[ ص: 545 ] فصل
وكانت مساكن قصيرة البناء ، قريبة الفناء ، قال وبني لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، حول مسجده الشريف حجر; لتكون مساكن له ولأهله ، - وكان غلاما مع أمه الحسن بن أبي الحسن البصري خيرة مولاة أم سلمة - : لقد كنت أنال أطول سقف في حجر النبي صلى الله عليه وسلم بيدي . قلت : إلا أنه قد كان شكلا ضخما طوالا ، رحمه الله . الحسن البصري
وقال السهيلي في " الروض " : كانت مساكنه عليه الصلاة والسلام مبنية من جريد عليه طين ، بعضها من حجارة مرضومة ، وسقوفها كلها من جريد . وقد حكى عن ما تقدم ، قال : وكانت حجره من شعر مربوطة بخشب من عرعر . قال : وفي " تاريخ الحسن البصري " أن بابه عليه الصلاة والسلام كان يقرع بالأظافير . فدل على أنه لم يكن [ ص: 546 ] لأبوابه حلق . قال : وقد أضيفت الحجر كلها بعد موت أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد . البخاري
قال الواقدي و ابن جرير وغيرهما : ولما رجع عبد الله بن أريقط الديلي إلى مكة ، بعث معه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وأبا رافع موليي رسول الله صلى الله عليه وسلم; ليأتوا بأهاليهم من زيد بن حارثة مكة ، وبعثا معهم بحملين وخمسمائة درهم; ليشتروا بها إبلا من قديد . فذهبوا فجاءوا ببنتي النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وأم كلثوم ، وزوجتيه سودة وأمها وعائشة ، أم رومان ، وأهل النبي صلى الله عليه وسلم ، وآل أبي بكر ، صحبة عبد الله بن أبي بكر ، وقد شرد بعائشة وأمها أم رومان الجمل في أثناء الطريق ، فجعلت أم رومان تقول : واعروساه وابنتاه . قالت عائشة : فسمعت قائلا يقول : أرسلي خطامه . فأرسلت خطامه ، فوقف بإذن الله وسلمنا الله عز وجل . فتقدموا ، فنزلوا بالسنح ، ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة في شوال بعد ثمانية أشهر ، كما سيأتي ، وقدمت معهم أسماء بنت أبي بكر امرأة ، وهي حامل متم الزبير بن العوام بعبد الله بن الزبير ، كما سيأتي بيانه في موضعه من آخر هذه السنة .