[ ص: 242 ] حديث فيه شفاعة الأعمال الصالحة لصاحبها عند الله يوم القيامة
قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك ، عن رشدين بن سعد حيي ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو قال : إن الصيام ، والقرآن ليشفعان للعبد ; يقول الصيام : رب منعته الطعام والشراب والشهوات بالنهار ، فشفعني فيه . ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه .
وروى نعيم بن حماد ، عن إبراهيم بن الحكم بن أبان ، عن أبيه ، عن أبي قلابة ، قال : كان ابن أخي يتعاطى الشراب ، فمرض ، فبعث إلي ليلا أن الحق بي فأتيته ، فرأيت أسودين قد دنوا منه ، فقلت : إنا لله ، وإنا إليه راجعون ، هلك ابن أخي . فاطلع أبيضان من الكوة التي في البيت ، فقال أحدهما لصاحبه : انزل إليه . فلما نزل تنحى عنه الأسودان ، فشم فاه ، فقال : ما أرى فيه ذكرا . ثم شم بطنه ، فقال : ما أرى فيها صياما ، ثم شم رجليه ، فقال : ما أرى فيهما صلاة . فقال له صاحبه : إنا لله وإنا إليه راجعون ، رجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ليس له من الخير شيء ويحك ، عد فانظر . فعاد فنظر فلم يجد شيئا ، فنزل [ ص: 243 ] الآخر فشم ، فلم يجد شيئا ، ثم عاد ، فإذا في طرف لسانه تكبيرة في سبيل الله ، قالها ابتغاء وجه الله بأنطاكية ، فقبضوا روحه ، فشموا في البيت رائحة المسك ، وشهد الناس جنازته . حديث غريب جدا .
قال العلامة في " التذكرة " : وخرج أبو عبد الله محمد القرطبي أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم بن محمد الختلي في كتاب " الديباج " له ، حدثنا أحمد بن أبي الحارث ، حدثنا عبد المجيد بن أبي رواد ، عن ، عن معمر بن راشد الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " . إذا فرغ الله من القضاء بين خلقه أخرج كتابا من تحت العرش ; إن رحمتي سبقت غضبي ، وأنا أرحم الراحمين " . قال : " فيخرج من النار مثل أهل الجنة " . أو قال : " مثلي أهل الجنة " . قال : وأكثر ظني أنه قال : " مثل أهل الجنة ، مكتوب بين أعينهم : عتقاء الله
وروى الترمذي ، عن أنس ، مرفوعا : " " . وقال : حسن غريب . يقول الله تعالى : أخرجوا من النار من ذكرني يوما ، أو خافني في مقام
وله عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أبي هريرة ، " . إن رجلين ممن دخل النار اشتد صياحهما ، فقال الرب تعالى : أخرجوهما . فلما أخرجا قال لهما : لأي [ ص: 244 ] شيء اشتد صياحكما ؟ فقالا : فعلنا ذلك لترحمنا . قال : إن رحمتي لكما أن تنطلقا فتلقيا أنفسكما حيث كنتما من النار . فينطلقان فيلقي أحدهما نفسه ، فيجعلها عليه بردا وسلاما ، ويقوم الآخر ، فلا يلقي نفسه ، فيقول الرب ، عز وجل : ما منعك أن تلقي نفسك ، كما ألقى صاحبك ؟ فيقول : رب إني لأرجو أن لا تعيدني فيها بعد ما أخرجتني منها . فيقول الرب سبحانه : لك رجاؤك . فيدخلان الجنة جميعا برحمة الله
وفي إسناده ضعف لحال ، عن رشدين بن سعد ابن أنعم ، وهما ضعيفان ، ولكن تغتفر رواية مثل هذا في هذا الباب ; لأنه من الترغيب والترهيب . والله أعلم .
وقال : أنبأنا عبد الله بن المبارك ، حدثنا رشدين بن سعد أبو هانئ الخولاني ، عن عمرو بن مالك الجنبي ، أن فضالة بن عبيد ، حدثاه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " وعبادة بن الصامت " . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكره يرى السرور في وجهه . إذا كان يوم القيامة ، وفرغ الله من قضاء الخلق فيبقى رجلان ، فيؤمر بهما إلى النار ، فيلتفت أحدهما ، فيقول الجبار : ردوه . فيردونه ، فيقول له : لم التفت ؟ فيقول : كنت أرجو أن تدخلني الجنة . فيؤمر به إلى الجنة ، فيقول : لقد أعطاني ربي حتى لو أني أطعمت أهل الجنة ما نقص ذلك مما عندي شيئا