قتل الرافضي الخبيث
وفي يوم الخميس ثامن عشره أول النهار وجد رجل بالجامع الأموي اسمه محمود بن إبراهيم الشيرازي وهو يسب الشيخين ، ويصرح بلعنتهما ، فرفع إلى القاضي المالكي قاضي القضاة جمال الدين المسلاتي ، فاستتابه عن ذلك ، وأحضر الضراب ، فأول ضربة قال : لا إله إلا الله ، علي ولي الله ! ولما [ ص: 696 ] ضرب الثانية لعن أبا بكر وعمر ، فالتهمه العامة فأوسعوه ضربا مبرحا بحيث كاد يهلك ، فجعل القاضي يستكفهم عنه فلم يستطع ذلك ، فجعل الرافضي يسب ويلعن الصحابة ، وقال : كانوا على الضلالة ، فعند ذلك حمل إلى نائب السلطنة ، وشهد عليه قوله بأنهم كانوا على الضلالة ، فعند ذلك حكم عليه القاضي بإراقة دمه ، فأخذ إلى ظاهر البلد فضربت عنقه ، وأحرقته العامة ، قبحه الله ، وكان ممن يقرأ بمدرسة أبي عمر ، ثم ظهر عليه الرفض ، فسجنه الحنبلي أربعين يوما فلم ينفع ذلك ، وما زال يصرح في كل موطن يأمر فيه بالسب حتى كان يومه هذا أظهر مذهبه في الجامع ، وكان سبب قتله ، قبحه الله كما قبح من كان قبله ، وقتل كقتله في سنة خمس وخمسين .