ابن نافع ، الحافظ الكبير ، عالم اليمن ، أبو بكر الحميري ، [ ص: 564 ] مولاهم الصنعاني الثقة الشيعي .
ارتحل إلى الحجاز ، والشام ، والعراق ، وسافر في تجارة .
حدث عن ، هشام بن حسان ، وأخيه وعبيد الله بن عمر عبد الله ، ، وابن جريج ومعمر ، فأكثر عنه ، ، وحجاج بن أرطاة ، وعبد الملك بن أبي سليمان والمثنى بن الصباح ، ، وعمر بن ذر ومحمد بن راشد ، ، وزكريا بن إسحاق ، وعكرمة بن عمار وعبد الله بن سعيد بن أبي هند ، ، وثور بن يزيد وأيمن بن نابل ، ، والأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز ، ، وسفيان الثوري ، وإسرائيل بن يونس ، ووالده ومالك بن أنس همام ، وخلق سواهم .
حدث عنه شيخه سفيان بن عيينة ، ، ومعتمر بن سليمان وأبو أسامة ، وطائفة من أقرانه ، ، وأحمد بن حنبل ، وابن راهويه ، ويحيى بن معين ، وعلي بن المديني وإسحاق الكوسج ، ومحمد بن يحيى ، ، ومحمد بن رافع ، وعبد بن حميد ويحيى بن جعفر البيكندي ، ويحيى بن موسى خت ، والحسن بن أبي الربيع ، وأحمد بن منصور الرمادي وأحمد بن يوسف السلمي ، ، وأحمد بن الأزهر وسلمة بن [ ص: 565 ] شبيب ، وإسحاق بن إبراهيم الدبري ، وإبراهيم بن سويد الشبامي والحسن بن عبد الأعلى البوسي وإبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني ، ، وأحمد بن صالح المصري ، وحجاج بن الشاعر ومحمد بن حماد الطهراني . ومؤمل بن إهاب
قال أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، أنه ولد سنة ست وعشرين ومائة .
وقال أحمد بن أبي خيثمة : قال عبد الرزاق : لزمت معمرا ثماني سنين . حدثناه أحمد بن يحيى ، . وابن معين
عباس ، عن ابن معين ، قال : كان عبد الرزاق في حديث معمر أثبت من هشام بن يوسف ، وكان هشام بن يوسف أثبت منه في حديث ، وأقرأ لكتب ابن جريج من ابن جريج عبد الرزاق ، وكان أعلم بحديث من سفيان الثوري عبد الرزاق .
أبو زرعة الدمشقي ، أخبرنا أحمد ، قال : أتينا عبد الرزاق قبل المائتين ، وهو صحيح البصر ، ومن سمع منه بعدما ذهب بصره ، فهو ضعيف السماع .
وقال حنبل : سمعت أبا عبد الله يقول : إذا اختلف أصحاب [ ص: 566 ] معمر ، فالحديث لعبد الرزاق .
قال : قال لي علي بن المديني هشام بن يوسف : كان عبد الرزاق أعلمنا وأحفظنا .
قلت : هكذا كان النظراء يعترفون لأقرانهم بالحفظ .
وقال : ما كان أعلم يحيى بن معين عبد الرزاق بمعمر ، وأحفظه عنه ، وكان هشام بن يوسف فصيحا ، يبتدع الخطبة على المنبر .
قال عثمان بن سعيد : قلت : لابن معين فعبد الرزاق في سفيان ؟ قال : مثلهم ، يعني : قبيصة ، ، والفريابي وعبيد الله ، وابن يمان .
قال أحمد العجلي : عبد الرزاق ثقة ، كان يتشيع .
وفي " المسند " : قال : ما كان في قرية أحمد بن حنبل عبد الرزاق بئر ، فكنا نذهب نبكر على ميلين نتوضأ ، ونحمل معنا الماء .
وقال أبو عمرو المستملي : سمعت محمد بن رافع ، يقول : كنت مع أحمد وإسحاق عند عبد الرزاق ، فجاءنا يوم الفطر ، فخرجنا مع عبد الرزاق إلى المصلى ، ومعنا ناس كثير ، فلما رجعنا ، دعانا عبد الرزاق إلى الغداء ، ثم قال لأحمد وإسحاق : رأيت اليوم منكما عجبا ، لم تكبرا ، فقال أحمد وإسحاق : يا أبا بكر ، كنا ننتظر هل تكبر ، فنكبر ، فلما رأيناك لم تكبر ، أمسكنا ، قال : وأنا كنت أنظر إليكما ، هل تكبران فأكبر .
[ ص: 567 ] مكي بن عبدان : حدثنا أبو الأزهر ، سمعت عبد الرزاق ، يقول : صار معمر هليلجة في فمي .
الحسن بن سفيان : سمعت فياض بن زهير النسائي ، يقول : تشفعنا بامرأة عبد الرزاق عليه ، فدخلنا ، فقال : هاتوا ، تشفعتم إلي بمن ينقلب معي على فراشي ؟ ثم قال :
ليس الشفيع الذي يأتيك متزرا مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا
عباس : حدثنا يحيى ، قال بشر بن السري : قال عبد الرزاق : قدمت مكة مرة ، فأتاني أصحاب الحديث يومين ، ثم انقطعوا عني يومين ، أو ثلاثة ، فقلت : يا رب ما شأني ؟ أكذاب أنا ؟ أي شيء أنا ؟ .
قال : فجاءوني بعد ذلك .
المفضل الجندي : حدثنا سلمة بن شبيب ، سمعت عبد الرزاق يقول : أخزى الله سلعة لا تنفق إلا بعد الكبر والضعف ، حتى إذا بلغ أحدهم مائة سنة ، كتب عنه ، فإما أن يقال : كذاب ، فيبطلون علمه ، وإما أن يقال : مبتدع ، فيبطلون عمله ، فما أقل من ينجو من ذلك .
محمود بن غيلان ، عن عبد الرزاق : قال لي : أنت رجل عندك حديث ، وحفظك ليس بذاك ، فإذا سئلت عن حديث ، فلا تقل : ليس هو عندي ، ولكن قل : لا أحفظه . وكيع
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل في " المسند " : قال يحيى بن [ ص: 568 ] معين قال لي عبد الرزاق : اكتب عني حديثا واحدا من غير كتاب . قلت : لا ، ولا حرف .
: حدثنا ابن أبي خيثمة ابن معين ، قال لي عبد الرزاق بمكة قبل أن أقدم عليه اليمن : يا فتى ، ما تريد إلى هذه الأحاديث ، سمعنا ، وعرضنا ، وكل سماع ، وقال لي : إن هذه الكتب كتبها لي الوراقون سمعناها مع أبي .
عبد الله بن أحمد ، وعباس - واللفظ له - : حدثنا : قال لي يحيى بن معين أبو جعفر السويدي جاءوا إلى عبد الرزاق بأحاديث كتبوها ، ليست من حديثه ، فقالوا له : اقرأها علينا ، فقال : لا أعرفها ، فقالوا : اقرأها علينا ، ولا تقل فيها حدثنا ، فقرأها عليهم .
قال حنبل : سمعت أبا عبد الله يقول في حديث ، حدث به أبي هريرة عبد الرزاق النار جبار لم يكن في الكتب ، باطل ، رواها الأثرم عن أحمد ، وزاد : ثم قال : ومن يحدث به عن عبد الرزاق ؟ قلت : حدثنا أحمد بن شبويه ، قال : هؤلاء سمعوا بعدما عمي ، كان يلقن ، [ ص: 569 ] فلقنوه ، وليس في كتبه ، وقد أسندوا عنه أحاديث ليست في كتبه .
قلت : أظنها تصحفت عليهم ، فإن النار قد تكتب : " النير " على الإمالة بياء على هيئة " البير " ، فوقع التصحيف .
ابن أبي العقب ، وأبو الميمون ، حدثنا أبو زرعة ، حدثني محمود بن سميع ، سمع يقول : قلت أحمد بن صالح : رأيت أحسن حديثا من لأحمد بن حنبل عبد الرزاق ؟ قال : لا .
قال كاتبه : ما أدري ما عنى أحمد بحسن حديثه ، هل هو جودة الإسناد ، أو المتن ، أو غير ذلك ؟ .
الفسوي : حدثنا محمد بن أبي السري ، قلت لعبد الرزاق : ما رأيك أنت ؟ - يعني في التفضيل - قال : فأبى أن يخبرني ، وقال : كان سفيان يقول : أبو بكر وعمر ، ويسكت ، ثم قال لي سفيان : أحب أن أخلو بأبي عروة - يعني معمرا - فقلنا لمعمر ، فقال : نعم ، فخلا به ، فلما أصبح ، قلت : يا أبا عروة ، كيف رأيته ؟ قال : هو رجل ، إلا أنه قلما تكاشف كوفيا إلا وجدت فيه شيئا - يريد التشيع - ثم قال عبد الرزاق : وكان مالك يقول : أبو بكر وعمر ، ويسكت ، وكان معمر يقول : أبو بكر وعمر وعثمان ، ويسكت . ومثله كان يقول . هشام بن حسان
[ ص: 570 ] قال عبد الله بن أحمد : سألت أبي : أكان عبد الرزاق يفرط في التشيع ؟ قال : أما أنا ، فلم أسمع منه في هذا شيئا ، ولكن كان رجلا يعجبه أخبار الناس أو الأخبار .
: سألت محمد بن أيوب بن الضريس محمد بن أبي بكر المقدمي عن حديث لجعفر بن سليمان ، فقلت : روى عنه عبد الرزاق ، فقال : فقدت عبد الرزاق ، ما أفسد جعفرا غيره - يعني في التشيع - قلت أنا : بل ما أفسد عبد الرزاق سوى جعفر بن سليمان .
قال : حدثنا أبو جعفر العقيلي أحمد بن بكير الحضرمي ، حدثنا محمد بن إسحاق بن يزيد البصري ، سمعت مخلدا الشعيري ، يقول : كنت عند عبد الرزاق ، فذكر رجل معاوية ، فقال : لا تقذر مجلسنا بذكر ولد أبي سفيان !
عبد الله بن أحمد ، قلت : تخشى السن على لابن معين عبد الرزاق ؟ فقال : أما حيث رأيناه ، فما كان بلغ الثمانين ، نحو من سبعين ، ثم قال يحيى : ذكر أبو جعفر السويدي أن قوما من الخراسانية ، من أصحاب الحديث ، جاءوا إلى عبد الرزاق بأحاديث للقاضي هشام بن يوسف ، تلقطوها عن معمر ، من حديث هشام ، وابن ثور ، وكان ابن ثور ثقة ، فجاءوا بها إلى عبد الرزاق ، فنظر فيها ، فقال : بعضها سمعتها ، وبعضها لا أعرفها ، ولم أسمعها ، قال : فلم [ ص: 571 ] يفارقوه حتى قرأها ، ولم يقل لهم : حدثنا ، ولا أخبرنا . حدثني السويدي بهذا .
آدم بن موسى : سمعت يقول : البخاري عبد الرزاق ما حدث من كتابه فهو أصح .
، حدثنا أبو زرعة الرازي عبد الله بن محمد المسندي ، قال : ودعت ابن عيينة ، فقلت : أتريد عبد الرزاق ؟ قال : أخاف أن يكون من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا .
عباس : سمعت ابن معين : قال هشام بن يوسف : عرض معمر هذه الأحاديث على ، إلا أنه سمع منها نيفا وثلاثين حديثا - يعني : صحيفة همام بن منبه همام ، التي رواها عبد الرزاق ، عن معمر عنه ، وهي مائة ونيف وثلاثون حديثا ، أكثرها في " الصحيحين " .
في كتاب " الضعفاء " له ، في ترجمة العقيلي عبد الرزاق : حدثنا محمد بن أحمد بن حماد ، سمعت محمد بن عثمان الثقفي ، قال : لما قدم العباس بن عبد العظيم من عند عبد الرزاق من صنعاء ، قال لنا - ونحن جماعة - : ألست قد تجشمت الخروج إلى عبد الرزاق ، فدخلت إليه ، وأقمت عنده حتى سمعت منه ما أردت ؟ والله الذي لا إله إلا هو ، إن عبد الرزاق كذاب ، أصدق منه . والواقدي
قلت : بل والله ما بر عباس في يمينه ، ولبئس ما قال ، يعمد إلى [ ص: 572 ] شيخ الإسلام ، ومحدث الوقت ، ومن احتج به كل أرباب الصحاح - وإن كان له أوهام مغمورة ، وغيره أبرع في الحديث منه - فيرميه بالكذب ، ويقدم عليه الواقدي الذي أجمعت الحفاظ على تركه ، فهو في مقالته هذه خارق للإجماع بيقين .
قال سمعت العقيلي علي بن عبد الله بن المبارك الصنعاني يقول : كان زيد بن المبارك ، قد لزم عبد الرزاق ، فأكثر عنه ، ثم خرق كتبه ، ولزم محمد بن ثور ، فقيل له في ذلك ، فقال : كنا عند عبد الرزاق ، فحدثنا بحديث معمر ، عن الزهري ، عن . . . الحديث الطويل ، فلما قرأ قول مالك بن أوس بن الحدثان عمر لعلي والعباس : فجئت أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك ، وجاء هذا يطلب ميراث امرأته ، قال عبد الرزاق : انظروا إلى الأنوك ، يقول : تطلب أنت ميراثك من ابن أخيك ، ويطلب هذا ميراث زوجته من أبيها ، لا يقول : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال زيد بن المبارك : فلم أعد إليه ، ولا أروي عنه .
قلت : هذه عظيمة ، وما فهم قول أمير المؤمنين عمر ، فإنك يا هذا لو سكت ، لكان أولى بك ، فإن عمر إنما كان في مقام تبيين العمومة والبنوة ، وإلا فعمر - رضي الله عنه - أعلم بحق المصطفى وبتوقيره وتعظيمه من كل متحذلق متنطع ، بل الصواب أن نقول عنك : انظروا إلى هذا الأنوك الفاعل - عفا الله عنه - كيف يقول عن عمر هذا ، ولا يقول : قال أمير المؤمنين - الفاروق - ؟ ! وبكل حال فنستغفر الله لنا ولعبد [ ص: 573 ] الرزاق ، فإنه مأمون على حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صادق .
قال : حدثنا العقيلي أحمد بن محمد : سمعت أبا صالح محمد بن إسماعيل الصراري يقول : بلغنا ونحن بصنعاء عند عبد الرزاق أن أصحابنا ، ، يحيى بن معين ، وغيرهما ، تركوا حديث وأحمد بن حنبل عبد الرزاق وكرهوه ، فدخلنا من ذلك غم شديد ، وقلنا : قد أنفقنا ، ورحلنا وتعبنا ، فلم أزل في غم من ذلك إلى وقت الحج ، فخرجت إلى مكة ، فلقيت بها ، فقلت له : يا يحيى بن معين أبا زكريا ، ما نزل بنا من شيء بلغنا عنكم في عبد الرزاق ؟ قال : وما هو ؟ قلنا : بلغنا أنكم تركتم حديثه ، ورغبتم عنه ، قال : يا أبا صالح ، لو ارتد عبد الرزاق عن الإسلام ، ما تركنا حديثه .
أحمد بن زهير : سمعت ، وبلغه أن يحيى بن معين تكلم في أحمد بن حنبل بسبب التشيع ، فقال عبيد الله بن موسى يحيى : والله العظيم ، لقد سمعت من عبد الرزاق في هذا المعنى أكثر مما يقول ، ولكن خاف عبيد الله بن موسى أن تذهب رحلته إلى أحمد بن حنبل عبد الرزاق ، أو كما قال - رواها ثقتان عنه .
أحمد بن زهير : أنبئونا عن بركات الخشوعي ، أنبأنا أبو طالب اليوسفي ، أخبرنا أبو إسحاق البرمكي ، حدثنا القطيعي ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، سمعت سلمة بن شبيب ، سمعت عبد الرزاق ، يقول : ما انشرح صدري قط أن أفضل عليا على أبي بكر وعمر ، فرحمهما الله ، [ ص: 574 ] ورحم عثمان وعليا ، من لم يحبهم فما هو بمؤمن ، أوثق عملي حبي إياهم .
أبو حامد بن الشرقي ، حدثنا أبو الأزهر ، سمعت عبد الرزاق يقول : أفضل الشيخين بتفضيل علي إياهما على نفسه ، كفى بي إزراء أن أخالف عليا - رضي الله عنه - .
عبد الله بن محمد بن سيار الفرهياني حدثنا ، عن عباس بن عبد العظيم زيد بن المبارك قال : كان عبد الرزاق كذابا يسرق الحديث .
وذكره في " كامله " فقال : نسبوه إلى التشيع ، وروى أحاديث في الفضائل لا يوافق عليها ، فهذا أعظم ما ذموه به من روايته هذه الأحاديث ، ولما رواه في مثالب غيرهم ، مما لم أذكره ، وأما الصدق ، فإني أرجو أنه لا بأس به ، إلا أنه قد سبق منه أحاديث في أهل البيت ، ومثالب آخرين مناكير ، وقد سمعت أبو أحمد بن عدي ابن حماد ، سمعت أبا صالح الصراري . . . فذكر حكايته ، وقول يحيى : لو ارتد ما تركنا حديثه .
