أشهب بن عبد العزيز ( د ، ت )

ابن داود بن إبراهيم ، الإمام العلامة ، مفتي مصر ، أبو عمرو [ ص: 501 ] القيسي ، العامري ، المصري الفقيه ، يقال : اسمه مسكين ، وأشهب لقب له .

مولده سنة أربعين ومائة .

سمع مالك بن أنس ، nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث بن سعد ، nindex.php?page=showalam&ids=14810ويحيى بن أيوب ، nindex.php?page=showalam&ids=16036وسليمان بن بلال ، nindex.php?page=showalam&ids=15561وبكر بن مضر ، وداود بن عبد الرحمن العطار ، وعدة .

حدث عنه nindex.php?page=showalam&ids=14061الحارث بن مسكين ، nindex.php?page=showalam&ids=17418ويونس بن عبد الأعلى ، وبحر بن نصر ، nindex.php?page=showalam&ids=16991ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، ومحمد بن إبراهيم بن المواز ، وسحنون بن سعيد فقيه المغرب ، وعبد الملك بن حبيب فقيه الأندلس ، وهارون بن سعيد الأيلي ، وآخرون .

ويكفيه قول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي فيه : ما أخرجت مصر أفقه من أشهب ، لولا طيش فيه .

قال أبو عمر بن عبد البر : كان فقيها حسن الرأي والنظر ، فضله ابن عبد الحكم على ابن القاسم في الرأي ، فذكر هذا لمحمد بن عمر بن لبابة الأندلسي ، فقال : إنما قال ذلك ابن عبد الحكم ، لأنه لازم أشهب ، وكان أخذه عنه أكثر ، وابن القاسم عندنا أفقه في البيوع وغيرها .

وقيل : كان أشهب على خراج مصر ، وكان صاحب أموال وحشم . [ ص: 502 ]

قال سحنون : رحم الله أشهب ، ما كان يزيد في سماعه حرفا واحدا .

قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : لم يدرك nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي إذ قدم مصر أحدا من أصحاب مالك إلا أشهب nindex.php?page=showalam&ids=16991وابن عبد الحكم .

قلت : وأدرك ابن الفرات ، nindex.php?page=showalam&ids=15974وسعيد بن أبي مريم .

قال سعد بن معاذ الفقيه : سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول : أشهب أفقه من ابن القاسم مائة مرة .

وعن ابن عبد الحكم قال : سمعت أشهب يدعو في سجوده على nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي بالموت ، فمات - والله - nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في رجب سنة أربع ، ومات أشهب بعده بثمانية عشر يوما واشترى من تركة nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي عبدا ، اشتريته أنا من تركة أشهب .

قال ابن يونس : مات لثمان بقين من شعبان سنة أربع .

قلت : قول nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : كان أخذ ابن عبد الحكم عن أشهب أكثر - يعني من أخذه عن ابن القاسم - : فيه نظر ، فما علمته أخذ عنه ، إنما لحق [ ص: 503 ] ابن وهب ، وقد لحق ابن القاسم ، وهو مراهق ، فلعله باعتناء والده ، أخذ شيئا يسيرا عنه ، والله أعلم .

ودعاء أشهب على nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي من باب كلام المتعاصرين ، بعضهم في بعض ، لا يعبأ به ، بل يترحم على هذا ، وعلى هذا ، ويستغفر لهما ، وهو باب واسع ، أوله موت عمر وآخره رأيناه عيانا ، وكان يقال لعمر : قفل الفتنة .

أَشْهَبُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ( د ، ت )

ابْنُ دَاوُدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ ، مُفْتِي مِصْرَ ، أَبُو عَمْرٍو [ ص: 501 ] الْقَيْسِيُّ ، الْعَامِرِيُّ ، الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ ، يُقَالُ : اسْمُهُ مِسْكِينٌ ، وَأَشْهَبُ لَقَبٌ لَهُ .

مَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ .

سَمِعَ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=15124وَاللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=14810وَيَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ ، nindex.php?page=showalam&ids=16036وَسُلَيْمَانَ بْنَ بِلَالٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=15561وَبَكْرَ بْنَ مُضَرٍ ، وَدَاوُدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارَ ، وَعِدَّةً .

