ثمامة بن أشرس
العلامة أبو معن النميري البصري المتكلم ، من رءوس المعتزلة [ ص: 204 ] القائلين بخلق القرآن -جل منزله .
وكان نديما ظريفا صاحب ملح ، اتصل بالرشيد ، ثم بالمأمون . روى عنه تلميذه . الجاحظ
قال : ذكر عنه أنه كان يقول : العالم هو بطباعه فعل الله . ابن حزم
وقال : المقلدون من أهل الكتاب وعبدة الأوثان لا يدخلون النار ، بل يصيرون ترابا . وإن من مات مسلما وهو مصر على كبيرة خلد في النار ، وإن أطفال المؤمنين يصيرون ترابا ، ولا يدخلون جنة .
قلت : قبح الله هذه النحلة .
قال المبرد : قال ثمامة : خرجت إلى المأمون ، فرأيت مجنونا شد ، فقال : ما اسمك ؟ قلت : ثمامة ، فقال : المتكلم ؟ قلت : نعم ، قال : جلست على هذه الآجرة ، ولم يأذن لك أهلها ، فقلت : رأيتها مبذولة ،
قال : لعل لهم تدبيرا غير البذل ، متى يجد النائم لذة النوم ؟ إن قلت : قبله ، أحلت ، لأنه يقظان ، وإن قلت : في النوم ، أبطلت ، إذ النائم لا يعقل ، وإن قلت : بعده ، فقد خرج عنه ، ولا يوجد شيء بعد فقده ،
قال : فما كان عندي فيها جواب .
وعنه قال : عدت رجلا ، وتركت حماري على بابه ، ثم خرجت ، فإذا صبي راكبه ، فقلت : لم ركبته بغير إذني ؟ قال : خفت أن يذهب ،
قلت : لو ذهب كان أهون علي ، قال : فهبه لي ، وعد أنه ذهب ، واربح [ ص: 205 ] شكري ، فلم أدر ما أقول .
قال هاشم بن محمد الخزاعي : حدثنا سنة 253 ، حدثني الجاحظ ثمامة ، قال : شهدت رجلا قدم خصمه إلى وال ، فقال : أصلحك الله ، هذا ناصبي رافضي جهمي مشبه ، يشتم الحجاج بن الزبير الذي هدم الكعبة على علي ، ويلعن معاوية بن أبي طالب .
يموت بن المزرع : حدثنا قال : دخل الجاحظ أبو العتاهية على المأمون ، فطعن على المبتدعة ، ولعن القدرية ، فقال المأمون : أنت شاعر ، وللكلام قوم ، قال : نعم ، ولكن اسأل ثمامة عن مسألة ، فقل له يجبني ، ثم أخرج يده ، فحركها ، وقال : يا ثمامة من حرك يدي ؟
قال : من أمه زانية . فقال : يشتمني يا أمير المؤمنين . فقال ثمامة : ناقض والله .
قال أبو روق الهزاني حدثنا الفضل بن يعقوب قال : اجتمع ثمامة ويحيى بن أكثم عند المأمون ، فقال المأمون ليحيى : ما العشق ؟
قال : سوانح تسنح للعاشق ، يؤثرها ويهيم بها ، قال ثمامة : أنت بالفقه أبصر ، ونحن أحذق منك ، قال المأمون : فقل ، قال : إذا امتزجت جواهر النفوس بوصل المشاكلة ، نتجت لمح نور ساطع تستضيء به بواصر العقل ، وتهتز لإشراقه طبائع الحياة ، يتصور من ذلك اللمح نور خاص بالنفس متصل بجوهرها يسمى : عشقا . فقال المأمون : هذا [ ص: 206 ] وأبيك الجواب .
قال هارون الحمال : حدثنا محمد بن أبي كبشة قال : كنت في سفينة ، فسمعت هاتفا يقول : لا إله إلا الله ، كذب المريسي على الله ، ثم عاد الصوت يقول : لا إله إلا الله ، على ثمامة والمريسي لعنة الله ،
قال : ومعنا رجل من أصحاب المريسي في المركب ، فخر ميتا .