علي بن الجعد ( خ ، د )
ابن عبيد ، الإمام الحافظ الحجة مسند بغداد أبو الحسن البغدادي [ ص: 460 ] الجوهري مولى بني هاشم .
ولد سنة أربع وثلاثين ومائة .
وسمع من : شعبة ، ، وابن أبي ذئب وحريز بن عثمان أحد صغار التابعين ، ، وجرير بن حازم ، وسفيان الثوري والمسعودي ، ، وفضيل بن مرزوق ، والقاسم بن الفضل الحداني ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، ومبارك بن فضالة ويزيد بن إبراهيم التستري ، ومعروف بن واصل ، ، وهمام بن يحيى وبحر بن كنيز السقاء ، وجسر بن الحسن .
، والحمادين ، والحسن بن صالح بن حي ، والربيع بن صبيح وسليمان بن المغيرة ، ، وسلام بن مسكين وشيبان النحوي ، ، وصخر بن جويرية وعاصم بن محمد العمري ، ، وعبد الحميد بن بهرام وعبد العزيز بن الماجشون ، ، ومالك بن أنس وعلي بن علي الرفاعي ، ، وقيس بن الربيع ومحمد بن راشد ، ومحمد بن طلحة بن مصرف ، ، ومحمد بن مطرف وورقاء بن عمر ، وأبي الأشهب العطاردي ، وأبي عقيل يحيى بن المتوكل ، وخلق سواهم .
حدث عنه : ، البخاري وأبو داود ، ، ويحيى بن معين وخلف بن سالم شيئا يسيرا ، وأحمد بن حنبل وأحمد بن إبراهيم الدورقى ، [ ص: 461 ] والزعفراني ، وأبو حاتم ، وأبو زرعة ، ، وإبراهيم الحربي وأبو بكر الصاغاني ، ، وابن أبي الدنيا وأحمد بن علي بن سعيد المروزي ، وأحمد بن محمد بن خالد البراثي ، ، وموسى بن هارون وأحمد بن يحيى الحلواني ، وصالح بن محمد جزرة ، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان ، ومحمد بن عبدوس بن كامل ، ومحمد بن يحيى المروزي ، ، وأبو يعلى الموصلي ، وأبو القاسم البغوي وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي ، وخلق كثير .
قال محمد بن عبد الله بن يوسف المهري : حدثنا أبو بكر بن أبي أيوب ، سمعت أبي ، سمعت علي بن الجعد يقول : رأيت الأعمش ولم أكتب عنه شيئا .
وقال موسى بن الحسن السقلي : قال لنا علي بن الجعد : قدمت البصرة سنة ست وخمسين ومائة ، وكان حيا . سعيد بن أبي عروبة
قال نفطويه كان علي بن الجعد أكبر من بغداد بعشر سنين ، وكان أبو القاسم البغوي أكبر من سامرا بست سنين .
[ ص: 462 ] قال ابن أبي الدنيا : أخبرت عن موسى بن داود قال : ما رأيت أحفظ من علي بن الجعد ، وكنا عند ابن أبي ذئب ، فأملى علينا عشرين حديثا ، فحفظها وأملاها علينا .
وقال صالح بن محمد : سمعت خلف بن سالم يقول : صرت أنا وأحمد بن حنبل إلى وابن معين علي بن الجعد ، فأخرج إلينا كتبه ، وألقاها بين أيدينا ، وذهب ، وظننا أنه يتخذ لنا طعاما ، فلم نجد في كتبه إلا خطأ واحدا . فلما فرغنا من الطعام ، قال : هاتوا ، فحدث بكل شيء كتبناه حفظا .
عبد الخالق بن منصور : سمعت يقول : كتبت عن يحيى بن معين علي بن الجعد منذ أكثر من ثلاثين سنة . قاله في سنة خمس وعشرين ومائتين .
قال البغوي : سمعت علي بن الجعد يقول : كتبت عن سفيان بن عيينة سنة ستين ومائة بالكوفة ، أملى علينا من صحيفة .
قال خلف بن محمد الخيام : سمعت صالح بن محمد يقول : كان علي بن الجعد يحدث بثلاثة أحاديث لكل إنسان عن شعبة ، وكان عنده عن مالك ثلاثة أحاديث .
قال الحسين بن إسماعيل الفارسي : سألت عبدوس بن هانئ عن [ ص: 463 ] حال علي بن الجعد ، فقال : ما أعلم أني لقيت أحفظ منه ، فقال : كان يتهم بالجهم . قال : قد قيل هذا ، ولم يكن كما قالوا ، إلا أن ابنه الحسن بن علي كان على قضاء بغداد ، وكان يقول بقول جهم . قال : وكان عند علي بن الجعد عن شعبة نحو من ألف ومائتي حديث ، وكان قد لقي المشايخ فزهدت فيه بسبب هذا القول ، ثم ندمت بعد .
قال أحمد بن جعفر بن زياد السوسي : سمعت أبا جعفر النفيلي ، وذكر علي بن الجعد ، فقال : لا ينبغي أن يكتب عنه ، وضعف أمره جدا .
وقال أبو إسحاق الجوزجاني : علي بن الجعد متشبث بغير بدعة ، زائغ عن الحق .
