ذكر أن من فعل الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والصبر على المكروهات ، كقوله : " الجنة حفت بالمكاره ، وهى الأعمال الشاقة على الأنفس " . وأن النار حفت بالشهوات إسباغ الوضوء على المكاره ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة
قال : حدثنا الإمام أحمد حسن ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت [ ص: 388 ] البناني ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " " . وهكذا رواه حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات مسلم من حديث والترمذي ، حماد بن سلمة ، عن ثابت - زاد مسلم : وحميد - كلاهما عن أنس ، به ، وقال الترمذي : صحيح غريب .
وقال أحمد : حدثنا قتيبة ، حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن يحيى بن النضر ، عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أبي هريرة ، " . تفرد به حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات أحمد ، وإسناده جيد حسن لما له من الشواهد .
وقال أحمد : حدثنا محمد بن بشر ، حدثنا محمد بن عمرو ، حدثنا أبو سلمة ، عن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أبي هريرة ، جبريل ، قال : انظر إليها ، وإلى ما أعددت فيها لأهلها . فجاء فنظر إليها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها ، فرجع إليه ، فقال : وعزتك ، لا يسمع بها أحد إلا دخلها . فأمر بها ، فحجبت بالمكاره ، قال : ارجع إليها ، فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها " . قال : " فرجع إليها ، فإذا هي قد حجبت بالمكاره ، فرجع إليه ، فقال : وعزتك ، لقد خشيت أن لا يدخلها أحد قال : اذهب إلى النار ، فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها . فجاء فنظر إليها وإلى ما أعد [ ص: 389 ] لأهلها فيها ، فإذا هي يركب بعضها بعضا ، فرجع فقال : وعزتك ، لا يسمع بها أحد فيدخلها . فأمر بها فحفت بالشهوات ، فرجع فقال : وعزتك ، لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها " . تفرد به لما خلق الله الجنة والنار أرسل أحمد ، وإسناده صحيح .
وقال أحمد : حدثنا حسين ، حدثنا المسعودي ، عن داود بن يزيد ، عن أبيه ، عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أبي هريرة ، " . أكثر ما يلج به الإنسان النار الأجوفان ; الفرج والفم ، وأكثر ما يلج به الإنسان الجنة تقوى الله ، وحسن الخلق