فصل ( ) حال الناس عند أخذ الكتاب يوم القيامة
قال الله تعالى : يوم تبيض وجوه وتسود وجوه [ آل عمران : 106 ] . وقال تعالى : وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل بها فاقرة [ القيامة : 22 - 25 ] . وقال تعالى : وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة أولئك هم الكفرة الفجرة [ ص: 48 ] [ عبس : 38 - 42 ] . وقال تعالى : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون [ يونس 26 ، 27 ] .
وقال البزار : حدثنا محمد بن معمر ، قالا : حدثنا ومحمد بن عثمان بن كرامة ، عن عبيد الله بن موسى ، إسرائيل ، عن عن أبيه ، عن السدي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أبي هريرة ، يوم ندعو كل أناس بإمامهم [ الإسراء : 71 ] .
قال : " يدعى أحدهم فيعطى كتابه بيمينه ، ويمد له في جسمه ، ويبيض وجهه ، ويجعل على رأسه تاج من لؤلؤة تتلألأ ، فينطلق إلى أصحابه ، فيرونه من بعيد ، فيقولون : اللهم ائتنا بهذا ، وبارك لنا في هذا . فيأتيهم ، فيقول : أبشروا ، فإن لكل رجل منكم مثل هذا . وأما الكافر فيسود وجهه ، ويمد له في جسمه ، فيراه أصحابه ، فيقولون : نعوذ بالله من هذا ، ومن شر هذا ، اللهم لا تأتنا به . فيأتيهم ، فيقولون : اللهم أخزه . فيقول : أبعدكم الله ، فإن لكل رجل منكم مثل هذا " . ثم قال : لا نعرفه إلا بهذا الإسناد . في قوله تعالى :
ورواه ابن أبي الدنيا ، عن العباس بن محمد ، عن به . عبيد الله بن موسى العبسي ،
[ ص: 49 ] وروى أبو داود من طريق عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ، فوالله إن لوجوههم لنورا ، وإنهم لعلى كراسي من نور ، لا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزن الناس " : وقرأ هذه الآية : قوم تحابوا بروح الله سبحانه على غير أرحام بينهم ، ولا أموال يتعاطونها ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم [ يونس : 62 - 64 ] . إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ، ولا شهداء ، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله " . قالوا : يا رسول الله ، فخبرنا من هم ؟ قال : " هم
وروى ابن أبي الدنيا ، عن بعض السلف ، وهو أنه قال : إذا قال الله تعالى للملائكة : الحسن البصري ، خذوه فغلوه [ الحاقة : 30 ] . ابتدره سبعون ألف ملك ، فتسلك السلسلة من فيه ، فتخرج من دبره ، فينظم في السلسلة كما ينظم الخرز في الخيط ، ويغمس في النار غمسة ، فيخرج عظاما ، فتقعقع ، ثم تسجر تلك العظام في النار ، ثم يعاد غضا طريا .
وقال بعضهم : إذا قال الله : خذوه . ابتدره أكثر من ربيعة ومضر . وعن معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، أنه قال : لا يبقى شيء إلا ذمه ، فيقول : أما [ ص: 50 ] ترحمني ؟ فيقول : كيف أرحمك ، ولم يرحمك أرحم الراحمين ؟! .