ذكر
nindex.php?page=treesubj&link=29629_31022إخباره صلى الله عليه وسلم بالغيوب المستقبلة بعد زماننا هذا
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
أبو عاصم ، حدثنا
عزرة بن ثابت ، حدثنا
علباء بن أحمر اليشكري ، حدثنا
أبو زيد الأنصاري ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512845صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ، ثم صعد المنبر ، فخطبنا حتى حضرت الظهر ، ثم نزل [ ص: 29 ] فصلى الظهر ، ثم صعد المنبر ، فخطبنا حتى حضرت العصر ، ثم نزل فصلى العصر ، ثم صعد المنبر فخطبنا ، حتى غابت الشمس ، فحدثنا بما كان ، وما هو كائن ، فأعلمنا أحفظنا .
وقد رواه
مسلم منفردا به في كتاب الفتن من " صحيحه " ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14302يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، nindex.php?page=showalam&ids=15699وحجاج بن الشاعر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12063أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل ، عن
عزرة ، عن
علباء ، عن
أبي زيد - وهو عمرو بن أخطب . بن رفاعة - الأنصاري به .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في كتاب بدء الخلق من " صحيحه " : روي عن
عيسى بن موسى غنجار ، عن
رقبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16836قيس بن مسلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16243طارق بن شهاب ، قال : سمعت
عمر بن الخطاب يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512846قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما ، فأخبرنا عن بدء الخلق ، حتى دخل أهل الجنة منازلهم ، وأهل النار منازلهم ، حفظ ذلك من حفظه ، ونسيه من نسيه . هكذا ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري معلقا بصيغة التمريض عن
عيسى غنجار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15896رقبة وهو ابن مصقلة ، قال
أبو مسعود الدمشقي في " الأطراف " : وإنما رواه
عيسى غنجار عن
أبي حمزة عن
رقبة . فالله أعلم .
[ ص: 30 ] وقال
أبو داود في أول كتاب الفتن من " سننه " : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16544عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا
جرير ، عن
الأعمش ، عن
أبي وائل ، nindex.php?page=hadith&LINKID=3512847عن حذيفة قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما ، فما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدثه ، حفظه من حفظه ، ونسيه من نسيه ، قد علمه أصحابي هؤلاء ، وإنه ليكون منه الشيء فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ، ثم إذا رآه عرفه . وهكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، ومسلم من حديث
جرير ، كلاهما عن
الأعمش به .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
عبد الرزاق ، أنا
معمر ، عن
علي بن زيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12179أبي نضرة ، عن
أبي سعيد ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512848صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر ذات يوم بنهار ، ثم قام فخطبنا إلى أن غابت الشمس ، فلم يدع شيئا مما يكون إلى يوم القيامة إلا حدثناه ، حفظ ذلك من حفظ ، ونسي ذلك من نسي ، فكان مما قال : " يا أيها الناس ، إن الدنيا خضرة حلوة ، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء " . وذكر تمامها إلى أن قال : " وقد دنت الشمس أن تغرب ، وإن ما بقي من الدنيا فيما مضى منها مثل ما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه " . nindex.php?page=showalam&ids=16621علي بن زيد بن جدعان التيمي له غرائب ومنكرات ، ولكن لهذا الحديث
[ ص: 31 ] شواهد من وجوه أخر . وفي " صحيح
مسلم " ، من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=12179أبي نضرة ، عن
أبي سعيد بعضه ، وفيه الدلالة على ما هو المقطوع به; أن ما بقي من الدنيا بالنسبة إلى ما مضى منها شيء يسير جدا ، ومع هذا لا يعلم مقدار ما بقي على التعيين والتحديد إلا الله تعالى ، كما لا يعلم مقدار ما مضى منها إلا الله عز وجل . والذي في كتب
الإسرائيليين وأهل الكتاب من تحديد ما سلف بألوف ومئين من السنين قد نص غير واحد من العلماء على تخطئتهم فيه ، وتغليطهم ، وهم جديرون بذلك حقيقون به . وقد ورد في حديث : "
الدنيا جمعة من جمع الآخرة " . ولا يصح إسناده . وكذا كل حديث ورد فيه تحديد بوقت يوم القيامة على التعيين ، لا يثبت إسناده ، وقد قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=42يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=46أو ضحاها [ النازعات : 42 - 44 ] وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=187يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=187ولكن أكثر الناس لا يعلمون [ الأعراف : 187 ] ، والآيات في هذا والأحاديث كثيرة ، وقال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقتربت الساعة وانشق القمر [ القمر : 1 ] .