وقال أبو يحيى الناقد : سمعت أبا غسان الدوري يقول : كنت عند علي بن الجعد ، فذكروا حديث ابن عمر : كنا نفاضل على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فنقول : خير هذه الأمة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر وعمر وعثمان ، فيبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فلا ينكره . فقال علي : انظروا إلى هذا الصبي هو لم [ ص: 464 ] يحسن أن يطلق امرأته يقول : كنا نفاضل وكنت عنده فذكروا حديث : " " قال : ما جعله الله سيدا . إن ابني هذا سيد
قلت : أبو غسان لا أعرف حاله ، فإن كان قد صدق ، فلعل ابن الجعد قد تاب من هذه الورطة ، بل جعله سيدا على رغم أنف كل جاهل ، فإن من أصر على مثل هذا من الرد على سيد البشر ، يكفر بلا مثنوية ، وأي سؤدد أعظم من أنه بويع بالخلافة ، ثم نزل عن الأمر لقرابته ، وبايعه على أنه ولي عهد المؤمنين ، وأن الخلافة له من بعد معاوية حسما للفتنة ، وحقنا للدماء ، وإصلاحا بين جيوش الأمة ، ليتفرغوا لجهاد الأعداء ، ويخلصوا من قتال بعضهم بعضا ، فصح فيه تفرس جده - صلى الله عليه وسلم - ، وعد ذلك من المعجزات ، ومن باب إخباره بالكوائن بعده ، وظهر كمال سؤدد السيد الحسن بن علي ريحانة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحبيبه ، ولله الحمد .
قال : قلت أحمد بن إبراهيم الدورقي لعلي بن الجعد : بلغني أنك قلت : ابن عمر ذاك الصبي ، قال : لم أقل ، ولكن معاوية ما أكره أن يعذبه الله .
[ ص: 465 ] وقال هارون بن سفيان المستملي : كنت عند علي بن الجعد ، فذكر عثمان ، فقال : أخذ من بيت المال مائة ألف درهم بغير حق ، فقلت : لا والله ، ما أخذها إلا بحق .
وقال أبو داود : عمرو بن مرزوق أعلى عندي من علي بن الجعد ، علي وسم بميسم سوء ، قال : ما يسوءني أن يعذب معاوية .
قال : قلت أبو جعفر العقيلي لعبد الله بن أحمد : لم لم تكتب عن علي بن الجعد ؟ قال : نهاني أبي أن أذهب إليه ، وكان يبلغه عنه أنه يتناول الصحابة .
قال زياد بن أيوب : سأل رجل عن أحمد بن حنبل علي بن الجعد ، فقال الهيثم : ومثله يسأل عنه ؟ ! فقال أحمد : أمسك أبا عبد الله ، فذكره رجل بشر ، فقال أحمد : ويقع في أصحاب رسول الله ؟ فقال زياد بن أيوب : كنت عند علي بن الجعد ، فسألوه عن القرآن ، فقال : القرآن كلام الله ، ومن قال : مخلوق ، لم أعنفه ، فقال أحمد : بلغني عنه أشد من هذا .
وقال أبو زرعة : كان لا يرى الكتابة عن أحمد بن حنبل علي بن الجعد ، ولا سعيد بن سليمان ، ورأيته في كتابه مضروبا عليهما .
[ ص: 466 ] وقال محمد بن حماد المقرئ : سألت عن يحيى بن معين علي بن الجعد ، فقال : ثقة صدوق ، ثقة صدوق ، قلت : فهذا الذي كان منه ؟ فقال : أيش كان منه ؟ ثقة صدوق .
وقال فيه مسلم : هو ثقة لكنه جهمي .
قلت : ولهذا منع ولديه من السماع منه . أحمد بن حنبل
وقد كان طائفة من المحدثين يتنطعون في من له هفوة صغيرة تخالف السنة ، وإلا فعلي إمام كبير حجة ، يقال : مكث ستين سنة يصوم يوما ، ويفطر يوما وبحسبك أن يقول في " كامله " : لم أر في رواياته حديثا منكرا إذا حدث عنه ثقة . ابن عدي
وقد قال : هو أثبت من يحيى بن معين أبي النضر .
وعن علي بن الجعد : قال : سمعت بمكة في سنة سبع وخمسين ومائة من . سفيان الثوري
قال أبو حاتم : ما كان أحفظ علي بن الجعد لحديثه ، وهو صدوق .
قال عبد الرزاق بن سليمان بن علي بن الجعد : سمعت أبي يقول : أحضر المأمون أصحاب الجوهر ، فناظرهم على متاع كان معهم ، ثم نهض لبعض حاجته ، ثم خرج ، فقام له كل من في المجلس إلا علي بن [ ص: 467 ] الجعد ، فنظر إليه كالمغضب ، ثم استخلاه ، فقال : يا شيخ ، ما منعك أن تقوم ؟ قال : أجللت أمير المؤمنين للحديث الذي نأثره عن النبي - صلى الله عليه وسلم .
قال : وما هو ؟ قال : سمعت ، سمعت مبارك بن فضالة الحسن يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " " فأطرق من أحب أن يتمثل له الرجال قياما ، فليتبوأ مقعده من النار المأمون ، ثم رفع رأسه ، فقال : لا يشترى إلا من هذا ، فاشتروا منه يومئذ بثلاثين ألف دينار .
قال البغوي : توفي لست بقين من رجب سنة ثلاثين ومائتين وقد استكمل ستا وتسعين سنة .
أخبرنا أبو بكر بن خطيب بيت الآبار وعدة ، قالوا : أخبرنا ابن اللتي ، حدثنا أبو الوقت ، أخبرنا أبو عاصم ، أخبرنا ابن أبي شريح ، أخبرنا البغوي ، أخبرنا علي بن الجعد ، أخبرنا شعبة ، عن ابن المنكدر ، [ ص: 468 ] سمعت جابرا يقول : . استأذنت على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : " من هذا ؟ " فقلت : أنا . فقال : " أنا أنا ! " كأنه كرهه
أخرجه عن البخاري أبي الوليد ، عن شعبة .