محمد بن رمح ( م ، ق )
ابن المهاجر الحافظ الثبت العلامة ، أبو عبد الله التجيبي ، مولاهم المصري .
ولد بعد الخمسين ومائة .
سمع الليث بن سعد ، ، وعبد الله بن لهيعة ومسلمة بن علي [ ص: 499 ] الخشني . وحكى عن مالك بن أنس ، ولم يقع له عنه رواية .
حدث عنه : مسلم ، ، وابن ماجه ، والحسن بن سفيان ومحمد بن الحسن بن قتيبة ، وعلي بن أحمد علان ، وأحمد بن عبد الوارث العسال ، ومحمد بن زبان ، وخلق سواهم .
وكان معروفا بالإتقان الزائد والحفظ ، ولم يرحل .
قال : ما أخطأ النسائي ابن رمح في حديث واحد .
وقال أبو سعيد بن يونس : ثقة ثبت ، كان أعلم الناس بأخبار بلدنا .
توفي في شوال سنة اثنتين وأربعين ومائتين .
وقال : لو كان كتب عن أبو عبد الرحمن النسائي مالك لأثبته في الطبقة الأولى من أصحابه ; يعني : لحفظه وإتقانه .
قلت : لم يتفق لي أن أورد ابن رمح في كتاب " تذكرة الحفاظ " ، فذكرته هنا لجلالته . وأنا أتعجب من كيف لم يرو عنه ! فهو أهل لذلك ، بل هو أتقن من البخاري قتيبة بن سعيد ، رحمهما الله .
أخبرنا أحمد بن هبة الله ، عن زينب الشعرية ، والمؤيد بن محمد ، قالا : أخبرتنا أم الخير فاطمة بنت علي بن مظفر بن زعبل في سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة ، أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي في أول عام إحدى وأربعين وأربعمائة ، أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان ، حدثنا الحسن بن سفيان الحافظ ، حدثنا ، حدثنا محمد بن رمح الليث بن سعد ، عن يحيى بن سعيد ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن عطاء بن يزيد ، عن عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : تميم الداري . [ ص: 500 ] هذا حديث صحيح في " صحيح إن الدين النصيحة . قالوا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولأئمة المسلمين ، أو المؤمنين وعامتهم مسلم " .
فتأمل هذه الكلمة الجامعة ، وهي قوله : فمن لم ينصح لله وللأئمة وللعامة ، كان ناقص الدين . وأنت لو دعيت - يا ناقص الدين - لغضبت . فقل لي : متى نصحت لهؤلاء ؟ كلا والله ، بل ليتك تسكت ، ولا تنطق ، أو لا تحسن لإمامك الباطل ، وتجرئه على الظلم وتغشه . الدين النصيحة
فمن أجل ذلك سقطت من عينه ، ومن أعين المؤمنين . فبالله قل لي : متى يفلح من كان يسره ما يضره ؟ ومتى يفلح من لم يراقب مولاه ؟ ومتى يفلح من دنا رحيله ، وانقرض جيله ، وساء فعله وقيله ؟ فما شاء الله كان ، وما نرجو صلاح أهل الزمان ، لكن لا ندع الدعاء ، لعل الله أن يلطف ، وأن يصلحنا . آمين .