فقلت له لا تبل عينك إنما نحاول ملكا أو نموت فنعذرا
قوله عليه السلام : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=831945كيف يفلح قوم شجوا رأس نبيهم ) استبعاد لتوفيق من فعل ذلك به . وقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=128ليس لك من الأمر شيء تقريب لما استبعده وإطماع في إسلامهم ، ولما أطمع في ذلك قال - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=830957اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون كما في صحيح مسلم عن ابن مسعود قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=831946كأني أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول : رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون . قال علماؤنا : فالحاكي في حديث ابن مسعود هو الرسول عليه الصلاة والسلام ، وهو المحكي عنه ; بدليل ما قد جاء صريحا مبينا [ ص: 189 ] nindex.php?page=hadith&LINKID=838267أنه عليه الصلاة والسلام لما كسرت رباعيته وشج وجهه يوم أحد شق ذلك على أصحابه شقا شديدا وقالوا : لو دعوت عليهم ! فقال : ( إني لم أبعث لعانا ولكني بعثت داعيا ورحمة ، اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) . فكأنه عليه السلام أوحي إليه بذلك قبل وقوع قضية أحد ، ولم يعين له ذلك النبي ; فلما وقع له ذلك تعين أنه المعني بذلك بدليل ما ذكرنا . وبينه أيضا ما قاله عمر له في بعض كلامه : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ! لقد دعا نوح على قومه فقال : nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=26رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا الآية . ولو دعوت علينا مثلها لهلكنا من عند آخرنا ; فقد وطئ ظهرك وأدمي وجهك وكسرت رباعيتك فأبيت أن تقول إلا خيرا ، فقلت : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=830958رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) . وقوله : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=838268اشتد غضب الله على قوم كسروا رباعية نبيهم ) يعني بذلك المباشر لذلك ، وقد ذكرنا اسمه على اختلاف في ذلك ، وإنما قلنا إنه خصوص في المباشر ; لأنه قد أسلم جماعة ممن شهد أحدا وحسن إسلامهم .
حميد بن أبي حميد ( ع ) الطويل ، الإمام الحافظ أبو عبيدة البصري ، مولى طلحة الطلحات ، ويقال : مولى سلمى . وقيل غير ذلك . وفي اسم أبيه أقوال أشهرها تيرويه ، وقيل : تير . وقيل : زاذويه لا بل ابن زاذويه . شيخ مقل . حدث عنه ابن عون ، هو يروي أيضا عن أنس وقيل : اسم والد حميد الطويل : داور أو مهران ، أو طرخان ، أو مخلد ، أو عبد الرحمن . مولده في سنة ثمان وستين عام موت ابن عباس . وسمع أنس بن مالك ، والحسن ، وأبا المتوكل ، وعكرمة وموسى بن أنس ، [ ص: 164 ] وبكر بن عبد الله ، وعبد الله بن شقيق العقيلي ، وثابت البناني ، وابن أبي مليكة ، ويوسف بن ماهك ، وطائفة ، وكان صاحب حديث ، ومعرفة وصدق . روى عنه : عاصم بن بهدلة ، وشعبة ، وزياد بن سعد ، وابن جريج ، والسفيانان ، والحمادان ، وإسماعيل بن جعفر ، وأبو إسحاق الفزاري ، وخالد بن عبد الله ، وزائدة ، وزهير بن معاوية ، وبشر بن المفضل ، وخالد بن الحارث ، وأبو خالد الأحمر ، وعباد بن العوام ، وابن المبارك ، وعبد الأعلى السامي ، وعبد العزيز الدراوردي ، وعبد الوهاب الثقفي ، ومالك ، وهشيم ، ووهيب ، ويزيد بن زريع ، وعبيدة بن حميد ، ويحيى القطان ، وأبو بكر بن عياش ، ويزيد بن هارون ، ومحمد بن أبي عدي ، ومروان بن معاوية ، ومحمد بن عيسى بن سميع ، والنضر بن شميل ، وقريش بن أنس ، ومعاذ بن معاذ ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري ، وخلق كثير ، وروى عنه من أقرانه يحيى بن سعيد الأنصاري . ويقال : من سبي كابل في سنة أربع وأربعين ، والد حميد الطويل . وروى الفسوي عن أبي موسى الزمن ، قال : حميد بن تيرويه وهم يغضبون منه . قال حاشد بن إسماعيل البخاري : سألت إبراهيم بن حميد الطويل ، قلت : ما اسم جدك ؟ قال : لا أدري . قال الأصمعي : رأيت حميدا ولم يكن بطويل ، ولكن كان طويل اليدين ، وكان قصيرا ، لم يكن بذاك الطويل ، ولكن كان له جار يقال له : حميد القصير فقيل : حميد الطويل ليعرف من الآخر . وروى إسحاق الكوسج عن يحيى بن معين : ثقة . وقال أحمد العجلي : بصري تابعي ، ثقة ، وهو خال حماد بن سلمة . وقال أبو حاتم الرازي : ثقة ، لا [ ص: 165 ] بأس به . وقال : أكبر أصحاب الحسن قتادة ، وحميد . وقال ابن خراش : ثقة ، صدوق ، وعامة حديثه عن أنس إنما سمعه من ثابت . يريد أنه كان يدلسها وروى يحيى بن أبي بكير ، عن حماد بن سلمة قال : أخذ حميد كتب الحسن ، فنسخها ثم ردها عليه . وروى الأصمعي عن حماد بن سلمة ، قال : لم يدع حميد لثابت البناني علما إلا وعاه ، وسمعه منه . التبوذكي ، عن حماد ، قال : عامة ما يروي حميد عن أنس سمعه من ثابت . قال زهير بن معاوية : قدمت البصرة فأتيت حميدا الطويل ، وعنده أبو بكر بن عياش ، فقلت له : حدثني . فقال : سل . قلت : ما معي شيء أسأل عنه ، قال : فحدثني بثلاثين حديثا . قلت : حدثني . فحدثني بتسعة وأربعين حديثا . فقلت : ما أراك إلا قد قاربت فجعل يقول : سمعت أنسا والأحيان يقول : قال أنس . فلما فرغ ، قلت : أرأيت ما قد حدثتني به عن أنس بن مالك ، أنت سمعته منه ؟ فقال أبو بكر : هيهات ، فاتك ما فاتك! يقول : كان ينبغي لك أن تقفه عند كل حديث وتسأله . فكأن حميدا وجد في نفسه فقال : ما حدثتك بشيء عن أحد ، فعنه أحدثك . قال : فلم يشف قلبي . قال ابن المديني ، عن يحيى بن سعيد ، قال : كان حميد الطويل إذا ذهبت تقفه على بعض حديث أنس يشك فيه . وروى عفان ، عن يحيى بن سعيد قال : كنت أسأل حميدا عن الشيء من فتيا الحسن ، فيقول : نسيته . وروى يوسف بن موسى ، عن يحيى بن يعلى المحاربي قال : طرح زائدة [ ص: 166 ] حديث حميد الطويل . وروى عمر بن حفص الأشقر ، عن مكي بن إبراهيم ، قال : مررت بحميد الطويل ، وعليه ثياب سود ، فقال لي أخي : ألا تسمع من حميد ؟ فقلت : أسمع من الشرطي ؟! . وقال ابن عيينة : يقال اختلط على حميد ما سمع من أنس ومن ثابت . ويروى عن شعبة قال : كل شيء سمع حميد من أنس خمسة أحاديث . وروى أبو عبيدة الحداد ، عن شعبة ، قال : لم يسمع حميد من أنس إلا أربعة وعشرين حديثا ، والباقي سمعها من ثابت ، أو ثبته فيها ثابت . قلت : لحميد ، عن أنس ، في كتب الإسلام شيء كثير . وأظن له في الكتب الستة عنه مائة حديث . علي ابن المديني ، عن أبي داود ، سمعت شعبة ، سمعت حبيب بن الشهيد يقول لحميد وهو يحدثني : انظر ما تحدث به شعبة ، فإنه يرويه عنك . ثم