[ ص: 717 ] ثم دخلت سنة تسع وتسعين وستمائة
وفيها كانت وقعة قازان ، وذلك أن هذه السنة استهلت والخليفة الحاكم العباسي ، وسلطان البلاد الشامية والمصرية وما يتبعها من الممالك الملك الناصر محمد بن قلاوون ، ونائب مصر سلار ، وبالشام جمال الدين آقوش الأفرم ، والقضاة بالديار المصرية والبلاد الشامية هم المذكورون في التي قبلها ، وقد تواترت الأخبار بقصد التتر إلى بلاد الشام ، وقد خاف الناس من ذلك خوفا شديدا ، وجفل الناس من بلاد حلب وحماة ، وبلغ كراء الجمل من حماة إلى دمشق نحو المائتي درهم ، فلما كان يوم الثلاثاء ثاني المحرم ضربت البشائر بسبب خروج السلطان من الديار المصرية قاصدا الشام ، فلما كان يوم الجمعة ثامن ربيع الأول دخل السلطان إلى دمشق ، وقد أقام بغزة قريبا من شهرين ، وذلك لما بلغه قدوم التتر إلى الشام تهيأ لذلك ، وجاء فدخل دمشق في اليوم الذي ذكرنا في مطر شديد ووحل كثير ، ومع هذا خرج الناس لتلقيه والدعاء له ، فنزل بالطارمة ، وزينت له البلد وكثرت له الأدعية ، وكان وقتا شديدا وحالا صعبا ، وامتلأ البلد من الجافلين النازحين عن بلادهم ، وجلس الأعسر وزير الدولة ، وطالب العمال ، واقترضوا أموال الأيتام وأموال الأسرى لأجل تقوية الجيش ، وخرج السلطان بالجيش من دمشق يوم الأحد سابع عشر ربيع الأول ، ولم يتخلف أحد من الجيوش ، وخرج معهم خلق كثير من المطوعة ، وأخذ الناس في الدعاء والقنوت في الصلوات بالجامع وغيره ، وتضرعوا واستغاثوا وابتهلوا إلى الله بالأدعية .