قال ابن إسحاق : وقد كان لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض الطريق . قال العباس بن عبد المطلب ابن هشام : لقيه بالجحفة مهاجرا بعياله ، وقد كان قبل ذلك مقيما بمكة على سقايته ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم عنه راض ، فيما ذكره ابن شهاب الزهري .
قال ابن إسحاق : وقد كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن أبي أمية قد لقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا بنيق العقاب فيما بين مكة والمدينة ، والتمسا الدخول عليه ، فكلمته أم سلمة فيهما ، فقالت : [ ص: 532 ] يا رسول الله ، ابن عمك ، وابن عمتك ، وصهرك . قال : لا حاجة لي بهما ، أما ابن عمي فهتك عرضي ، وأما ابن عمتي فهو الذي قال لي بمكة ما قال . قال : فلما خرج إليهما الخبر بذلك ومع أبي سفيان بني له ، فقال : والله ليأذنن لي أو لآخذن بيد بني هذا ، ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشا وجوعا . فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم رق لهما ، ثم أذن لهما فدخلا عليه فأسلما ، وأنشد أبو سفيان قوله في إسلامه ، واعتذر إليه مما كان مضى منه :
لعمرك إني يوم أحمل راية لتغلب خيل اللات خيل محمد لكالمدلج الحيران أظلم ليله
فهذا أواني حين أهدى وأهتدي هداني هاد غير نفسي ونالني
مع الله من طردت كل مطرد أصد وأنأى جاهدا عن محمد
وأدعى وإن لم أنتسب من محمد هم ما هم من لم يقل بهواهم
وإن كان ذا رأي يلم ويفند أريد لأرضيهم ولست بلائط
مع القوم ما لم أهد في كل مقعد [ ص: 533 ] فقل لثقيف لا أريد قتالها
وقل لثقيف تلك غيري أوعدي فما كنت في الجيش الذي نال عامرا
وما كان عن جرا لساني ولا يدي قبائل جاءت من بلاد بعيدة
نزائع جاءت من سهام وسردد
. . . . . . . . . . . . . . . . . . ونالني مع الله من طردت كل مطرد