حَدَّثَ عَنْهُ nindex.php?page=showalam&ids=14061الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=17418وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، وَبَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=16991وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَوَّازُ ، وَسُحْنُونُ بْنُ سَعِيدٍ فَقِيهُ الْمَغْرِبِ ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ فَقِيهُ الْأَنْدَلُسِ ، وَهَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ ، وَآخَرُونَ .

وَيَكْفِيهِ قَوْلُ nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ فِيهِ : مَا أَخْرَجَتْ مِصْرُ أَفْقَهَ مِنْ أَشْهَبَ ، لَوْلَا طَيْشٌ فِيهِ .

قَالَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : كَانَ فَقِيهًا حَسَنَ الرَّأْيِ وَالنَّظَرِ ، فَضَّلَهُ ابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ عَلَى ابْنِ الْقَاسِمِ فِي الرَّأْيِ ، فَذُكِرَ هَذَا لِمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ لُبَابَةَ الْأَنْدَلُسِيِّ ، فَقَالَ : إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ ابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ ، لِأَنَّهُ لَازَمَ أَشْهَبَ ، وَكَانَ أَخْذُهُ عَنْهُ أَكْثَرَ ، وَابْنُ الْقَاسِمِ عِنْدَنَا أَفْقَهُ فِي الْبُيُوعِ وَغَيْرِهَا .

وَقِيلَ : كَانَ أَشْهَبُ عَلَى خَرَاجِ مِصْرَ ، وَكَانَ صَاحِبَ أَمْوَالٍ وَحَشَمٍ . [ ص: 502 ]

قَالَ سَحْنُونٌ : رَحِمَ اللَّهُ أَشْهَبَ ، مَا كَانَ يَزِيدُ فِي سَمَاعِهِ حَرْفًا وَاحِدًا .

قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=13332ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : لَمْ يُدْرِكِ nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ إِذْ قَدِمَ مِصْرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ إِلَّا أَشْهَبَ nindex.php?page=showalam&ids=16991وَابْنَ عَبْدِ الْحَكَمِ .

قُلْتُ : وَأَدْرَكَ ابْنَ الْفُرَاتِ ، nindex.php?page=showalam&ids=15974وَسَعِيدَ بْنَ أَبِي مَرْيَمَ .

قَالَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ الْفَقِيهُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ يَقُولُ : أَشْهَبُ أَفْقَهُ مِنَ ابْنِ الْقَاسِمِ مِائَةَ مَرَّةٍ .

وَعَنِ ابْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ قَالَ : سَمِعْتُ أَشْهَبَ يَدْعُو فِي سُجُودِهِ عَلَى nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ بِالْمَوْتِ ، فَمَاتَ - وَاللَّهِ - nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ فِي رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ ، وَمَاتَ أَشْهَبُ بَعْدَهُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمًا وَاشْتَرَى مِنْ تَرِكَةِ nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ عَبْدًا ، اشْتَرَيْتُهُ أَنَا مِنْ تَرِكَةِ أَشْهَبَ .

قَالَ ابْنُ يُونُسَ : مَاتَ لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ .

قُلْتُ : قَوْلُ nindex.php?page=showalam&ids=13332ابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ : كَانَ أَخْذُ ابْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ عَنْ أَشْهَبَ أَكْثَرَ - يَعْنِي مِنْ أَخَذِهِ عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ - : فِيهِ نَظَرٌ ، فَمَا عَلِمْتُهُ أَخَذَ عَنْهُ ، إِنَّمَا لَحِقَ [ ص: 503 ] ابْنَ وَهْبٍ ، وَقَدْ لَحِقَ ابْنَ الْقَاسِمِ ، وَهُوَ مُرَاهِقٌ ، فَلَعَلَّهُ بِاعْتِنَاءِ وَالِدِهِ ، أَخَذَ شَيْئًا يَسِيرًا عَنْهُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

وَدُعَاءُ أَشْهَبَ عَلَى nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ مِنْ بَابِ كَلَامِ الْمُتَعَاصِرِينَ ، بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ ، لَا يُعْبَأُ بِهِ ، بَلْ يُتَرَحَّمُ عَلَى هَذَا ، وَعَلَى هَذَا ، وَيُسْتَغْفَرُ لَهُمَا ، وَهُوَ بَابٌ وَاسِعٌ ، أَوَّلُهُ مَوْتُ عُمَرَ وَآخِرُهُ رَأَيْنَاهُ عِيَانًا ، وَكَانَ يُقَالُ لِعُمَرَ : قِفْلُ الْفِتْنَةِ .