وفيها توفي سراقة بن مالك  
بن جعشم المدلجي ، ويكنى بأبي سفيان ،  كان ينزل قديدا ،  وهو الذي اتبع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وأبا بكر  وعامر بن فهيرة  وعبد الله بن أريقط الديلي ،  حين خرجوا من غار ثور  قاصدين المدينة ،  فأراد أن يردهم على أهل مكة   لما جعلوا في كل واحد من النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وأبي بكر  مائة من الإبل ، فطمع أن يفوز بهذا الجعل ، فلم يسلطه الله عليهم ، بل لما اقترب منهم وسمع قراءة رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ساخت قوائم فرسه في الأرض حتى ناداهم   [ ص: 222 ] بالأمان ، فأعطوه الأمان ، وكتب له أبو بكر  كتاب أمان عن إذن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ثم قدم به بعد غزوة الطائف ،  فأسلم وأكرمه النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وهو القائل : يا رسول الله أعمرتنا هذه لعامنا هذا أم للأبد ؟ فقال له : بل لأبد الأبد ، دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة   . 
				
						
						