يقول لي : إن حميدا رجل نسي ، فانظر ما يحدثك به . وقال معاذ بن معاذ : كنا عند حميد ، فأتاه شعبة فقال : يا أبا عبيدة : حديث كذا وكذا شك فيه . قال : إنه ليعرض لي أحيانا . فانصرف شعبة . فقال حميد : ما أشك في شيء منها . ولكنه غلام صلف أحببت أن أفسدها عليه . قال أبو أحمد بن عدي : له أحاديث كثيرة مستقيمة ، فأغنى لكثرة حديثه أن أذكر له شيئا من حديثه ، وقد حدث عنه الأئمة . وأما ما ذكر عنه أنه لم يسمع من أنس إلا مقدار ما ذكر ، وسمع الباقي من ثابت عنه ، فإن تلك الأحاديث [ ص: 167 ] يميزها من كان يتهمه أنها عن ثابت عنه ، لأنه قد روى عن أنس ، وقد روى عن ثابت عن أنس أحاديث ، فأكثر ما في بابه أن الذي رواه عن أنس البعض مما يدلسه عن أنس ، وقد سمعه من ثابت وقد دلس جماعة من الرواة عن مشايخ قد رأوهم . ابن سعد : أنبأنا أبو عبد الله التميمي ، أخبرني أبو خالد الداري ، عن حماد بن سلمة ، قال : أخذ إياس بن معاوية بيدي وأنا غلام فقال : لا تموت أو تقص . أما إني قد قلت هذا لخالك -يعني حميدا - قال : فما مات حتى قص . قال أبو خالد : فقلت لحماد : فقصصت أنت ؟ قال : نعم . قال معاذ بن معاذ ، قال حميد للبتي ، يعني عثمان : إذا أتاك الناس ، فاحملهم على أمر واحد ، لا ، ولكن خذ من هذا ومن هذا فأصلح بينهم . قال : فقال البتي : لا أطيق سحرك . قال : وكان حميد مصلح أهل البصرة . وروى قريش بن أنس عن حبيب بن الشهيد ، قال : كنت جالسا على باب خالد بن برزين إذ أتاه رجل من أهل الشام ، فقال له إياس : إن أردت الصلح ، فعليك بحميد الطويل . تدري ما يقول لك ؟ يقول لك : اترك شيئا ، ولصاحبك مثل ذلك . قال يحيى القطان : مات حميد وهو قائم يصلي ، ومات عباد بن منصور وهو على بطن امرأته . [ ص: 168 ] وقال معاذ بن معاذ كان حميد الطويل قائما يصلي فمات . فذكروه لابن عون ، وجعلوا يذكرون من فضله . فقال ابن عون : احتاج إلى ما قدم . قال سبط حميد وهو يعقوب بن إسحاق : مات جدي في جمادى الأولى سنة أربعين ومائة . قلت : هذا وهم . وقال قريش بن أنس ، وابن سعد : مات في سنة اثنتين وأربعين ومائة وكذا قال الهيثم . وروى أحمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد : مات حميد سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين في آخرها . وروى محمد بن يوسف البيكندي ، عن إبراهيم بن حميد الطويل : مات أبي سنة ثلاث وأربعين ولم أسمع منه ، وأنا ابن عشر أو نحوها . وروى الزيادي ، عن إبراهيم ، مات أبي سنة ثلاث وقد أتت عليه خمس وسبعون سنة . وقال خليفة والفلاس : سنة ثلاث . أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المرداوي : سنة اثنتين وتسعين وستمائة ، أنبأنا محمد بن خلف الفقيه سنة ست عشرة وستمائة ، أنبأنا أحمد بن محمد الحافظ سنة ست وستين بالثغر ، أنبأنا أبو مسعود محمد ، وأبو الفتح أحمد أنبأنا عبد الله بن أحمد السوذرجاني ، أنبأنا علي بن محمد بن ميلة الفرضي ، حدثنا أبو عمرو بن حكيم ، حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي ، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قاضي البصرة ، حدثني حميد الطويل ، عن أنس [ ص: 169 ] بن مالك قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : لا تقام الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله . |