جرير بن عبد الله ( ع )
ابن جابر بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن حشم بن عوف ، الأمير النبيل الجميل أبو عمرو - وقيل : أبو عبد الله- البجلي القسري ، وقسر : من قحطان .
من أعيان الصحابة . [ ص: 531 ]
حدث عنه : أنس ، ، وقيس بن أبي حازم ، وأبو وائل ، والشعبي ; وأولاده الأربعة : وهمام بن الحارث المنذر ، وعبيد الله ، وإبراهيم - لم يدركه - وأيوب ، ، وشهر بن حوشب ، وحفيده وزياد بن علاقة ، أبو زرعة بن عمرو بن جرير ; وجماعة . وأبو إسحاق السبيعي
وبايع النبي - صلى الله عليه وسلم- على النصح لكل مسلم .
أحمد : حدثنا إسحاق الأزرق : حدثنا يونس ، عن المغيرة بن شبل ، قال : قال جرير : المدينة ، أنخت راحلتي ، وحللت عيبتي ، ولبست حلتي ، ثم دخلت المسجد ; فإذا برسول الله - صلى الله عليه وسلم- يخطب ، فرماني الناس بالحدق . فقلت لجليسي : يا عبد الله ، هل ذكر رسول الله من أمري شيئا ؟ قال : نعم ، ذكرك بأحسن الذكر ; بينما هو يخطب ، إذ عرض له في خطبته ، فقال : إنه سيدخل عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن ; ألا وإن على وجهه مسحة ملك . قال : فحمدت الله . لما دنوت من
قلت : كان بديع الحسن ، كامل الجمال .
ابن عيينة : حدثنا إسماعيل ، عن قيس : سمعت يقول : جرير بن عبد الله [ ص: 532 ] ما رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلا تبسم في وجهي ، وقال : يطلع عليكم من هذا الباب رجل من خير ذي يمن ، على وجهه مسحة ملك سوار بن مصعب ، عن مجالد ، عن الشعبي . عن عدي بن حاتم ، قال : لما دخل ، يعني جريرا ، على النبي - صلى الله عليه وسلم- ألقى له وسادة ، فجلس على الأرض . فقال النبي ، صلى الله عليه وسلم : أشهد أنك لا تبغي علوا في الأرض ولا فسادا . فأسلم . ثم قال النبي ، صلى الله عليه وسلم : إذا أتاكم كريم قوم ، فأكرموه .
الواقدي : حدثنا عبد الحميد بن جعفر ، عن أبيه ، قال : جرير البجلي المدينة في رمضان سنة عشر ، ومعه من قومه خمسون ومائة . فقال رسول الله : يطلع عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن . فطلع جرير على راحلته ، ومعه قومه . فأسلموا . قدم
أبو العباس السراج : حدثنا أبو بكر بن خلف : حدثنا يزيد بن نصر - بصري ثقة- حدثنا ، عن حفص بن غياث معبد بن خالد بن أنس بن مالك ، عن أبيه ، عن جده : كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم- فأقبل ، فضن الناس بمجالسهم ، فلم يوسع له أحد ; فرمى إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ببردة كانت معه حباه بها ; وقال : دونكها يا جرير بن عبد الله أبا عمرو ، فاجلس عليها . فتلقاها بصدره ونحره ، وقال : أكرمك الله يا رسول الله كما أكرمتني . فقال النبي [ ص: 533 ] ، صلى الله عليه وسلم : إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه .
ورواه جعفر بن أحمد بن بسام ، عن أبي صفوان المدني ، عن حفص بهذا .
وروى نحوه مسلم بن إبراهيم ، عن عون بن عمرو ، عن الجريري ، عن ابن بريدة ، عن يحيى بن معمر ، عن جرير .
وروى ، عن إبراهيم النخعي همام : جريرا بال ، ثم توضأ ، ومسح على خفيه . فسألته . فقال : رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم- يفعله . أنه رأى
ثم قال إبراهيم : فكان يعجبهم هذا ; لأن جريرا من آخر من أسلم .
ابن أبي خالد ، عن قيس ، عن جرير : الكعبة اليمانية .
قال : فخربناه ، أو حرقناه حتى تركناه كالجمل الأجرب . وبعث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- يبشره ، فبرك على خيل أحمس ورجالها خمس مرات .
قال : وقلت : يا رسول الله ، إني رجل لا أثبت على الخيل . فوضع يده على وجهي - وفي لفظ أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال له : ألا تريحني من ذي الخلصة - بيت خثعم . وكان يسمى : : يحيى القطان . فوضع يده في صدري- وقال : اللهم ، اجعله هاديا مهديا
وفيه : فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس .
أبو غسان النهدي : حدثنا سليمان بن إبراهيم بن جرير ، عن أبان بن [ ص: 534 ] عبد الله البجلي ، عن أبي بكر بن حفص ، عن ، قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : علي بن أبي طالب جرير منا أهل البيت ، ظهرا لبطن . قالها ثلاثا .
هذا منكر . وصوابه من قول علي .
الزيادي ، وغيره ، قالا : حدثنا خالد بن عمرو الأموي : حدثنا ، عن مالك بن مغول أبي زرعة ، عن جرير ، قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- تأتيه وفود العرب ، فيبعث إلي ، فألبس حلتي ، ثم أجيء ، فيباهي بي .
وروي عن جرير : قال لي رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : إنك امرؤ قد حسن الله خلقك ، فحسن خلقك .
وعن عيسى بن يزيد : كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يعجب من عقل جرير وجماله .
، عن خالد بن عبد الله بيان ، عن قيس ، عن جرير ، قال : رآني متجردا ، فناداني : خذ رداءك ، خذ رداءك . فأخذت ردائي ; ثم أقبلت إلى القوم ، فقلت : ما له ؟ قالوا : لما رآك متجردا ، قال : ما أرى أحدا من الناس صور صورة هذا ، إلا ما ذكر من عمر بن الخطاب يوسف - عليه السلام .
عمر بن إسماعيل بن مجالد ، عن أبيه ، عن بيان ، عن قيس ، عن جرير : أنه مشى في إزار بين يدي عمر ، فقال : خذ رداءك . وقال للقوم : ما [ ص: 535 ] رأيت رجلا أحسن من هذا إلا ما بلغنا من صورة يوسف .
أبو عوانة ، عن : حدثني عبد الملك بن عمير إبراهيم بن جرير : أن عمر قال : جرير يوسف هذه الأمة .
مغيرة ، عن الشعبي ، عن جرير ، قال : كنت عند عمر ، فتنفس رجل - يعني : أحدث- فقال عمر : عزمت على صاحب هذه ، لما قام ، فتوضأ . فقال جرير : اعزم علينا جميعا . فقال : عزمت علي وعليكم ، لما قمنا . فتوضأنا ، ثم صلينا .
ورواه ، عن يحيى القطان مجالد ، عن الشعبي ، وله طرق ، وزاد بعضهم : فقال عمر : يرحمك الله ، نعم السيد كنت في الجاهلية ، ونعم السيد كنت في الإسلام .
مجالد ، عن الشعبي : كان على ميمنة يوم سعد بن أبي وقاص القادسية . جرير بن عبد الله
قال : سكن ابن عساكر جرير الكوفة ، ثم سكن قرقيسياء وقدم رسولا من علي إلى معاوية .
الزبير بن بكار : حدثني محمد بن يحيى : حدثني عمران بن عبد [ ص: 536 ] العزيز الزهري ، قال : بلغني أن جريرا قال : بعثني علي إلى معاوية يأمره بالمبايعة ، فخرجت لا أرى أحدا سبقني إليه ; فإذا هو يخطب ، والناس يبكون حول قميص عثمان ، وهو معلق في رمح .
قال ابن سعد : قال محمد بن عمر : لم يزل جرير معتزلا لعلي ومعاوية بالجزيرة ونواحيها ، حتى توفي بالشراة في ولاية الضحاك بن قيس على الكوفة .
أبو نعيم ، : حدثنا والفريابي أبان بن عبد الله البجلي : حدثني إبراهيم بن جرير عن أبيه ، قال : بعث علي إلى ابن عباس ، والأشعث ، وأنا بقرقيسياء ، فقالا : أمير المؤمنين يقرئك السلام ، ويقول : نعم ما رأيت من مفارقتك معاوية ، وإني أنزلك بمنزلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- التي أنزلكها . فقال جرير : اليمن أقاتلهم حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوا ، حرمت دماؤهم وأموالهم . فلا أقاتل من يقول : لا إله إلا الله . إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بعثني إلى
قال الهيثم بن عدي : ذهبت عين جرير بهمدان ، إذ وليها لعثمان .
قال الهيثم ، وخليفة ، ومحمد بن مثنى : توفي جرير سنة إحدى وخمسين .
وقال ابن الكلبي : مات سنة أربع وخمسين . [ ص: 537 ]
ومسند جرير نحو من مائة حديث ، بالمكرر . اتفق له الشيخان على ثمانية أحاديث وانفرد بحديثين ، البخاري ومسلم بستة .