وثبت في الحديث الصحيح الذي رواه
مسلم وغيره عن
سهل بن سعد ، [ ص: 32 ] قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512850بعثت أنا والساعة كهاتين " . وفي رواية : " إن كادت لتسبقني " . وهذا يدل على اقترابها بالنسبة إلى ما مضى من الدنيا ، وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون [ الأنبياء : 1 ] ، وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أتى أمر الله فلا تستعجلوه [ النحل : 1 ] وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=18يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق [ الشورى : 18 ] .
وفي " الصحيح "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512851أن رجلا من الأعراب سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة ، فقال : " إنها كائنة ، فما أعددت لها " ؟ فقال الرجل : والله يا رسول الله ، لم أعد لها كثير صلاة ولا عمل ، ولكني أحب الله ورسوله . فقال : " أنت مع من أحببت " . فما فرح المسلمون بشيء فرحهم بهذا الحديث .
وفي بعض الأحاديث ، أنه صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512852سئل عن الساعة ، فنظر إلى غلام فقال : " لن يدرك هذا الهرم حتى تأتيكم ساعتكم " . والمراد : انخرام قرنهم ، ودخولهم في عالم الآخرة ، فإن كل من مات فقد دخل في حكم الآخرة ، وبعض الناس يقول : من مات فقد قامت قيامته . وهذا الكلام بهذا المعنى صحيح ، وقد يقول هذا بعض الملاحدة ، ويشيرون به إلى شيء من الزندقة والباطل . فأما الساعة العظمى وهو اجتماع الأولين والآخرين في صعيد واحد ، فهذا مما استأثر الله تعالى بعلم وقته ، كما ثبت في الصحيح : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512853خمس لا [ ص: 33 ] يعلمهن إلا الله " . ثم قرأ : nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=34إن الله عنده علم الساعة [ لقمان : 34 ] . وقد سأل
جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام فأخبره به ، ثم سأله عن الإيمان فأخبره به ، ثم سأله عن الإحسان فأخبره به ، فلما سأله عن الساعة ، قال له : " ما المسئول عنها بأعلم من السائل " . قال : فأخبرني عن أشراطها . فأخبره عن ذلك . كما سيأتي إيراده بسنده ومتنه ، مع أمثاله وأشكاله من الأحاديث .
ذِكْرُ
nindex.php?page=treesubj&link=29629_31022إِخْبَارِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْغُيُوبِ الْمُسْتَقْبَلَةِ بَعْدَ زَمَانِنَا هَذَا
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدَ : حَدَّثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا
عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ ، حَدَّثَنَا
عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ الْيَشْكُرِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512845صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ ، فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الظُّهْرُ ، ثُمَّ نَزَلَ [ ص: 29 ] فَصَلَّى الظُّهْرَ ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ ، فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الْعَصْرُ ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى الْعَصْرَ ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا ، حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ ، فَحَدَّثَنَا بِمَا كَانَ ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ ، فَأَعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا .
وَقَدْ رَوَاهُ
مُسْلِمٌ مُنْفَرِدًا بِهِ فِي كِتَابِ الْفِتَنِ مِنْ " صَحِيحِهِ " ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=14302يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيِّ ، nindex.php?page=showalam&ids=15699وَحَجَّاجِ بْنِ الشَّاعِرِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12063أَبِي عَاصِمٍ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ النَّبِيلِ ، عَنْ
عَزْرَةَ ، عَنْ
عِلْبَاءَ ، عَنْ
أَبِي زَيْدٍ - وَهُوَ عَمْرُو بْنُ أَخْطَبَ . بْنِ رِفَاعَةَ - الْأَنْصَارِيِّ بِهِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ بَدْءِ الْخَلْقِ مِنْ " صَحِيحِهِ " : رُوِيَ عَنْ
عِيسَى بْنِ مُوسَى غُنْجَارٍ ، عَنْ
رَقَبَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16836قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16243طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512846قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامًا ، فَأَخْبَرَنَا عَنْ بَدْءِ الْخَلْقِ ، حَتَّى دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مُنَازِلَهُمْ ، وَأَهْلُ النَّارِ مُنَازِلَهُمْ ، حَفِظَ ذَلِكَ مَنْ حَفِظَهُ ، وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ . هَكَذَا ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ مُعَلَّقًا بِصِيغَةِ التَّمْرِيضِ عَنْ
عِيسَى غُنْجَارٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15896رَقَبَةَ وَهُوَ ابْنُ مَصْقَلَةَ ، قَالَ
أَبُو مَسْعُودٍ الدِّمَشْقِيُّ فِي " الْأَطْرَافِ " : وَإِنَّمَا رَوَاهُ
عِيسَى غُنْجَارٌ عَنْ
أَبِي حَمْزَةَ عَنْ
رَقَبَةَ . فَاللَّهُ أَعْلَمُ .
