[ ص: 218 ] ذكر حج موسى  عليه السلام ، إلى البيت العتيق وصفته 
 قال الإمام أحمد    : حدثنا هشيم  ، حدثنا  داود بن أبي هند  ، عن أبي العالية  ، عن ابن عباس  ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مر بوادي الأزرق ، فقال : أي واد هذا؟ قالوا : وادي الأزرق . قال : كأني أنظر إلى موسى  ، وهو هابط من الثنية ، وله جؤار إلى الله ، عز وجل ، بالتلبية حتى أتى على ثنية هرشاء فقال : أي ثنية هذه؟ قالوا : هذه ثنية هرشاء . قال : كأني أنظر إلى يونس بن متى ، على ناقة حمراء ، عليه جبة من صوف ، خطام ناقته خلبة ، - قال هشيم : يعني ليفا - وهو يلبي وأخرجه مسلم  من حديث  داود بن أبي هند  به . وروى  الطبراني  عن ابن عباس  مرفوعا : إن موسى  حج على ثور أحمر وهذا غريب جدا . 
وقال الإمام أحمد    : حدثنا محمد بن أبي عدي  ، عن ابن عون  ، عن مجاهد  ، قال : كنا عند ابن عباس  ، فذكروا الدجال ، فقال : إنه مكتوب بين   [ ص: 219 ] عينيه : ( ك ف ر ) . قال : ما تقولون؟ قال : يقولون مكتوب بين عينيه ( ك ف ر ) فقال ابن عباس    : لم أسمعه قال ذلك ولكن قال : أما إبراهيم  فانظروا إلى صاحبكم ، وأما موسى  فرجل آدم جعد ، على جمل أحمر ، مخطوم بخلبة كأني أنظر إليه وقد انحدر من الوادي يلبي قال هشيم    : الخلبة الليف . 
ثم رواه الإمام أحمد  عن أسود  ، عن إسرائيل  ، عن عثمان بن المغيرة  ، عن مجاهد  ، عن ابن عباس ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رأيت عيسى ابن مريم  ، وموسى  ، وإبراهيم; فأما عيسى  ، فأبيض ، جعد ، عريض الصدر ، وأما موسى  ، فآدم ، جسيم ، قالوا : فإبراهيم؟ قال : انظروا إلى صاحبكم وقال الإمام أحمد    : حدثنا يونس  ، حدثنا شيبان  ، قال : حدث قتادة  ، عن أبي العالية  ، حدثنا ابن عم نبيكم ابن عباس  ، قال : قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : رأيت ليلة أسري بي موسى بن عمران  ، رجلا طوالا ، جعدا ، كأنه من رجال شنوءة ، ورأيت عيسى ابن مريم  ، مربوع الخلق ، إلى الحمرة والبياض ، سبط الرأس وأخرجاه من حديث قتادة  به . 
وقال الإمام أحمد    : حدثنا عبد الرزاق  ، حدثنا معمر  ، قال الزهري    : وأخبرني  سعيد بن المسيب  ، عن  أبي هريرة  ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين أسري به : لقيت موسى  فنعته ، فقال رجل : قال : حسبته قال :   [ ص: 220 ] مضطرب رجل الرأس ، كأنه من رجال شنوءة . ولقيت عيسى  فنعته رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ربعة أحمر ، كأنما خرج من ديماس . يعني حماما ، قال : ورأيت إبراهيم  وأنا أشبه ولده به . الحديث . وقد تقدم غالب هذه الأحاديث في ترجمة الخليل ، صلوات الله عليه وسلامه . 
				
						
						
