أبو أحمد القلانسي
شيخ الصوفية ، القدوة أبو أحمد ، مصعب بن أحمد البغدادي ، صاحب أبي حمزة ، وماتا في وقت .
حكى عنه : الواعظ علي بن محمد المصري ، وغيره .
قال ابن الأعرابي : الحكايات عن أخلاقه ومذاهبه يطول بها الكتاب ، صحب أبا عثمان الوراق ، وسافر مع عبد الله الرباطي ، وكان مقدما على جميع مريدي بغداد ، لما كان فيه من السخاء والأخلاق ، ومراعاته مذاهب النسك ، مع طيب القلب ، ورقته وعلو الإشارة ، وشدة الاحتراق . وعبارته كانت دون إشارته ، وله نكت وإشارات ، صحبته إلى أن مات ، فما رأيته بيت درهما . يتكلم في الأحوال والمقامات ، وكان النوري يقدمه في ذلك .
قال منبه البصري : سافرت مع أبي أحمد ، فجعنا جوعا شديدا ، ففتح علينا بشيء من طعام ، فآثرني به ، وكان معنا سويق فقال : يا منبه ! تكون جملي ؟ يمزح ، قلت : نعم ، فكان يؤجرني السويق . [ ص: 171 ]
قال ابن الأعرابي : كان أبو أحمد يكرمه من أدركت ، كأبي حمزة ، وسعد الدمشقي ، ، والجنيد وابن الخلنجي ، ويحبونه ، ثم إنه تزوج ، فما أغلق بابا ، ولا ادخر شيئا عن أصحابه ، وحضرنا ليلة عرسه ومعنا الجنيد ، ورويم ، ومعنا قارئ يقول قصائد في الزهد ، فما زال أبو أحمد عامة ليله في النحيب والحركة . . إلى أن قال : وحج سنة سبعين ومائتين ، فمات بمكة بعد ذهاب الوفد ، فصلى عليه أمير مكة .
قال الخلدي : قال لي أبو أحمد القلانسي : فرق رجل أربعين ألفا على الفقراء ، فقال لي سمنون : أما ترى ما أنفق هذا ، وما قد عمله ؟ ونحن لا نرجع إلى شيء ننفقه ، فامض بنا إلى موضع . فذهبنا إلى المدائن ، فصلينا أربعين ألف ركعة .