[ ص: 30 ] وَقَالَ
أَبُو دَاوُدَ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الْفِتَنِ مِنْ " سُنَنِهِ " : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16544عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا
جَرِيرٌ ، عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنْ
أَبِي وَائِلٍ ، nindex.php?page=hadith&LINKID=3512847عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا ، فَمَا تَرَكَ شَيْئًا يَكُونُ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا حَدَّثَهُ ، حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ ، وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ ، قَدْ عَلِمَهُ أَصْحَابِي هَؤُلَاءِ ، وَإِنَّهُ لَيَكُونُ مِنْهُ الشَّيْءُ فَأَذْكُرُهُ كَمَا يَذْكُرُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ إِذَا غَابَ عَنْهُ ، ثُمَّ إِذَا رَآهُ عَرَفَهُ . وَهَكَذَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ
جَرِيرٍ ، كِلَاهُمَا عَنِ
الْأَعْمَشِ بِهِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنَا
مَعْمَرٌ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12179أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512848صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْعَصْرِ ذَاتَ يَوْمٍ بِنَهَارٍ ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَنَا إِلَى أَنْ غَابَتِ الشَّمْسُ ، فَلَمْ يَدَعْ شَيْئًا مِمَّا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا حَدَّثَنَاهُ ، حَفِظَ ذَلِكَ مَنْ حَفِظَ ، وَنَسِيَ ذَلِكَ مَنْ نَسِيَ ، فَكَانَ مِمَّا قَالَ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ ، وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا ، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ " . وَذَكَرَ تَمَامَهَا إِلَى أَنْ قَالَ : " وَقَدْ دَنَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغْرُبَ ، وَإِنَّ مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا فِيمَا مَضَى مِنْهَا مِثْلُ مَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيمَا مَضَى مِنْهُ " . nindex.php?page=showalam&ids=16621عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ التَّيْمِيُّ لَهُ غَرَائِبُ وَمُنْكَرَاتٌ ، وَلَكِنْ لِهَذَا الْحَدِيثِ
[ ص: 31 ] شَوَاهِدُ مِنْ وُجُوهٍ أُخَرَ . وَفِي " صَحِيحِ
مُسْلِمٍ " ، مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=12179أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ بَعْضُهُ ، وَفِيهِ الدِّلَالَةُ عَلَى مَا هُوَ الْمَقْطُوعُ بِهِ; أَنَّ مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا مَضَى مِنْهَا شَيْءٌ يَسِيرٌ جِدًّا ، وَمَعَ هَذَا لَا يَعْلَمُ مِقْدَارَ مَا بَقِيَ عَلَى التَّعْيِينِ وَالتَّحْدِيدِ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى ، كَمَا لَا يَعْلَمُ مِقْدَارَ مَا مَضَى مِنْهَا إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ . وَالَّذِي فِي كُتُبِ
الْإِسْرَائِيلِيِّينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ تَحْدِيدِ مَا سَلَفَ بِأُلُوفٍ وَمِئِينَ مِنَ السِّنِينَ قَدْ نَصَّ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ عَلَى تَخْطِئَتِهِمْ فِيهِ ، وَتَغْلِيطِهِمْ ، وَهُمْ جَدِيرُونَ بِذَلِكَ حَقِيقُونَ بِهِ . وَقَدْ وَرَدَ فِي حَدِيثِ : "
الدُّنْيَا جُمْعَةٌ مِنْ جُمَعِ الْآخِرَةِ " . وَلَا يَصِحُّ إِسْنَادُهُ . وَكَذَا كُلُّ حَدِيثٍ وَرَدَ فِيهِ تَحْدِيدٌ بِوَقْتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ عَلَى التَّعْيِينِ ، لَا يَثْبُتُ إِسْنَادُهُ ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=42يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=46أَوْ ضُحَاهَا [ النَّازِعَاتِ : 42 - 44 ] وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=187يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=187وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [ الْأَعْرَافِ : 187 ] ، وَالْآيَاتُ فِي هَذَا وَالْأَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ [ الْقَمَرِ : 1 ] .
وَثَبَتَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ الَّذِي رَوَاهُ
مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ عَنْ
سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، [ ص: 32 ] قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512850بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ " . وَفِي رِوَايَةٍ : " إِنْ كَادَتْ لَتَسْبِقُنِي " . وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى اقْتِرَابِهَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا مَضَى مِنَ الدُّنْيَا ، وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ [ الْأَنْبِيَاءِ : 1 ] ، وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ [ النَّحْلِ : 1 ] وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=18يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ [ الشُّورَى : 18 ] .
وَفِي " الصَّحِيحِ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512851أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَعْرَابِ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّاعَةِ ، فَقَالَ : " إِنَّهَا كَائِنَةٌ ، فَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا " ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَمْ أُعِدَّ لَهَا كَثِيرَ صَلَاةٍ وَلَا عَمَلٍ ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ . فَقَالَ : " أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ " . فَمَا فَرِحَ الْمُسْلِمُونَ بِشَيْءٍ فَرَحَهُمْ بِهَذَا الْحَدِيثِ .
وَفِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ ، أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512852سُئِلَ عَنِ السَّاعَةِ ، فَنَظَرَ إِلَى غُلَامٍ فَقَالَ : " لَنْ يُدْرِكَ هَذَا الْهَرَمُ حَتَّى تَأْتِيَكُمْ سَاعَتُكُمْ " . وَالْمُرَادُ : انْخِرَامُ قَرْنِهِمْ ، وَدُخُولُهُمْ فِي عَالَمِ الْآخِرَةِ ، فَإِنَّ كُلَّ مَنْ مَاتَ فَقَدْ دَخَلَ فِي حُكْمِ الْآخِرَةِ ، وَبَعْضُ النَّاسِ يَقُولُ : مَنْ مَاتَ فَقَدْ قَامَتْ قِيَامَتُهُ . وَهَذَا الْكَلَامُ بِهَذَا الْمَعْنَى صَحِيحٌ ، وَقَدْ يَقُولُ هَذَا بَعْضُ الْمَلَاحِدَةِ ، وَيُشِيرُونَ بِهِ إِلَى شَيْءٍ مِنَ الزَّنْدَقَةِ وَالْبَاطِلِ . فَأَمَّا السَّاعَةُ الْعُظْمَى وَهُوَ اجْتِمَاعُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخَرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، فَهَذَا مِمَّا اسْتَأْثَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِعِلْمِ وَقْتِهِ ، كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512853خَمْسٌ لَا [ ص: 33 ] يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ " . ثُمَّ قَرَأَ : nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=34إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ [ لُقْمَانَ : 34 ] . وَقَدْ سَأَلَ
جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْإِسْلَامِ فَأَخْبَرَهُ بِهِ ، ثُمَّ سَأَلَهُ عَنِ الْإِيمَانِ فَأَخْبَرَهُ بِهِ ، ثُمَّ سَأَلَهُ عَنِ الْإِحْسَانِ فَأَخْبَرَهُ بِهِ ، فَلَمَّا سَأَلَهُ عَنِ السَّاعَةِ ، قَالَ لَهُ : " مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ " . قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَشْرَاطِهَا . فَأَخْبَرَهُ عَنْ ذَلِكَ . كَمَا سَيَأْتِي إِيرَادُهُ بِسَنَدِهِ وَمَتْنِهِ ، مَعَ أَمْثَالِهِ وَأَشْكَالِهِ مِنَ الْأَحَادِيثِ .