  ثم انحدر إلى واسط  والبصرة    . 
				
						
						