وقد أورد ترجمة أبو القاسم بن عساكر عبد الرزاق في سبع عشرة ورقة . وأفظع حديث له ما تفرد به عنه الثقة في مناقب أحمد بن الأزهر الإمام علي ، فإنه شبه موضوع ، وتابعه عليه محمد بن علي بن سفيان [ ص: 575 ] الصنعاني النجار قالا : حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ، قال : نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى علي فقال : أنت سيد في الدنيا ، سيد في الآخرة ، حبيبك حبيبي ، وحبيبي حبيب الله ، وعدوك عدوي ، وعدوي عدو الله ، فالويل لمن أبغضك بعدي .
قال : حدث به الحاكم أبو الأزهر ببغداد في حياة ، فأنكره من أنكره ، حتى تبين للجماعة أن يحيى بن معين أبا الأزهر بريء الساحة منه ، فإنه صادق . وحدثناه أبو علي محمد بن علي بن عمر المذكر ، حدثنا أبو الأزهر ، فذكره ، وحدثني عبد الله بن سعد ، حدثنا محمد بن حمدون ، حدثنا محمد بن علي النجار ، فذكره .
وسمعت أبا علي الحافظ ، سمعت أحمد بن يحيى التستري يقول : لما حدث أبو الأزهر بهذا في الفضائل ، أخبر بذلك ، فبينا هو عنده في جماعة أصحاب الحديث ، إذ قال : من هذا الكذاب النيسابوري الذي حدث بهذا عن يحيى بن معين عبد الرزاق ؟ فقام أبو الأزهر فقال : هو ذا أنا ، فتبسم ، وقال : أما إنك لست بكذاب ، وتعجب من سلامته ، وقال : الذنب لغيرك فيه . يحيى بن معين
وسمعت أبا أحمد الحافظ ، سمعت أبا حامد بن الشرقي ، وسئل عن حديث أبي الأزهر ، عن عبد الرزاق ، في فضل علي ، فقال : هذا باطل ، والسبب فيه أن معمرا كان له ابن أخ رافضي ، وكان معمر يمكنه من كتبه ، فأدخل عليه هذا الحديث ، وكان معمر مهيبا ، لا يقدر [ ص: 576 ] أحد على مراجعته ، فسمعه عبد الرزاق في كتاب ابن أخي معمر .
قلت : هذه حكاية منقطعة ، وما كان معمر شيخا مغفلا يروج هذا عليه ، كان حافظا بصيرا بحديث الزهري .
قال مكي بن عبدان : حدثنا أبو الأزهر ، قال : خرج عبد الرزاق إلى قريته ، فبكرت إليه يوما ، حتى خشيت على نفسي من البكور ، فوصلت إليه قبل أن يخرج لصلاة الصبح ، فلما خرج ، رآني ، فأعجبه ، فلما فرغ من الصلاة ، دعاني ، وقرأ علي هذا الحديث ، وخصني به دون أصحابي .
أخبرنا الحسن بن علي ، أخبرنا سالم بن الحسن ، أخبرنا أبو الفتح بن شاتيل ، أخبرنا الحسين بن علي ، أخبرنا عبد الله بن يحيى ، أخبرنا ، حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار أحمد بن منصور ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا ، أخبرني ابن جريج قال : دخلت أنا ابن أبي مليكة وابن فيروز مولى عثمان على ابن عباس ، فقال له ابن فيروز : يا أبا عباس يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم الآية فقال ابن عباس : من أنت ؟ قال : أنا عبد الله بن فيروز ، فقال ابن عباس : يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة فقال : أسألك يا أبا عباس ؟ قال : أيام سماها الله ، هو أعلم بها ، أكره أن أقول فيها ما لا أعلم ، قال : فضرب الدهر حتى دخلت على ابن أبي مليكة ، فسئل عنها ، فلم يدر ما يقول ، فقلت له : ألا أخبرك ما حضرت من سعيد بن المسيب ابن عباس ، فأخبرته ، فقال ابن المسيب للسائل : هذا ابن عباس قد اتقى [ ص: 577 ] أن يقول فيها ، وهو أعلى مني .
وبه إلى عبد الرزاق : أخبرنا معمر ، قال : كان عدي بن أرطاة يبعث إلى الحسن كل يوم قعابا من ثريد ، فيأكل هو وأصحابه .
قلت : قد كان عدي أميرا على البصرة . لعمر بن عبد العزيز
وبه إلى عبد الرزاق : أخبرنا الثوري ، حدثني منصور ، عن مجاهد ، عن عقار بن المغيرة بن شعبة ، عن أبيه ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : . من اكتوى أو استرقى ، فقد برئ من التوكل
وبه إلى عبد الرزاق : أخبرنا معمر ، عن الزهري قال : دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على بعض أهله فقال : أين فلانة ؟ قالوا : اشتكت عينها ، فقال : استرقوا لها ، فقد أعجبتني عيناها .
قرأت على أحمد بن إسحاق ، أخبركم الفتح بن عبد السلام ، أخبرنا عبد الله بن أبي شريك ، أخبرنا أبو الحسين بن النقور ، حدثنا عيسى بن علي إملاء قال : قرئ على أبي عمر محمد بن يوسف [ ص: 578 ] القاضي وأنا أسمع في سنة سبع عشرة وثلاثمائة ، قيل له : حدثكم أحمد بن منصور بن سيار ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، أخبرني أنس قال : محمد إنه لا يبدل القول لدي ، وإن لك بالخمس خمسين . فرضت على النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة أسري به الصلوات خمسين ، ثم نقصت إلى خمس ، ثم نودي : يا
وأخبرنا أحمد بن عبد الرحمن ، ومحمد بن محمد الكاتب ، وعبد الرحيم بن عبد المحسن قالوا : أخبرنا عبد الرحمن بن مكي ، أخبرنا جدي أبو طاهر الحافظ ، أخبرنا مكي بن منصور ، أخبرنا أحمد بن الحسن القاضي ، حدثنا محمد بن أحمد بن معقل ، حدثنا محمد بن يحيى الذهلي ، حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك قال : محمد إنه لا يبدل القول لدي ، وإن لك بهذه الخمس خمسين " . أخرجه فرضت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة أسري به الصلوات خمسين ، ثم نقصت حتى جعلت خمسا ، ثم نودي : يا الترمذي عن الذهلي .
أخبرنا أبو المعالي الهمذاني ، أخبرنا أحمد بن يوسف ، والفتح بن عبد الله ( ح ) وأخبرنا عمر بن عبد المنعم ، أخبرنا أبو اليمن الكندي قالوا : أخبرنا محمد بن القاضي ( ح ) وأخبرنا أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء ، عن [ ص: 579 ] عبد المعز بن محمد ، أخبرنا يوسف بن أيوب الزاهد قالا : أخبرنا أحمد بن محمد البزاز ، أخبرنا علي بن عمر السكري ، حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي ، حدثنا في سنة سبع وعشرين ومائتين ، حدثنا يحيى بن معين عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، وعبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر وأبا بكر وعمر كانوا ينزلون المحصب . أن النبي - صلى الله عليه وسلم -
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن ، أخبرنا أبو محمد بن قدامة ، أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا علي بن محمد بن محمد الخطيب ، أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد ، أخبرنا إسماعيل بن محمد ، أخبرنا أحمد بن منصور ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن ، عن أبيه قال : قال زيد بن أسلم عمر : " يا أسلم ، لا يكن حبك كلفا ، ولا بغضك تلفا . قلت : وكيف ذاك ؟ قال : إذا أحببت ، فلا تكلف كما يكلف الصبي ، وإذا أبغضت ، فلا تبغض بغضا تحب أن يتلف صاحبك ويهلك " .
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن ، أخبرنا عبد الله بن أحمد ، أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون ، أخبرنا الحسين بن بطحاء ، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي ، حدثني الحسين بن داود بن معاذ البلخي ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري في قوله - عز [ ص: 580 ] وجل - : وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة قال : تنظر في وجه الرحمن - عز وجل .
توفي عبد الرزاق في شوال ، سنة إحدى عشرة ومائتين .
: سمعت يحيى بن معين هشام بن يوسف يقول : كان لعبد الرزاق حين قدم ابن جريج اليمن ثماني عشرة سنة .
قال يعقوب بن شيبة : عن ابن المديني ، قال لي هشام بن يوسف : كان عبد الرزاق أعلمنا وأحفظنا . قال يعقوب : وكل ثقة ثبت .