مقتل المظفر  وتولية الناصر حسن بن الناصر   
وفي العشر الأخير من رمضان جاء البريد من نائب غزة  إلى نائب دمشق  بقتل السلطان الملك المظفر حاجي بن الناصر محمد ،  وقع بينه وبين الأمراء فتحيزوا عنه إلى قبة النسر ، فخرج إليهم في طائفة قليلة فقتل في الحال ، وسحب إلى مقبرة هناك ، ويقال : قطع قطعا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون . 
ولما كان يوم الجمعة آخر النهار ورد من الديار المصرية أمير للبيعة لأخيه السلطان الناصر حسن ابن السلطان الناصر محمد بن قلاوون ،  فدقت البشائر في القلعة المنصورة ، وزين البلد في الساعة الراهنة من أمكن من الناس ، وما أصبح الصباح يوم السبت حتى زين البلد بكماله ، ولله الحمد على انتظام الكلمة ، واجتماع الألفة . 
 [ ص: 500 ] وفي يوم الثلاثاء العشرين من شوال قدم الأمير فخر الدين إياس  نائب حلب  محتاطا عليه ، فاجتمع بالنائب في دار السعادة ، ثم أدخل القلعة مضيقا عليه ، ويقال : إنه قد فوض أمره إلى نائب دمشق  ، فمهما فعل فيه فقد أمضي له . فأقام بالقلعة المنصورة نحوا من جمعة ، ثم أركب على البريد ليسار به إلى الديار المصرية ، فلم يدر ما فعل به . 
وفي ليلة الاثنين ثالث شهر ذي القعدة توفي الشيخ الحافظ الكبير ، مؤرخ الإسلام ، وشيخ المحدثين ، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عثمان الذهبي  ،  بتربة أم الصالح ،  وصلي عليه يوم الاثنين صلاة الظهر في جامع دمشق  ، ودفن بباب الصغير ،  وقد ختم به شيوخ الحديث وحفاظه ، رحمه الله . 
وفي يوم الأحد سادس عشر ذي القعدة حضرت تربة أم الصالح    - رحم الله واقفها - عوضا عن الشيخ شمس الدين الذهبي  ، وحضر جماعة من أعيان الفقهاء وبعض القضاة ، وكان درسا مشهودا - ولله الحمد والمنة - أوردت فيه حديث أحمد  ، عن  الشافعي  ، عن مالك  ، عن الزهري  ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك  ، عن أبيه ، أن رسول - صلى الله عليه وسلم - قال : إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله تبارك وتعالى إلى جسده يوم يبعثه   . 
 [ ص: 501 ] وفي يوم الأربعاء تاسع عشره أمر نائب السلطنة بجماعة انتهبوا شيئا من الباعة ، فقطع أيدي أحد عشر منهم ، وسمر سبعة عشر تسميرا; تعزيرا وتأديبا . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					